محمد أمين
عاد النائب مصطفى بكرى إلى برنامجه «حقائق وأسرار»، بعد توقف دام 70 يومًا.. لا يعرف «بكرى» لماذا توقف، ولا حتى لماذا عاد.. ولم يقدم حقيقة واحدة عن التغيير الوزارى، أو يكشف سرًا واحدًا عن الراحلين والقادمين فى حركتى الوزراء والمحافظين.. ولم يقل جديدًا بشأن بقاء مصطفى مدبولى، أو منصب وزير الإعلام.. إنما يردد ما يُثار من «شائعات» فقط!
وليس هذا اتهامًا للصديق العزيز، إنما معناه أن التشكيل المُتوقَّع يتم بمعزل عن الرأى العام والنواب والكُتاب والإعلاميين.. وبالتالى اعتمد الزملاء على التكهنات والشائعات أكثر مما اعتمدوا على الحقائق والأسرار.. وقد كنت أتصور أن مجلس النواب يشارك فى «التغيير» بالعلم، قبل أن تذهب إليه القائمة فيوافق عليها دون «معرفة مسبقة»، أو يرفضها فتحدث مشكلة!
وحتى المعلومات التى ذكرها «بكرى» بشأن أحد المحافظين معروفة.. فقد قال إن تعليمات صدرت للمحافظ بالبقاء فى منزله.. ولم يقل لماذا؟.. هل هناك جريمة ارتُكبت، أم مخالفة، أم أن المحافظ هو مَن ترك مكتبه وسافر إلى القاهرة، أم أن الأجهزة قدمت تقارير بشأنه، فتلقى تعليمات بأن يغادر ويبقى فى منزله؟.. الأخطر أن مجلس الوزراء لم يصدر بيانًا واحدًا!
ولا ألوم «بكرى» طبعًا فى أى شىء مما ذكره، فهذا هو الأسلوب الذى يحكم العمل.. فلا مجلس الوزراء فسر الأمر.. ولا قال كلمة.. ولا مجلس النواب استفسر، ولا قدم طلب إحاطة ولا سؤالًا.. والتزم الجميع بأن تعليمات قد صدرت.. وهذا غير مقبول.. إما أن المحافظ أخطأ فيحاسب، وإما أن مجلس الوزراء يشرح.. ولا شىء من ذلك حدث.. فهل هناك أسرار مثلًا؟!
والسؤال: لماذا تركنا البلاد حتى أصبحت، كلها، تحتاج «تغيير العفشة»؟.. لماذا تأخر تغيير الوزراء والمحافظين والهيئات والمؤسسات الصحفية والإعلامية؟.. كيف وضعنا الوطن فى خانة اليَك؟.. هل كانت حكومة تسيير أعمال، ولا ندرى؟.. لماذا تركناها مثل سيارة متهالكة تحتاج صيانة شاملة؟.. أين كان مجلس النواب؟.. وأين كانت الأجهزة بالضبط؟!
ومن أطرف ما سمعت فعلًا أن الوزراء والمحافظين سيكونون من نوعية جديدة.. شباب لا يتجاوزون الخمسين عامًا.. والوزن لا يزيد على 70 كيلوجرامًا.. وبهذا المعنى سيخرج وزراء كثيرون بمعيار الوزن.. «اطلع على الميزان أولًا».. فهل هى شائعات أم حقائق؟.. هل هى نوع من السخرية؟.. وهل نختار على هذا المعيار، أم هناك معايير سياسية وفنية وأخلاقية أولًا؟!
ويعرف «بكرى» أننى أناقشه، ولا أتحامل عليه أبدًا.. هل هو تغيير أم تعديل؟.. هل سيشكل «مدبولى» الحكومة أم لا؟.. هل هناك منصب وزير إعلام أم لا؟.. ما معايير الاختيار؟.. هل البرلمان شريك فى القرار، أم يوافق فقط؟.. ولماذا انتظرنا كثيرًا حتى تطَلّب الوطن «تغيير العفشة»؟!.