إن كنت ممن يتسللون ليلاً إلى المطبخ أو الثلاجة لتناول ثمة وجبة خفيفة رغم تناولك العشاء، ثم تسرع بعدها لتخلد إلى النوم، فهذا ليس نقصاً في شخصيتك أو مرضاً تعانيه، بل إن هذا الأمر يرتبط كلية بالجانب البيولوجي أو الأحيائي لجسم الإنسان !
وعلّق على ذلك أخصائي الطب الوظيفي، مارك هيمان، بقوله "هذا ليس عيب أو نقص في الشخصية، وإنما يرتبط الأمر بعلم الأحياء. فنحن نهتم في الطب الوظيفي بالبحث في الأسباب الجذرية للمشكلات الصحية، مثل الأسباب التي تقف وراء الطريقة التي تؤدي بها الهرمونات القوية إلى تزايد الرغبة في تناول الطعام أثناء الليل".
ولترويض هذه الرغبة الشديدة التي تنتاب البعض منا لتناول الطعام ليلاً، فذلك يساعد في فهم الطريقة التي يمكن أن تضر بها هرمونات الشهية القوية الأربعة بالإنسان:
- الأنسولين، الذي يفرزه الجسم للتعامل مع السكر ومعالجته في النظام الغذائي.
- اللبتين، الذي يكبح الشهية ويخبر الدماغ بشبع الجسم وعدم حاجته لتناول أي طعام إضافي.
- الجريلين، الذي يُفرَز في المعدة، ويُعرَف بهرمون الجوع، ويساعد على تنظيم الشهية.
- ببتيد واي واي، الذي يُفرَز في الأمعاء ويخبر الدماغ بالشبع وعدم الحاجة لطعام إضافي.
وقال الباحثون في نفس السياق إن الشعور بالتوتر يزيد نسبة الكورتيزول الذي يتم إفرازه بالجسم ( والكورتيزول هو هرمون التوتر )، وهو ما يعمل بالتبعية على زيادة الشعور بالجوع، ما يؤدي لرفع نسبة السكر في الدم والأنسولين، وبدء حلقة مفرغة.
وعاود دكتور هيمان ليقول إن الطريقة المثلى التي يمكن الخروج بها من تلك الحلقة المفرغة تتمثل في خطة مكونة من 6 نقاط هي كما يلي: تناول الوجبات بانتظام وعدم تفويت وجبة الإفطار، إضافة بروتين ودهون عالية الجودة دوماً للطعام، تجنب كل المشروبات السكرية، تجنب الغلوتين أو منتجات الألبان إذا كنت لا تستطيع تحملها، التخلص من التوتر خلال اليوم والاهتمام بالنوم وجعله من الأولويات.