أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية خصت مرحلة الطفولة لدى الإنسان باهتمامٍ كبيرٍ، لما لهذه المرحلة من دَور بالغ في بناء شخصية الإنسان، بجميع جوانبها الإيجابية والسلبية، وذلك تبعًا لما يلقاه فيها من أسلوب في التربية والاهتمام .
وقال مفتي الجمهورية، في كلمته اليوم، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل، الذي يوافق 20 نوفمبر من كل عام: لقد قرَّرت الشريعة الإسلامية للأطفال حقوقًا وواجبات لا يمكن التغافل عنها أو إهمالها، بل كان الإسلام الحنيف، سبَّاقًا لجميع الدول والمنظمات بأربعة عشر قرنًا من الزمان، حين حدد حقوق الطفل وخصها برعايته من خلال الاهتمام بحقوقه قبل ولادته ونشوئه، بل من لحظة اختيار الرجل لزوجته كي تكون أمًّا لأطفاله.
وأكد، أن الإسلام اشترط لها الصلاح حتى تكون أمًّا صالحةً لهم، ثمَّ اهتمَّ بالطفل وهو بعدُ في بطن أمه، وحفظ له حقَّه في الحياة، فحرَّم إجهاضه، وأجاز لأمه الفطر في رمضان إذا كان صيامها قد يؤثَّر عليه سلبًا، إضافة إلى اهتمامه باختيار الاسم المناسب له بعد ولادته.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن الشريعة الإسلامية حرصت كذلك على قوة الأسرة وتماسكها، حتى يخرج الطفل إلى المجتمع صحيحًا نافعًا سويًّا، كما ألزمت الأب بالنفقة على أبنائه، وتشمل تلك النفقة كلَّ الجوانب التي يحتاجونها، من مأكلٍ، ومشربٍ، وملبسٍ، ودراسةٍ، وتعليمٍ، ونحوه، ويستمر ذلك إلى أن يبلغ الطفل سنًّا تسمح له بالتكسَّب، والإنفاق على نفسه.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن الإسلام لم يغفل حقوق الأطفال اليتامى، بل أمر بحفظ أموالهم، وعدم أكلها بالباطل، حيث أولت الشريعة الإسلامية الأيتام رعايةً خاصةً، وأمرت المسلمين بالاهتمام بهم لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، وأشار صلى الله عليه وسلم بأصبعيه السبابة والوسطى.
ويعد اليوم العالمي لحقوق الطفل، يومًا عالميًّا يوافق تاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989، من قبل 192 دولة، ففي 1954 دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة كل الدول إلى إنشاء يوم عالمي للطفل، دون تحديد يوم موحد، وجاء اختيار يوم 20 نوفمبر، بعد توقيع اتفاقية حقوق الطفل في 20 نوفمبر 1989، التي ترجع أيضًا إلى إعلان حقوق الطفل.