بقلم: القس نصرالله زكريا
بعد أن اتخذ مجمع القاهرة الإنجيلي قراره التاريخي برسامة المرأة قساً راعياً ومعلماً -وذلك لأول مرة في تاريخ مسيحية الشرق الأوسط، ساق المعترضون على القرار عدة أسباب منها الكتابي واللاهوتي، ومنها الاجتماعي والثقافي، إلا أن الاعتراضات المستندة على النصوص الكتابية تبقى الأهم في هذا المضمار، ومع تعدد طرق ومدارس التفسير المختلفة للنص الكتابي، ما بين التفسير الحرفي والتفسير الروحي والتفسير المجازي، سيبقى الفهم الأصيل للمعنى اللغوي للنص في اللغة اليونانية –اللغة الأصلية للعهد الجديد- مفتاحاً هاماً في فهم ما قصده الكاتب الملهم بالروح القدس عند كتابته لتلك النصوص، وما يجب تطبيقه على الواقع الحالي سواء كنظام كنسي أو لحياة المؤمنين.
وفي موضوع رسامة المرأة يعتمد المعترضون على نصين أساسيين جاء في رسالتي الرسول بولس إلى كنيسة كورنثوس، وكنيسة أفسس التي كان يرعاها وقتئذ تلميذه تيموثاوس، ونحن هنا سنحاول أن نعرض تحليلاً لغوياً لمفرادات تلك النصوص، ومن ثم دراسة السياق التاريخي لكتابتها حتى نتعرف عليها من قرب ونتفهم المعاني المقصودة من وراء الكلمات التي استخدمها الرسول بولس بتوجيه من الروح القدس.
يأتي النص الأول الذي يستند إليه المعترضون على رسامة المرأة قساً، في الرسالة الأولى للرسول بولس لأهل كنيسة كورنثوس، والتي كتب فيها: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ" (1كورنثوس 14: 34، 35)، أما النص الثاني فقد جاء أيضاً في رسالة بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس راعي كنيسة أفسس حين أوصاه قائلاً: "لِتَتَعَلَّمِ الْمَرْأَةُ بِسُكُوتٍ فِي كُلِّ خُضُوعٍ. وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي. وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ" (1تيموثاوس 2: 11- 15).
وعند القراءة الأولى لهذين النصين يبدو بما لا يدع مجالاً للشك، -وقد يبدو أناه لا يحتاج لتفسير أيضاً- أن الرسول بولس يأمر المرأة بالصمت في الكنائس، وعدم تولي منصب المعلم ولا أن تتسلط على الرجل، وهنا تكمن إشكاليات تلك النصوص، فما الذي قصده الرسول بولس بما كتبه؟ وهل ما يردده المعترضون على رسامة المرأة هو ما قصده بولس؟ أم أن ما يبدو سهلاً وواضحاً في ظاهر النص يحتاج لتفسير وتحليل لغوي ودراسة الخلفيات التاريخية والظروف الاجتماعية لتلك الكنائس؟.
رسامة المرأة وإشكاليات النص
عندما نقترب إلى النص الأول، وهو ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى، والتي يقول فيها الرسول بولس: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ" (1كورنثوس 14: 34، 35)،
فهل قصد بولس بقوله: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ"، أن تصمت المرأة ولا تتكلم مطلقاً في الكنيسة؟ وبالتالي لا يحق لها أن تُعلم؟ أم هناك معنى آخر قصده بكلمة "لتصمت"؟.
بدراسة نص الكلمة اليونانية "sigaō" "σιγάω"، التي استخدمها الرسول بولس هنا والمترجمة في العربية "لتصمت"، وفي الإنجليزية "Keep Silence"، نجد أنها جاءت في عدة مواضع في العهد الجديد منها (لوقا 9: 36، 20: 26، أعمال 12: 17، 15: 12، رومية 16: 25، 1كورنثوس 14: 28، 30، 34)، وفي كل هذه المواضع تترجم نفس الكلمة إما "يسكت" أو "يصمت"، أو "مكتوم".
وعند دراسة الكلمة قي قرينتها وسياقها الكتابي نجد أن كاتب بشارة لوقا يسجل عن التلاميذ حينما سمعوا الصوت من السحابة يقول عن المسيح: "«هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ. لَهُ اسْمَعُوا». وَلَمَّا كَانَ الصَّوْتُ وُجِدَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَأَمَّا هُمْ فَسَكَتُوا وَلَمْ يُخْبِرُوا أَحَداً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ بِشَيْءٍ مِمَّا أَبْصَرُوهُ" (لوقا 9: 36). هنا يكون السكوت والصمت تعبيراً عن الدهشة وكتم السر وعدم إخبار الآخرين عنه.
هكذا الحال مع بطرس عندما أخرجه ملاك الرب من السجن وجاء إلى البيت، "فَلَمَّا فَتَحُوا وَرَأَوْهُ انْدَهَشُوا. فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ لِيَسْكُتُوا وَحَدَّثَهُمْ كَيْفَ أَخْرَجَهُ الرَّبُّ مِنَ السِّجْنِ" (أعمال 12: 17)، نجد أيضاً الدهشة والسكوت للاستماع.
كذلك ما جاء في رومية، حين تكلم الرسول بولس صلى بولس ختاماً لرسالته قائلاً: "وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُوماً فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ" (رومية 16: 25).
وبدراسة نفس الكلمة اليونانية "σιγάω"، وبحسب ما جاء في قاموس سترونج نجد أن معناها هو: "الصمت عن البوح بالأسرار، حفاظاً على السلام"، الصمت هنا فعل إرادي بهدف الاستماع ومنعاً للضوضاء والتشويش، وما قصده الرسول بولس بقوله: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ"، ليس المنع التام عن الكلام أو المنع عن التعليم، بل هو المنع عن إحداث الضوضاء والتشويش أثناء الاجتماعات، وهذا ما يتضح من سياق النص الكتابي، فالآية السابقة لهذا النص يقول فيها الرسول بولس: "لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ" (1كورنثوس 14: 33). وفي نفس السياق يوجه الرسول بولس توجيهاته للرجال أيضاً عندما يتناول الحديث عن التكلم بألسنة مختلفة ومغايرة عما يتحدثه الحضور، فيقول: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً وَبِتَرْتِيبٍ وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ. وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ وَاللهَ. أَمَّا الأَنْبِيَاءُ فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ. وَلَكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لِآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ" (1كورنثوس 14: 27- 30).
ويختتم الرسول بولس حديثه مؤكداً: "لْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ"، ومن هذا يمكننا أن نتبين بسهولة أن رغبة الرسول بولس بصمت الرجل في (1كورنثوس 14: 27- 30)، وصمت المرأة في (1كورنثوس 14: 34)، هو محاولة الرسول بولس وضع الأسس العامة التي تنظم العبادة في كنيسة كورنثوس حتى لا يُساء فهم عبادة الله، والعبادة المسيحية من الأمم.
إذاً، لم يكن بولس يقصد هنا أن يمنع المرأة منعاً تاماً عن الكلام أثناء العبادة، ففي هذه الحالة كان استخدم كلمة أخرى جاءت في اليونانية تفيد الصمت التام أو الخرس، وعدم التكلم مطلقاً لا بخير ولا بشرٍ، وهذه الكلمة هي "siōpaō" "σιωπάω"، وقد جاءت هذه الكلمة عدة مرات في العهد الجديد منها ما جاء في إنجيل مرقس "فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: اسْكُتْ! اِبْكَم فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ" (مرقس 4: 39)، وقد جاءت هذه الكلمة مرة ثانية في قصة الرجل الأعمى الذي كان يصرخ منادياً للمسيح أن يرحمه، "فَانْتَهَرَهُ الْمُتَقَدِّمُونَ لِيَسْكُتَ .." (لوقا 18: 39)، وجاءت نفس الكلمة اليونانية ثالثة، في قول المسيح لليهود حين طالبوه أن ينتهر تلاميذه والجمهور الذي يهتف له ليسكتوا، فَأَجَابَ "المسيح": «أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنْ سَكَتَ هَؤُلاَءِ فَالْحِجَارَةُ تَصْرُخُ!» (لوقا 19: 40).
ومما تقدم يتضح أن معنى الكلمة التي استخدمها بولس في وصيته "ألا تتكلم النساء في الكنائس"، هو الصمت عن التكلم بأسرار -أي بالنميمة- للحفاظ علي السلام بين الشعب، فالكلمة تعني بالفعل تصمت وترجمتها إلى العربي تصمت صحيحة، لكن إن كانت اللغة العربية غير كافية للتعبير فإن التعبير اليوناني دقيق جدًا.
أما الكلمة الأخرى التي تترجم "ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن"، فالكلمة "مأذوناً" في اليونانية هي "epitrepō" "έπιτρέπω"، بحسب قاموس سترونج تعني نقل معلومة بدون إذن أو نقل كلام غير صحيح، فالعبارة "لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ"، تعني عدم نقل الكلام بغير معناه، ودليل ذلك أن الكلمة "έπιτρέπω" تتكون من مقطعين "έπι" "إيبي" أي "نقل"، و"τρέπω" "تروبي" وتعني العكس أو قلب الشيء.
أما كلمة "يَتَكَلَّمْنَ"، فقد استخدم بولس الكلمة "λαλέω" ولها عدة استخدامات منها كلام، أصوات، دوشة، صوت غير مفهوم، وقد جاءت في العهد الجديد نحو 271 مرة بمعاني مختلفة، ومن الملاحظ أن بولس لم يستخدم الكلمة اليونانية "legō" "λέγω"، وتعني الكلام المنظم، الذي يشتمل على الكلام، أو الإخبار بشئ، أو التعليم أو التفسير، وهذا ما يتضح من استخدامات الكلمة في العهد الجديد، فقد جاءت "فَلِلْوَقْتِ أَخْبَرُوهُ عَنْهَا" (مرقس 1: 30)، وجاءت في يوحنا: "فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ: «رَبِّي (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ) أَيْنَ تَمْكُثُ؟» (يوحنا 1: 38) وقد رددتها مريم حينما ظهر لها المسيح بعد القيامة قائلة له: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ" (يوحنا 20: 16)، واستخدمت في قول "أَغْرِيبَاسُ لِبُولُسَ: «مَأْذُونٌ لَكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ لأَجْلِ نَفْسِكَ». حِينَئِذٍ بَسَطَ بُولُسُ يَدَهُ وَجَعَلَ يَحْتَجُّ" (أعمال 26: 1).
وهكذا نرى أن بولس لم يكن يقصد أن يمنع النساء من التكلم الكلام المنظم الهادئ أو التفسير أو الإخبار، وإلا لكان استخدم كلمة "legō" "λέγω"، وتأكيداً لما تقدم يمكننا أن نفهم معنى وصية الرسول بولس: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ." فالمقصود هنا ليس صمت المرأة عن أن تُعلم؛ وإنما صمتها عن التشويش، وإثارة الضوضاء، والأمر الأكيد أن بولس يهدف من وراء وصيته هذه خلق جوٍ من الهدوء ليلائم التعليم وعبادة الله بعيداً عن الضوضاء والتشويش.
وبدراسة الخلفية الحضارية والتاريخية لكتابة هذه النصوص، والتي تختلف عن السياق الفكري واللاهوتي للرسول بولس الذي دَعم خدمة المرأة، وقبلها خادمة لكنيسة كنخاريا (روية 16: 1)، وكمعلمة لأبلوس المعلم السكندري الشهير (أعمال 18: 26)، وكمصلية ونبية متنبئة (1كورنثوس 11: 5)، وهو الذي علَّم أيضاً بالمساواة بين الرجل والمرأة (غلاطية 3: 27)، يتضح لنا أن هناك أسباباً جعلته ينحى هذا المنحى، من هذه الأسباب أن مدينتي كورنثوس وأفسس كانتا تضمان الكثير من العبادات الوثنية الأنثوية مثل معبد أفروديت إله الحب والجمال في كورنثوس، ومعبد ديانا في أفسس حيث النساء يكهن في تلك المعابد، ويمارسن الرذيلة في تلك المعابد كجزء من ممارستهن لتلك العبادات، وكن يلبسن الملابس الغالية الثمن والمثيرة، وكن يتسلطن على الرجال، فأراد بولس بالروح القدس أن ينحو بالكنيسة الوليدة في تلك المدينتين على وجه الخصوص بعيداً عن تلك الممارسات الخاطئة، فجاءت وصيته: "لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ".
إن الدعوة لصمت المرأة في الكنيسة اليوم هي دعوة ضد روح الكتاب المقدس وإهدار لوضع ولقيمة المرأة كما أظهرته وأكدَّته المسيحية.
رسامة المرأة وتحديات الواقع
بعد أن اتخذ مجمع القاهرة الإنجيلي قراراه التاريخي برسامة المرأة قساً، تُرى هل من تحديات اجتماعية أو حضارية أو حتى تنظيمية داخل الكنيسة الإنجيلية تحول دون تفعيل هذا القرار؟ فمثلاً هل اتخذ هذا القرار لحالة خاصة بعينها؟ أم أن القرار سيفتح الباب –على الأقل- أمام المرأة لأن تمارس حقها وتُفعل قرار المجمع برسامتها قساً فنرى أكثر من امرأة قساً بمجمع القاهرة؟
تُرى هل سيبحث مجمع القاهرة ترشيح بعض من نساءه المدعوات للخدمة الرعوية أو التعليمة للدراسة بكلية اللاهوت لتأهيلهن للرسامة؟ أم سيكتفي باتخاذ قرار رسامة المرأة دون تفعيل حقيقي له؟
هل ستفتح كلية اللاهوت الإنجيلية أبوابها أمام المرأة للدراسة المؤهلة للرسامة؟ وتدعم المرأة لكي تدرس بها وتدعمها لترتسم قسيسات؟ خاصة وأن كلية اللاهوت الإنجيلية في خدمة الكنيسة الإنجيلية عبر مجامعها المختلفة ومنها مجمع القاهرة؟
هل سيتأثر القرار بوجهات النظر المعارضة، سواء داخل الكنيسة الإنجيلية أو خارجها، ويصبح القرار تاريخياً فقط، ومن ثم يتوارى مع التاريخ؟
هل سيقبل أعضاء الكنائس الإنجيلية المرأة قسيساً تقودهم وترعاهم؟ وماذا عن موقف الكنائس التي دعمت القرار، هل ستسعى لرسامة المرأة قساً عاملاً بها، أم أنها ستكتفي فقط بالتنظير اللاهوتي فقط، ولا تسعى للتطبيق على أرض الواقع؟
كل هذه الأسئلة والتحديات لا يملك الإجابة عليها إلا المستقبل، وكقول الشاعر: "إن غداً لناظره قريب".
Rev_Nasralla@yahoo.com