كتب – روماني صبري
خيم الغضب على رواد التواصل الاجتماعي، والمعنيين بحقوق الإنسان في مصر مؤخرا، بعد واقعة الاعتداء والتنمر على طالب سوداني يعيش في مصر من قبل بعض المراهقين المصريين.
وكان انتشر فيديو الواقعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأظهر قيام ٣ أشخاص بتوقيف الطالب "جون مانوث"، في الصف الرابع الابتدائي بمدرسة اللاجئين في العباسية، محاولين سرقة حقيبته المدرسية وراحوا يسخرون منه، ما جعل الأجهزة الأمنية تتعاون مع إدارة تكنولوجيا المعلومات للتحري عن الفيديو.. ونجح رجال الأمن في رصد عنوان المتهمين بالتنمر، وتم إلقاء القبض عليهم وبمواجهتهم اعترفوا بالتهم التي نسبت إليهم.
الاعتراف بالواقعة
واعترف الشاب سيد حسن وصديقه وثالث كان يصور الواقعة، بأنهم تنمروا في حق التلميذ جون خلال ذهابه للمدرسة، وأكد حسن وأصدقائه أنهم طلبوا من جون منحهم حقيبته، فرفض، ما جعلهم يسخرون منه ويعتدون عليه.
محاولة تبرير فاشلة
وقال حسن قبل القبض عليه عبر حسابه على موقع "فيسبوك"،:" جون ده صديقي وعملت الفيديو من اجل الدعابة والهزار بس .. وبعدين ده جاري ..الناس قالت إني بضربه وبعذبه.. ده مش صحيح لأنه صاحبنا وجارنا، والصحفيين اللي نشروا الفيديو ميعرفوش كل ده"، وزادت هذه التصريحات التي عكست محاولة تبرير الشاب لجريمته غضب المصريين، وذلك لان فيديو الواقعة كشف خوف جون منهم، كما كشف غلاظة قلوبهم وتحجرهم.
نتعرض للتنمر دائما في مصر
وقال الطفل جون، في تصريحات تليفزيونية، أن السودانيين المقيمين في مصر لطالما تعرضوا للتنمر والسخرية والشتائم من قبل المصريين، فضلا عن إلقاء أكياس المياه والبيض والمناديل القذرة عليهم من خلال نافذات المنازل."
موضحا :" مش بنعرف نرد على الإساءات دي لأننا مش من أهل البلد وأغراب .. وكنت أتمنى أتعامل معاملة حسنة من المصريين لكن للأسف ده محصلش."
ربنا موجود
وأضاف :" نتعرض للتنمر يوميا لكن نفضل الصمت، ونقول الله موجود وقادر أن يضع حدا لكل هذه الإساءات ، واستطرد :" عاوزين المشاكل دي تنتهي وزي ما بنحترمهم واجب يحترمونا."
وأعرب عن حزنه الشديد قائلا :" تكمن المشكلة في الشعور والإحساس بالآخرين .. هؤلاء الذين يتنمرون علينا في مصر يفتقدون الشعور، ما جعلهم يعتدون علينا."
سبب التنازل عن البلاغ
وأكد "انجلو مانوث" والد الطفل السوداني انه تنازل عن البلاغ المقدم ضد المتهمين، أمام نيابة حدائق القبة، وقرر التصالح مع المتهمين، وكشف في تصريحات للصحافة قائلا :" تنازلت عن البلاغ عشان مش عاوز مشاكل مع الجيران."