مريم عادل تكتب عن حكاية مسجد.. جامع بن طولون المعلق تحفة فريدة شيده المهندس القبطى سعيد بن كاتب
حزننا و خوفا علي اعمدة الكنيسة من الارهابين باسم الدين
فوق صخرة صغيرة موجودة بجبل يشكر بمنطقة قلعة الكبش بُنى أكبر مصر'> مساجد مصر التاريخية بالقاهرة، والذى أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية عام "263 هـ / 877 م"، نتحدث هنا عن مسجد ابن طولون.
وسط حى السيدة زينب تم تشييد مسجد ابن طولون ليصبح ثالث مسجد وجامع بنى في مصر بعد جامع عمرو بن العاص فى الفسطاط، وجامع العسكر فى مدينة العسكر، على مساحة 6 ونصف فدان تقريبًا، ليعبر عن رمز استقلال الدولة العباسية، حيث كان معهودًا آنذاك أن المسجد الجامع هو مركز العواصم الإسلامية، ولهذا أمر احمد بن طولون بتشيد المسجد الضخم "263 هـ ــ 877م" وانتهى فى "265 هـ ـ 879م"، ووصلت تكلفته لـ 120 ألف دينار.
استعان أحمد بن طولون بالمهندس سعيد بن كاتب الفرغانى، وهو مهندس قبطى ماهر فى العمارة، تولى عمارة مقياس النيل فى جزيرة الروضة سنة 864 م بعد أن أمر بعمارته الخليفة العباسى المتوكل، وفى عصر أحمد بن طولون عهد إليه ببناء أهم منشآته، فبنى له أولاً قناطر بن طولون وبئر عند بركة حبش لتوصيل الماء إلى مدينة القطائع.
وكما جاء فى مسجد السيرة الطولونية "أراد أحمد بن طولون بناء المسجد فقدر له 300 عمود فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس فى الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك، فأنكره ولم يختره وتعذب قلبه بالفكر فى أمره، وبلغ المهندس القبطي وهو فى المطبق الخبر، فكتب إليه: أنا أبنيه لك كما تحب وتختار بلا عمد إلا عمودى القبلة فأحضره وقد طال شعره حتى تدلى على وجهه، فبناه وحسن البناء فى عينى أحمد بن طولون".
المسجد أحد التحف المعمارية المتميزة تبلغ مساحته 6 ونصف فدان، وطوله 138 متراً، وعرضه 118 متراً تقريباً، وهو من المساجد المعلقة، أى يصعد إلى أبوابه بدرجات دائرية الشكل، ويتوسط المسجد صحن مربع، أما شبابيك المسجد فتحيط به من جهاته الأربع وعددها 128، وفى وسط الصحن قبة كبيرة ترتكز على 4 عقود، وعدد مداخل المسجد 19 مدخلاً، إلا أن المدخل الرئيسى حاليًّا هو المدخل المجاور لمتحف جاير أندرسون، كما تتمتع مئذنة الجامع بالطراز المعمارى الفريد والتى لا يوجد مثلها فى مآذن القاهرة، ويبلغ ارتفاع المئذنة عن سطح الأرض 40 م