سليمان شفيق
هل تلغي ايران القرار ام تلجأ الي التفاوض مع واشنطن لفك الحصار
أعلنت منظمة العفو الدولية ،أن أكثر من مئة متظاهر قتلوا نتيجة قمع قوات الأمن الإيرانية للمظاهرات في عدة مدن. وأضافت أن الحصيلة الحقيقية "ربما تكون أعلى من ذلك بكثير". وكانت وكالتا أنباء إيرانيتان قد أفادتا أن ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا في كمين بالسلاح الأبيض على أيدي "مثيري شغب" بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران."
اكدت ذلك المنظمة بأن تقارير موثوقة تشير إلى أن أكثر من 100 متظاهر قتلوا في مناطق مختلفة من إيران منذ أن أمرت السلطات قوات الأمن بقمع التظاهرات التي اندلعت عقب رفع أسعار البنزين.
وقالت المنظمة الحقوقية إنه "وفقا لتقارير موثوقة فإن 106 متظاهرين على الأقل قتلوا في 21 مدينة"، مضيفة أن "حصيلة القتلى الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير، إذ تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 متظاهر".
وذكرت المنظمة أن قوات الأمن تلقت "ضوءا أخضر لقمع" التظاهرات، التي اندلعت الجمعة وامتدت إلى أكثر من 100 مدينة في أرجاء إيران".
ودعا مدير المنظمة فيليب لوثر السلطات الإيرانية إلى "إنهاء هذا القمع الوحشي والدامي فورا". واستند تقرير المنظمة إلى "تسجيلات فيديو تم التحقق من صحتها، وأقوال شهود عيان على الأرض، ومعلومات" من نشطاء حقوقيين من خارج إيران".
ودعت المنظمة السلطات الإيرانية إلى "رفع الإغلاق شبه التام للإنترنت الذي يهدف إلى تقييد خروج المعلومات حول حملة القمع إلى العالم الخارجي".
وذكرت أن تسجيل فيديو أظهر أن "قناصة أطلقوا النار كذلك على حشود من أسطح المباني، وفي إحدى الحالات من مروحية".
وقالت إنه على الرغم من أن معظم المظاهرات سلمية على ما يبدو، إلا أن "عددا صغيرا من المحتجين قاموا بإلقاء حجارة وأعمال تخريب لبنوك وحوزات علمية".
ولفتت المنظمة إلى أن عناصر من قوات الأمن شوهدوا ينقلون جثث قتلى وأشخاص جرحى من الطرق والمستشفيات، بحسب شهود عيان، ورفضوا تسليم جثامين الضحايا إلى عائلاتهم.
وتؤكد السلطات في إيران أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين، بينهم ثلاثة من عناصر أمن طعنهم "مشاغبون" حتى الموت.
حصيلة ضحايا قمع التظاهرات في إيران كما قدمتها منظمة العفو الدولية جاءت على أغلفة اغلب الصحف ،الحصيلة وصلت إلى مئة وستة قتلى بحسب المنظمة. صحيفة أراب نيوز قالت إن منظمة العفو الدولية استندت إلى تقارير موثوقة في رصدها لهذه الحصيلة، وأضافت المنظمة أن عدد القتلى الحقيقي قد يكون أكثر من ذلك .. حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو مئتي متظاهر، منذ اندلاع الاحتجاجات نهاية الأسبوع الماضي عقب قرار الحكومة رفع أسعار الوقود.
الاعلام الخارجي يفضح والداخلي يتواطئ:
صحيفة الشرق الأوسط نشرت رسم لأمجد رسمي يصور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي وهو يطبق قبضته الحديدية على إيران في إشارة إلى تحكمه في كل مفاصل الدولة وفي السلطة والقرارات، ومن بينها إعطاء الضوء الأخضر لقمع المحتجين.
الحكومة الإيرانية قررت كذلك قطع خدمة انترنت على البلاد منذ يوم السبت الماضي لمنع وصول أي معلومات عن المحتجين المنتقدين للسلطات نقرأ في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز، المقال يرى أن السلطات الإيرانية ومنذ احتجاجات العام 2009 فهمت قدرة أنترنت على مساعدة المعارضين لذلك قررت استخدام شبكة وطنية للمعلومات تساعدها على مراقبة التعبير في القضايا السياسية والحد من الخسائر الاقتصادية التي يمكن أن تنتج عن قطع تام لانترنت.
موقع عربي بوست كتب إن قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواجه أكبر تهديد لبقائها منذ حرب العراق في ثمانينات القرن الماضي، بسبب مظاهرات الإيرانيين احتجاجاً على زيادة أسعار الوقود، يضيف الموقع الإخباري إن إيران قد واجهت من قبل احتجاجات، لكن النظام الآن في مشكلة أصعب بكثير لأن التظاهرات الأخيرة تركز على القضية الأهم والأكبر وهي: الدعم الحكومي، إيران صاحبة ثالث أكبر احتياطيات نفط في العالم، كانت تتمكن عادة من شراء ميزة سياسية، أو بالأحرى صمت الشعب، من خلال ضخ مبالغ كبيرة في دعم منتجات الطاقة، والطعام والمياه. يعتبر عربي بوست قرار الحكومة رفع الدعم عن الوقود علامة على قرب انهيار الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات الاقتصادية الأمريكية والتي خفضت بحدة صادرات النفط الإيرانية.
الصحف الإيرانية تناولت الأحداث الجارية في إيران من وجهة نظر السلطات، صحيفة إيران دايلي تتحدث عن عدد من القتلى في إيران لا سيما في صفوف قوات الأمن. تنقل الصحيفة على غلافها تصريحات للمتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي، يقول إن الهدوء قد عاد بعد الاضطرابات التي تسببت فيها الزيادة في أسعار الوقود، ويتوعد من يخاطرون بالأمن العام ويرتكبون أعمال إجرامية بأن السلطات ستتعامل معهم بحزم.
صحيفة كيهان المحافظة تشرح في الافتتاحية سبب رفع الدعم الحكومي على الوقود، وتقول إن بعض الأعداء في الداخل والخارج أرادوا إيهام العالم على أن ما يجري في إيران هو ثورة أو انتفاضة أو محاولة لإسقاط النظام.
تري هل يستطيع الملالي مواجهة موجة الغضب الجديدة ام حفاظا علي حكمهم يلغون قرار رفع الدعم ؟ او سوف يلجاؤن الي التفاوض مع الولايات المتحدة والخليج لفك الازمة من الخارج للداخل .