محرر الاقباط متحدون
تحت عنوان: «العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية» افتتح رسمياً المعرض الاستثنائي الذي يستضيفه «معهد العالم العربي» في باريس، وهو الأول من نوعه عالمياً المكرس لهذه المنطقة الاستثنائية في السعودية بجمالها الطبيعي وغناها التراثي, و المعرض الذي يفتح أبوابه حتى 19 يناير المقبل، يراد منه أن ينقل الزائر في رحلة جغرافية غنية بالألوان والمشاهد الطبيعية الاستثنائية، ولكن أيضاً حافلة بمعالم التراث المتواصل الذي يمتد لسبعة آلاف عام من الحضور البشري في هذه المنطقة التي عرفت حضارات وثقافات وممالك.
ويتحدث عن هذا المعرض الدكتور معجب الزهرانى – مدير معهد العالم العربى ويقول :
ربما ابدا بالحديث كمواطن سعودى اعبر عن فرحى واعتزازى عن اقامة هذا المعرض فى هذا الوقت , اما كمدير معهد العالم العربى بباريس فنا اعتقد أن المعهد محظوظ بأقامة سلسلة متميزة من المعارض مثل معرض "حدائق الشرق " ومعرض "كنوز الاسلام فى أفريقيا " و "مغامر البحر " ومعرض عن "مسيحى الشرق "
أما عن معرض "العلا " فهو يقدم شئ جديد عن بلد يتشكل المناخ الثقافى بيها من جديد اتمنى ان يلبى هذا المناخ متطلبات الجيل الجديد , فمنذ الثمانيات ونحن نتحدث عن ما نسميه بالخطاب المعرفى الحديث .
وأضاف "الزهرانى " ان الهيئة الملكية لتطوير العلا انفقت على المعرض بشكل كبير لينطلق بهذا الشكل البارع مؤكدا ان المعرض سوف يبدا فى باريس وينتقل إلى أماكن أخرى .
كما أشار إلى حرص القائمون على تنظيم المعرض، ومن بينهم ليلى نعمة عالمة وكاتبة الآثار الفرنسية، وعبدالرحمن السحيباني عالم الآثار السعودي ، على تقديم معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية" إلى العالم كمنصة مثالية لتسليط الضوء على كنوز الحضارات القديمة التي تزخر بها محافظة العلا، التي ألهمت خيال المستكشفين ورواد علم الآثار.
ويهدف المعرض إلى تعريف الزوار بجمال العلا الطبيعي وتراثها الثقافي الغني من خلال استعراض مجموعة واسعة من القطع الأثرية النادرة والاستعانة بالوسائط المرئية المتعددة ومجموعة من الصور الفوتوغرافية للمصور العالمي الشهير يان أرثوس- بيرتراند.
وتقع محافظة العلا في شمال غرب المملكة، وقد مثلت على مر التاريخ مفترقا للطرق بين الشرق والغرب، حيث بنيت وتطورت بإسهام مجتمعات وحضارات متعاقبة على مدى آلاف الأعوام.
وينقل المعرض الزوار في رحلة عبر العجائب الطبيعية والتاريخية لهذه المنطقة، من خلال تسليط الضوء على المشهد الطبيعي الفريد للعلا والممالك القديمة، التي أقيمت في شمال الجزيرة العربية، بما في ذلك مملكتا دادان ولحيان، ومدينة الحجر النبطية، التي تعد أول موقع في المملكة، يسجل ضمن قائمة الـ"يونسكو" لمواقع التراث العالمي.
ولإبراز أهمية محافظة العلا كوجهة عالمية، أطلقت الهيئة الملكية لمحافظة العلا الرؤية الثقافية والتراثية للعلا، التي ترسم خارطة طريق طويلة الأجل لتطوير المنطقة، وذلك تأكيدا على التزام الهيئة بدعم السياحة المستدامة مع الحفاظ على الخصائص البيئية والطبيعية في العلا، عبر تقديم تجربة ثقافية فريدة من نوعها في متحف حي مفتوح في الهواء الطلق، الذي يوفر للزوار رحلات وتجارب استكشافية مثيرة.
وستشمل أعمال ومشاريع التطوير الثقافي التي تجري على نطاق واسع في العلا البرامج والمبادرات التي ترتكز على التراث والطبيعة والفنون والإنتاج الثقافي والفني، ما سيساعد على دفع اقتصاد إبداعي جديد في المنطقة.
وتضع الرؤية الثقافية والتراثية للعلا على رأس أولوياتها صون تراث العلا والحفاظ على تاريخها، فضلا عن تطوير المجتمع المحلي، وتمكينه من اكتساب الأدوات والمهارات اللازمة للإسهام في عملية التحول في المنطقة، وذلك للأجيال الحالية والمستقبلية، باعتبارهم حماة إرث العلا الطبيعي والثقافي، والقادة لمستقبلها المشرق، عبر تطويرها وجهة تراثية وسياحية فريدة، ورافدا مهما للتنمية الاقتصادية والمجتمعية.
ومن بين تجارب الزوار الجديدة التي ستقدمها العلا لضيوفها، "متحف البازلت الأسود" المستوحى من التكوينات الصخرية البركانية في العلا، و"وادي الفن"، الذي يضم مجموعة كبيرة وملهمة من الأعمال الفنية والتماثيل الأثرية في مشهد العلا الطبيعي الاستثنائي، و"متحف الحجر"، الذي يستكشف حياة وإرث الأنباط الذين أسسوا عاصمتهم الجنوبية هنا في العلا.