سليمان شفيق
قرية الناصرية 80 % مسيحيين كانوا يعيشون في سلام قبل دخول الغرباء
لمعرفة ما حدث ويحدث في قرية الناصرية لابد ان تعود الي المدينة او المركز الذي تتبعة القرية وهو بني مزار ،يقال إن أصل اسمها هو "باب المزار"؛ لأنها كانت المدخل لزيارة منطقة البهنسا الشهيرة بكثرة المزارات، انجبت كل من شيخ الأزهر مصطفى عبد الرازق (قرية أبو جرج) ومن نفس القرية الشيخ المفكر علي عبد الرازق، والفنان الممثل علاء ولي الدين ، وتضم حوالي 800 الف نسمة، حوالي 60% منهم في الريف في حوالي خمسين قرية موزعين علي ثماني وحدات محلية ، ومنها قرية الناصرية ، المساحة الكلية لمركز ومدينة بنى مزار ، والمساحة الزراعية تقارب السبعين الف فدان، ارض مزوع منها داخل الزمام حوالي 45 الف فدان، وخارج الزمام حوالي 1046 فدان، ارض تم استصلاحها 300 فدان، ارض تحت لاستصلاح 154 فدان، حيث يشتهر مركز بنى مزار بزراعة عدد كبير من المحاصيل الزراعية منها ( القمح – القطن – الذرة – البرسيم – الفول البلدى والصويا – الكسبرة - الخضراوات والفاكهة).وتشكل الزراعة حوالي 50% من نشاط السكان ، و30% تجارة ، و20% ولا يوجد بها صناعة سوي ، مطحن السلندرات والذي يعمل بعدد (2) خط انتاج بتكلفة 30 مليون جنيه الخط الأول إنتاج 300 طن يومي قمح و75 طن يومي أذره يغطى عدد 4 مراكز.
نسبة التعليم عالية في بني مزار، و يوجد اكثر من مائة مدرسة ابتدائي و57 مدرسة إعدادي و9 مدرسة ثانوي عام و4 مدرسة ثانوي فني و31 مدرسة رياض أطفال و 19 مدرسة ذات الفصل الواحد وعدد 3 مدرسة الأمل تربية خاصة، اضافة الي افتتح مؤخرا عدد (2) مدرسة ( أبو حرب بعدد 20 فصل تعليم أساسي تمويل البنك الدولي).
وتبلغ نسبة التعليم العالي لابناء بني مزار حوالي 60% ، وسط انخفاض للامية ، والفقر.
وتعد بني مزار من المراكز السياحية الكبيرة في المنيا والصعيد ومنها :
يوجد في بني مزار العديد من الآثار الإسلامية والمسيحية وجارى عملية تطوير المعالم الأثرية ومنها :
قبة السبع بنات (المشهور عنهم انهم اشتركوا في حروب فتح البهنسا)
شجرة مريم وهى الشجر التي استظل تحتها السيد المسيح وامه البتول مريم ويوسف النجار))
مقام سيدي جعفر وعلى أولاد عقيل بن أبى طالب، قبة التكرورى وهو عبد الله التكرورى أحد الأمراء المغاربة الذين زاروا البهنسا)و السيدة خولة بنت الازور (من العصر الفاطمي وهى أخت الأمير ضرار بن الازور)و قبة أبو سمرة (وهو عبد الله بن ابى سمرة البهنسى)و مقام سيدي الأمير زياد بن الحرث بن ابى سفيان بن عبد المطلب، المأذنه (مآذنه سيدى أبو سمرة بن زين العابدين بن الحسين)، قبة محمد بن أبى زر الغفارى، قبة محمد بن ابى عبد الرحمن بن ابى بكر الصديق، سيدى على الجمام (وهو قاضى ولاية البهنسا واحد ائمة المالكية في عصره)، مسجد الحسن الصالح بن زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب.
ورغم ذلك بني مزار منسية سياحيا شأنها شأن المحافظة كلها المنيا ، نعود الي الناصرية.
الناصرية "الجرابيع " سابقا :
رغم كل ذلك لابد ان نلاحظ ان بني بمزار من اقل المراكز التي تعرضت لاعتداءات الاخوان والارهابيين بعد فض الاعتصامات الارهابية ، الا ان الخمسة سنوات الاخيرة تتعرض بني مزار عامة وقرية الناصرية خاصة للاستهداف ،والناصرية حسب إحصاءات سنة 2006، بلغ إجمالي السكان في الناصرية 15778 نسمة، منهم 8240 رجل و7538 امرأة، وكان يطلق علي القرية اسم الجرابيع حتي نهاية ثمانينات القرن الماضي وتم تغييرة الي الناصرية ،ويلاحظ في العشر سنوات الاخيرة قطن في الناصرية عدد ليس بالقليل من الاجراء والفقراء في حدود القرية في المنطقة مابين حدود بني مزار وحدود مغاغة ومن تلك المنطقة سكن المنطقة البلطجي الذي ابعدة اهلة الي منزل صغير هناك .
يسكن بالقرية نسبة كبيرة من المسيحيين يقاربون حوالي اكثر من 80% من سكانها يعيشون في سلام مع اشقائهم من المسلمين وليس ادل علي ذلك من انهة في 18 فبراير 2018المسلمون يخمدون حريق كنيسة العذراء بالناصرية، كانت أجهزة الأمن تحت قيادة اللواء ممدوح عبد المنصف مساعد وزير الداخلية مدير أمن المنيا قد انتقلت إلى موقع الحادث ونقلت عربات الإسعاف المصابين من المسلمين والمسيحيين الذين تدافعوا لإطفاء الحريق ونقل جميع المصابين وعددهم 16 مصابا إلى مستشفى بنى مزار العام حيث تم تقديم الإسعافات الأولية وخرجوا جميعا وقد زارهم وكيل وزارة التضامن بالمنيا فى منازلهم بعد خروجهم من المستشفى، وصرح وكيل الوزارة بأنه سيتم صرف مساعدات عاجلة خلال ساعات للمصابين مقدمة من الهلال الأحمر، كما قام وكيل الوزارة ومعه كهنة الكنيسة بمعاينة الكنيسة والتلفيات لحصرها بواسطة لجنة.
لكن تري ما هوتعليل ما حدث من قبل في نفس القرية ؟ في / 4/ 2015 تم نشر حملة علي وسائل الاتصال يقول :(فيديو مسئ للاسلام بقريه الناصريه مدرس مسيحى ومعه طلاب مسيحين يستهزؤن بشعائر الصلاه ويقلدون داعش بادعاء ان داعش هو الاسلام.)
وتم القبض علي الطلاب الارعة وصدرت ضدهم احكام نبدأ بأطفال الثانوى الأربعة التى حملت قضيتهم رقم 350 لسنة 2015، وكيف بدأت أحداثها ومسار القضية منذ بدايتها على خلفية تصوير مقطع تمثيلى ساخر يتهكم على بعض ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية فى بلاد العراق والشام.. وحتى نهايتها المؤسفة بصدور حكم من محكمة جنح أحداث بنى مزار، بالحبس لثلاثة طلاب أقباط هم مولر عاطف داود وألبير أشرف وباسم أمجد، خمس سنوات، وإيداع المتهم الرابع كلينتون مجدى مؤسسة عقابية لصغر السن عند إحالة ملف القضية
وتم سفرهم خارج البلاد،وكتبت الصحف بعدها :
(اسدلت جلسة صلح عرفية بين مسلمى ومسيحيى قرية الناصرية التابعة لمركز بنى مزار شمال المنيا، مساء أمس الأول، الستار على فتنة كادت تندلع بالقرية، إثر قيام مدرس لغة إنجليزية مسيحى بتصوير فيديو مسىء إلى صلاة المسلمين، وقدّم الجانب المسيحى الاعتذار، مؤكداً إدانته ما حدث، وتقرّر طرد المدرس عقاباً له على ما فعل. وعُقدت جلسة الصلح بديوان عمدة القرية مجدى إبراهيم طلبة، بحضور القس عازر إبراهيم راعى كنيسة السيدة العذراء، وعزت إبراهيم ناشط حقوقى ومدير مركز «الكلمة» لحقوق الإنسان، والقيادات الأمنية والكنسية والشعبية بمركز بنى مزار. وبدأت الجلسة، بكلمة الحاج ربيع محبوب السيد، نيابة عن الجانب المسلم، أكد فيها قيم التعايش السلمى. وقال إن القرآن الكريم حث على المودة مع الأقباط، محذراً من تجار الفتنة الذين يجب التصدى لهم. ووجّه الشكر إلى عمدة الناصرية ورجال الشرطة لدورهم فى إنهاء الفتنة. من جهته، قال القمص عازر تواضروس، كاهن كنيسة العذراء بقرية الناصرية، إن مبادرة الصلح هى رسالة من القلب المحب إلى القلوب المحبوبة -فى إشارة إلى مسلمى القرية- ووجه رسالة شكر إلى كبار العائلات من المسلمين لحمايتهم الكنائس خلال الأحداث وحرصهم على التصدى لأى مكروه محتمل قد يلحق بالكنيسة والمسيحيين. موجّهاً رسالة شكر إلى رجال الشرطة لجهدهم فى احتواء الأزمة. وحول تفاصيل مبادرة الصلح، قال عزت إبراهيم، مدير مركز «الكلمة» لحقوق الإنسان بالمنيا، إن الركيزتين الأساسيتين اللتين أنهتا فتنة الناصرية، تمثلتا فى اعتذار الجانب المسيحى عن الفيديو المسىء، وتوقيع أعضاء لجنة الصلح من الجانب المسيحى على وثيقة تدين ما صدر من خطأ فى هذا الفيديو، وتؤكد رفضهم أى مساس بالدين الإسلامى، إضافة إلى تقديمهم إقراراً موقعاً من الكهنة وكبار العائلات القبطية بالقرية يؤكد رفضهم عودة المدرس صاحب الفيديو مرة أخرى إلى القرية، عقاباً له عما صدر منه. وقال مسئول أمنى، إن مبادرة الصلح جاءت من الطرف القبطى، مضيفاً أنه تم التعهد بعدم تكرار مثل هذه الإساءات، والتأكيد أن الواقعة حالة فردية، )
الغريب انه لم يربط أحد بين الفئة التى حكم عليها بتهمة ازدراء الإسلام، وبين الفئة التى تظاهرت ضد تعيين مسيحية "في بني مزار ايضا " مديرة مدرسة، كلمة السر (طلبة الثانوى.. أطفال فى سن المراهقة) لا يهم بنات أو أولاد، مسلمين أم مسيحيين، مخطئين أو على صواب، هناك من حرضهم أم لا؟
وفي نفس الوقت على الجانب الأخر انتقلت عدوى رفض تعيين المديرة المسيحية ميرفت سيفين بمركز بنى مزار إلى المدرسة الصناعية بنين التى تعمل وكيلة لها وذلك بعد تظاهر طالبات الثانوية الفنية للبنات ضد تعيينها كمديرة للمدرسة بعد ترقيتها ضمن حركة ترقيات بالتعليم على مستوى المحافظة وذلك لرفضهن تعيين مسيحية.
اذن نحن امام حوادث متناقضة اغلبية من المواطنين المسلمين يسرعون بأطفاء حريق في كنيسة العذراء بالناصرية ، ومتطرفين يسوقون اطفال ثانوي كانوا يسخرون من داعش الي السجن والهجرة للخارج وتهجير المعلم ، وفي نفس الوقت لم يتم عقاب طلاب وطالبات ثانوي اخرين رفضوا تعيين مديرة مسيحية ؟!!
الأم المصابة في الناصرية بني مزار
عشت حياتي مواطن ولست "طائفيا" او "متعصب" ولن اكون ولكن تحليلي للحدث الاخير يجعلني اطرح بعض الاسئلة : هل هناك استهداف من المتطرفين لبني مزار بعد ان فشلوا في اشعال التوترات الدينية من قبل ، وهل نفس السؤال ينصب علي قرية الناصرية تارة بالتعصب واخري بالبلطجة ؟و الي متي سيظل المواطنين الضعفاء من النساء والفقراء والمسيحيين ضحايا الإرهاب والتطرف والبلطجة ؟ واين قانون الطوارئ ؟ اخشي أن تتدخل اي قوي عائلية او دينيةأو أمنية للضغط علي المصابين والصلح كما حدث من قبل في احداث طلاب الثانوي .
نحن امام احداث خارجة عن القانون اي ان كان تصنيفها فهي تستهدف الوطن عامة والضعفاء من الفقراء والمسيحيين والنساء ثانيا ، من يحمي هؤلاء سوي القانون خاصة قانون الطوارئ ، حمي الله مصر والمصريين .