تَذْكَارُ الأرْبَعَةِ الأَحْيَاءِ غَيْرِ المُتَجَسِّدِينَ
القمص أثناسيوس جورج
أربعة كائنات سماوية حية ، لكل منها وجهٌ ، تتشفع في جنس البشر وحيوانات البرية وحيوانات الحقل وطيور السماء ، في شكل صورة (وجه أسد وثَوْر وإنسان ونسر).. لكائنات قريبة من الله . ويري اباء الكنيسة انهم يشيرون الي عمل الله الخلاصي ،والي الانجيليين الأربعة ( وجه انسان = التجسد / انجيل متي ، وجه العجل = الصليب / انجيل لوقا ، وجه أسد = القيامة / انجيل مرقس ، وجه نسر = الصعود / انجيل يوحنا ) ،وهذه الكائنات روحانية سمائية ... بصداقتها وطلباتها تدخل النفس إلى الخلاص فتتمتع بالملكوت السماوﻱ ، لا كأمر خارج عنها بل من داخلها ، لانها مقدسًا للرب، وأشبه بمركبة نارية حاملة الله القدوس .
كائنات سماوية حية غير جسدانية لها أجنحة ، يسترون بها عيونهم من بهاء عظمة مجد الله ، عظماء في المعرفة والحكمة والفهم .،فائقي القداسة مع طغمات البلاط الملكي الإلهي الذين طعامهم رؤية الله وشرابهم التسبيح الذكصولوجي لاله القوات المعتز بالقداسة والمخوف بالتسابيح والصانع العجائب والقادر علي كل شئ ملك جميع القديسين ، وحياتهم مفعمة بالاتساق والالتهاب والجمال المذهل لكل خيال ، وهي تتحرك في كل الاتجاهات حاملة للعرش الالهي ... لا ظهر لها بل كلها وجوه وأعين دائمة التطلع للعرش بلا انقطاع ، في حضرة دائمة ولقاء لا ينقطع .
إنهم الأربعة الأحياء يشفعون وينشرون تمجيدهم في أربعة أقصاء جهات المسكونة الأصلية في الخليقة لأطراف الدنيا كلها ، وهم أيضا قرون المذبح الأربعة دائمو التشفع ونطق الكرامة على أجنحة الرياح . إكليلهم هو الرب وهم مركبته... يصيحون بلا سكوت قدوس قدوس قدوس الحي إلى أبد الآبدين ...امين الليلويا .
أصواتهم وحركتهم مرعبة كصوت مياه كثيرة وكصوت جيش يصيحون تسبحة الغلبة والخلاص ، مملوؤن أعينًا ومخزنًا للمعرفة ، متلألئين كالبرق ، قريبين من الحمل ، وتسبحة الثلاثة تقديسات هي غذاؤهم وشبعهم " الله الآب القدوس والابن الوحيد القدوس والروح القدس القدوس " .
يعطون المجد والكرامة والشكر للجالس على العرش الحي إلي أبد الآبدين ، بالتقديس المثلث لإلهنا من أجل قداسته وقدرته وأزليته وسرمديته المطلقة...
بطلبات الأربعة كائنات الأمراء الذين لضابط الكل والمفسرين الذين لملكوت السموات يارب تحنن علي خليقتك بالرحمة والسلامة ...بشفاعة هؤلاء المسبحين للثالوث حاملي الكراسي ، الذين أعطاهم السلطان أن يطرحوا العدو... الحيوان الأول طرح العدو ، والثاني نزع قوته ، والثالث جرده من حُلته ، أما الرابع أنزله من علو السماء . و بطلباتهم يارب أنعم لنا بغفران خطايانا .