كتبت - أماني موسى
قال د. محمد طه، الاستشاري النفسي، ردًا على سؤال "الناس بتتجوز ليه"، بأن الناس في مجتمعنا تتزوج لأسباب كثيرة، وبعض هذه الأسباب إن كانت تبدو في ظاهرها طيبة إلا أنها لا تؤدي بالضرورة إلى نجاح الزواج، وهذا ما يؤكده إحصائيات تكشف أن مصر من ضمن الدول ذات أعلى نسب طلاق، يعني تقريبًا نص الناس اللي بتتجوز بتتطلق.
أسباب زواج الرجال تختلف عن أسباب النساء للزواج
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المقدم عبر شاشة TEN، الستات بتتجوز عشان حاجة والرجالة بتتجوز عشان حاجة تانية خالص، فمن ضمن الأسباب التي تدفع الرجال في مجتمعنا إلى الزواج أنه أنهى تعليمه، وأنهى فترة تجنيده بالجيش، وحصل على وظيفة ومن ثم لا بد له من إتمام الزواج، والأولوية لقرار الزواج بغض النظر عن إمكانياته، هل هو مهيأ أم لا، الفتاة التي سيرتبط بها ومدى توافقهم الاجتماعي والفكري والنفسي.
5 أسباب لزواج الرجل منهم إطفاء وهج الغريزة الجنسية
وأردف د. طه، البعض يرى حتمية الزواج لكي يتمم نص دينه، قائلاً: الحقيقة إن مش الجواز هو اللي هيكمل نص دينه، لكن أنه بعد الجواز يعامل مراته باحترام وينشأ أسرة طيبة.
وشدد بأن أحد أهم أسباب زواج الرجال بمجتمعنا هو إطفاء وهج غريزته الجنسية، فهل منطقي أنه لأجل تفريغ الطاقة الجنسية القيام بعملية زواج وإنجاب أطفال لمجرد هذا السبب فقط؟!
والسبب الرابع هو أنه تقدم بالكبر ووالدته تقدمت أيضًا بالعمر، ومن ثم وجب أن يتزوج لكي يجد من يخدمه، وكأنه استبدل دور الأم بالزوجة.
البنت تتزوج لخمس أسباب.. كبر السن، الرغية في الإنجاب، ارتداء الفستان الأبيض
وعن أسباب زواج البنت بالمجتمع المصري، قال طه: أولهم "عايزين نستر البنت"، وأنا اعترض على هذا التعبير، فالبنت ليست فضيحة لكي تُستر، هي بني آدم كامل الأهلية، والسبب الثاني هو كبر السن وعليه الزواج بأي حد جاي، لكن برأيي أنها تصبر أحسن ما تتطلق بعد سنة أو اثنين من الجواز.
والسبب الثالث هو رغبة البعض في ارتداء الفستان الأبيض كأصدقائها، ولا يهمها ما بعد ارتداءه، ويكون الجواز بالنسبة لها هو المشهد بتاع فستان الفرح، ودة سبب غير كافي على الإطلاق لإنجاح أي زيجة، والسبب الرابع هو الإنجاب، ولكن يجب أن تسأل نفسها قبل الإنجاب هناك رجل ستعيشين معه حياة كاملة فماذا سنفعل به؟ السبب الأخير هو ترك بيت الأهل لوجود مشاكل به، وهذه الأسباب جميعها غير كافية لعمل زواج ناجح.
الأسباب الصحيحة لاتخاذ خطوة الزواج
وعن الأسباب الصحيحة التي يجب أن تتوافر لإتخاذ خطوة الزواج، ونجاح هذه المؤسسة، قال د. طه، هو سبب واحد، أن أنا شفت حد وحسيت أني حابب أشارك حياتي مع هذا الشخص، لأنه بيفهمني، بيقبلني، بيحبني، بيحترمني، وأنا حاسس أني هكون سعيد أني أكمل حياتي مع هذا الشخص.
ولفت إلى أن كثير من الزيجات تتم للأسباب سالفة الذكر مع الحكم على الشخص من الخارج بأنه شخص جيد أو مناسب وحين يتم الزواج تنكشف به صفات أخرى كأن يكون عصبي أو بخيل وبعدها ترغب بالطلاق، ونندم ونقول ياريتها كانت فضلت في بيت أبوها أحسن.
وأوضح أن أشكال التعارف للزواج يتم أحيانًا من خلال الأهل أو المعارف أو العمل أو مصادفة في مكان ما، ومؤخرًا أصبح هناك تعارف للزواج من خلال الإنترنت، وشدد بأن له تحفظ على التعارف من خلال الإنترنت خاصة إذا طالت فترة التعارف عبر الإنترنت قبل الرؤية الحقيقية وجهًا لوجه، هنا تحدث مشكلة حيث تستمر لفترة طويلة بتكلم الشاشة وليس الشخص، ومن الممكن جدًا أن تبني تصورات غير حقيقية عنه أو عن طباعه أو هيئته، ويحدث صدام عند الرؤية الحقيقية.
وأكد على أنه لا تواصل أصدق من التواصل الجسدي أن تلتقي شخص وتجلس أمامه وجهًا لوجه، وهي أكثر وسيلة لمعرفة الأشخاص، لكن التواصل من خلال الإنترنت يجعل كل طرف يسقط أحلامه على الشخص الاخر، فتراه مثلا شخص طيب، أو رومانسي أو مثالي، فهذه الصفات هي ما تحلم به أنت وترغبها أن تكون في واقعك ولكنها ليست بالضرورة هي الواقع.
واستطرد، لا أرى التعارف على الإنترنت وسيلة جيدة للزواج إلا إذا كانت لفترة قصيرة وتبعها رؤية حقيقية وتواصل حقيقي بأرض الواقع.
الأمان والإخلاص الصدق والرحمة من أسس نجاح أي علاقة
وقال طه، هناك 10 حاجات إذا وجدت بالعلاقة نستطيع القول بأن هذه العلاقة ستنجح وهم:
1- الثقة: أننا نثق في بعض ولا نراقب بعض، والثقة هي الحجر الأول في العلاقة.
2- الاحترام: محدش يهين التاني أو يقلل من شأنه أو استخدام الشتيمة من باب الهزار.
3- الصدق: عدم الكذب إطلاقًا استخدام الكذب يدمر العلاقة، وهنا لا بد أن يكون بين الطرفين مساحة قبول وأمان بحيث لا يضطر طرف منهما إلى استخدام الكدب.
4- الندية: وهي مزعجة أحيانًا لبعض الرجال الشرقيين، بحيث يكون الطرفين متساويين في الحقوق والواجبات، ولا فوقية لأحد عن الطرف الآخر.
5- الاستقلالية: كل شخص له دوائره الاجتماعية الخاصة به، بالإضافة إلى الدوائر المشتركة بين الطرفين.
6- الرحمة: بحيث لا يكون طرف قاسي على الطرف الآخر.
7- الأمان: مش كل شوية يقولي أنا هسيبك، لازم الطرفين يشعروا بالأمان في هذه العلاقة.
8- كل شخص لديه القدرة على تجمل أخطاءه والاعتراف بها وليس إلقاء اللوم على الطرف الآخر طوال الوقت.
9- الإخلاص: منخونش بعض ولا نكدب على بعض، وألا يمثل أي طرف على الآخر، وإذا تغيرت المشاعر تخبر بها الطرف الآخر.
10- القبول بحيث أكون أنا كما أنا لا اضطر لأن أكون شخص آخر لكي أحصل على الحب أو القبول من الطرف الآخر.
فرق السن
قال د. طه أن فرق السن من المفترض ألا يحدث مشكلة بأي ارتباط، وأنا لا أقصد العمر الزمني، لكن العمر العقلي والنضوج هو الذي يحدد نجاح العلاقة من عدمه، وتابع: النضج العقلي لا علاقة له بالسن، فهناك شخص يبلغ 18 سنة وناضج عقليًا وشخص عنده 50 سنة وعقله كالأطفال.
وأكد أن فرق السن للرجل أو المرأة لا يشكل مشكلة وهناك الكثير من الزيجات الناجحة لأشخاص بفروق عمرية، وهناك مقولة تقول أن الشخص الغير ناضج يقع في الحب والناس الناضجين يخطو خطوات نحو الحب.
وعن الوضع الاجتماعي، أوضح د. طه أنه لا بد أن يكون هناك تقارب بالوضع الاجتماعي والاقتصادي وليس تطابق، لكن اختلاف الوضع الاجتماعي بشكل كبير يفشل الزيجة، لا بد أن يكون هناك طموح مشترك، أرضية مشتركة للكلام.
وأكد على أهمي أن تقبل الطرف الآخر دون تغيير بالشخص أو شكله أو وزنه أو فكره، فإما أن تقبله كله أو ترفضه كله، ولا تقوم بتفصيله كيفما تريد.