كتب – روماني صبري
وافق الخميس الماضي 21 نوفمبر ذكرى رحيل الفنانة ليلى مراد، والتي منذ وطأت أقدامها عالم الغناء والتمثيل حتى دفع باسمها إلى قائمة الفنانات الأكثر شهرة، وغدت في صدارة المشهد الغنائي في مصر والوطن العربي وإسرائيل، خطت مراد المجال الفني بوتيرة متسارعة فكانت تغني وتمثل في آن واحد وفي ظل ذكرى رحيلها نرصد في السطور المقبلة أهم المحطات في حياتها .
قيثارة الغناء
دائما ما يقدر النقاد والمعنيين بالفن دور مراد وإسهاماتها الكثيرة في تطوير الأغنية الرومانسية والخروج بها من جمودها والتي ظلت عليه فترات طويلة، من خلال الحان جديدة أكثر عذوبة وكلمات بسيطة لا تحدث صدعا برأس المستمع، فأطلق عليها " قيثارة الغناء"، وباتت الأكثر أجرا بين فنانات جيلها.
وقال الكاتب محمود قاسم عنها في كتابه "الفيلم الغنائي في السينما المصرية" :"لم تصنع مطربة حالة من الرومانسية والجو العاطفي الشفاف بنفس القدر الذي أحدثته ليلى مراد بأغنياتها وأدوارها كعاشقة، وقد تكون هناك مطربات أخريات عملن ولفترة أطول في السينما وعدد أكبر من الأفلام لكن لم تكن مؤثرة في السينما الغنائية الرومانسية مثلما حدث مع ليلى".
البداية
ولدت ليلى مراد في محافظة الإسكندرية عام 1918 باسم ليليان، وسط عائلة فنية من أصل يهودي، والدها كان المغني والملحن إبراهيم زكي موردخاي "زكي مراد" الذي قام بأداء أوبريت العشرة الطيبة الذي لحنه الموسيقار سيد درويش، وأمها جميلة سالومون يهودية من أصل بولندي.
ليلى وتجارب الحياة القاسية
بعد سفر والدها للعمل في الخارج، لم تعرف عنه شيئا لسنوات، ما اضطرها للدراسة بالقسم المجاني برهبانية نوتردام ديزابوتر – الزيتون، وخلال هذه الفترة قاست ليلى الكثير حيث تم طردها مع أسرتها من المنزل لعدم قدرتهم على دفع الإيجار، وبعد مرور سنوات تخرجت من المدرسة المذكورة.
ليلى والغناء
وخطت ليلى أولى تجاربها في الغناء عندما بلغت الرابعة عشر ، إزاء دعم ومساندة والدها لها، والملحن الشهير وقتها داود حسني، فغنت في الحفلات الخاصة والعامة، وفي عام 1934 تم قبولها في الإذاعة المصرية كمطربة بعد نجاحها في الاختبارات.
ليلى والسينما
وشهد عام 1937 مشاركتها في فيلم "يحيا الحب"، مع الموسيقار محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم، وعلى الرغم من أدائها الضعيف، عرض عليها الفنان يوسف وهبي المشاركة في فيلمه "ليلة ممطرة"، وبالفعل وافقت ليلى وعرض الفيلم عام 1939، لتقدم بعد ذلك أفلامها الأبرز وهي : ليلى، ليلى بنت الفقراء، ليلى بنت الأغنياء، سيدة القطار، ليلى في الظلام، بنت الأكابر، حبيب الروح، عنبر، الهوى والشباب، سيدة القطار، الماضي المجهول، غزل البنات.
حياتها الشخصية
تزوجت ليلى الفنان أنور وجدي، لكن سرعان ما استحالت حياتها جحيم بسبب غيرته المفرطة وسيطرته التي أنزلت بروحها الحزن، وسارعت في انفصالهم، بعدها تزوجت من المخرج فطين عبد الوهاب وأنجبت منه زكي وهو الفنان زكي فطين، لكن زواجهما لم يستمر وقررت الانفصال عنه.
اعتناقها الإسلام وتهم العمالة لإسرائيل
اعتنقت ليلى الإسلام عام 1946 ، بسبب حبها للقران الكريم ، حيث كانت تسمع تلاوة القران قبل دخولها الإسلام ، وشهد على إشهارها الإسلام داخل مشيخة الأزهر الشيخ محمود أبو العيون ... وجهت لها تهم التبرع بالمال لإسرائيل بسبب أصولها اليهودية لكن كشفت التحقيقات براءتها من كل ما نسب إليها من تهم.
الرحيل
تعرضت ليلى لضائقة مالية أخر حياتها بعد طلاقها واعتزالها ، فقررت بيع شقتها والانتقال إلى مكان آخر أكثر بساطة، وفي عام 1995 رحلت مراد عن الحياة تاركة خلفها إرثا عظيما من الأغاني والأفلام.