محمد حسين يونس
الضابط المهندس .. قادم من احد الرافدين .. إما الكلية الحربية .. بمعني أنه مهندس إلتحق بالجيش و تلقي تدريبا عسكريا .. ثم تدريبا أخر في مدرسة المهندسين العسكريين ليتحول إلي مهندس عسكرى .. (لا داعي لمناقشة التفاصيل ) .. ثم يعمل في وحدات عسكرية .. يرص الغام و يزيلها و يشق طرق مؤقته .. و ينشيء ملاجيء سابقة التجهيز مما يستدعي الحفر في جميع أنواع التربة .. أو يقيم منشآت خرسانية لها إستخدام عسكرى ..أويعمل علي توفير مياة الشرب للوحدات المقاتلة .. كلها أعمال عسكرية .. يضاف لها صيانة و تشغيل بعض المعدات المستخدمة في هذه المهام ..
هؤلاء قد ينتهي بهم مسار الخدمة إلي الهيئة الهندسية المكلفة بتنفيذ الاعمال العسكرية التي لا تقوى علي تنفيذها الوحدات الصغرى ...أو ينتدبون لأعمال إدارية و تدريبية و قيادية .
الرافد الاخر هو أن يكون خريج من العسكرية الفنية .. و هذه يلتحق بها بعد الثانوية العامة .. و يدرس ليؤهل ليصبح عالما يعمل علي تطويرالاسلحة والذخيرة و صيانتها .. و إنشاء نظم حديثه أكثر تركيبا و تعقيدا تتصل بالدفاع الجوى ..أو الإتصالات أو الورش الضخمة للإصلاح و الصيانة و التصنيع .
الضابط المهندس القادم من أى من الرافدين لا يدرس كيفية إدارة مشروع مثل .. مترو الانفاق أو إقامة السدود و المنشئات المائية وأعمال الرى .. أو نقل و معالجة مياة الصرف الصحي .. أو إقامة المدن و مرافقها بشوارعها و كباريها ..أو تطوير السكك الحديدية .. أو إدارة محطات توليد الكهرباء خصوصا التي يستخدم فيها الطاقة النووية .
المشاريع الكبرى و إدارتها تخصص لم يدرس في الجامعات المصرية أو المعاهد العسكرية .. و مع ذلك .. نجد أنه عندما بدأ العمل بمشروع مترو الانفاق تولاة اللواءت الحسيني عبد السلام ثم مقبل الشافعي ثم سعد شحاته.. الخ ... و عندما بدأ مشروع رفع كفاءة شبكات الصرف الصحي تولاها .. اللواءات فريد سويلم واحمد عبد المقصود ومحمد السعيد ومحمد عبد الرحمن وخالد خضر .و عندما بدأت محطة الجبل الاصفر في العمل تولاها اللواءات فتحي قزمان و أحمد القاضى و حافظ البلك وسيد العشرى.
وهكذا عندما اتابع عمل السادة اللواءات الذين أداروا هذه الانشطة و كنت علي علاقة زمالة بهم .. أجد أن كل منهم قد بذل جهدا غير عاديا لفهم خصائص العمل الذى أوكل إليه و أنهم في النهاية إستعانوا بشركات إنشاء و مكاتب إستشارية أجنبية قامت بالجانب الفني .. أو بالكوادر العاملة في هيئة السكة الحديد و الصرف الصحي بعد ضمان طاعتها و ولاءها .. و لم يضف أى منهم شيئا للمنظومة الهندسية الخاصة بمؤسسته حتي لو طال تواجده علي كرسي القيادة مثل سيادة اللواء الحسيني عبد السلام في المترو أو سيادة اللواء فتحي قزمان في الجبل الاصفر .
بصراحة من المفترض تقييم تجربة تشغيل اللواءات في أعمال الإنشاءات التي نشهدها الأن من خلال مشاريع تديرها الهيئة الهندسية بفتح الصدر .. لمعرفة إيجابيتها و سلبياتها.. أو تغيير مناهج الدراسة في المعاهد العسكرية الهندسية لتتضمن علم ((إدارة المشاريع القومية الكبرى .)) ما دمنا مصرين علي أن السادة اللواءات المهندسين هم الافضل عند التصدى لمثل هذه الاعمال .فلا نكرر ما يحدث الأن في الأسكندرية ومصر الجديدة و حول مدينة السلام و علي طريق مصر الإسماعيلية ..من فوضي و إسراف و أخطاء فنية .. ... إدوا العيش لخبازه يا ناس دة علم و خبرة و تجربة مش شطارة و فتاكة و جدعنه .