هويدا طه
** طريق الشوك
خالد منتصر قوي بما يكفي لأن يصمد (على المستوى الشخصي) أمام خصم تافه..
عرفته منذ أكثر من عشرين سنة – عرفته كاتباً وليس شخصياً، إذ لم ألتق به شخصياً مطلقاً - حيث كان الإنترنت في بداياته وكان ينشر ما رأيته بالنسبة لي وقتها مبهراً.. تعجبت.. هل لدينا في مصر من يكتتب هذا الكلام؟
هو مستنير قديم إذن.. من المحاربين القدماء .. ومن القلائل الذين لم يفتر حماسهم لقضية التنوير بل زاد.. وزاد معه عناده وجسارته مع كل زيادة لحجم الخطر المحدق به.
خطابه اعتمد دائماً على المنطق العلمي ودلائل العلم وبراهينه بكل تجلياته..
قدرته رائعة على تبسيط النظريات العلمية المعقدة ومواجهة الخزعبلات الدينية بها لفضح الأساطير.. كان ولازال يمارس ذلك بكتابة رفيعة المستوى أدبياً أيضاً..
زاد قراؤه ومريدوه ..وحينما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي زاد متابعوه.. وزاد أيضاً أعداؤه والكارهون لكل ما تحمله كلمة (تنوير)
من خصمه؟
أعجبني فيه طوال تلك السنوات أنه (يركز على هدفه) و(يحدد خصمه) بدقة.. ويحاربه بالسلاح الوحيد الذي يملكه وهو الكتابة بمنهج علمي..
الرجل (لم يخض معارك متعددة).. لم يواجه (السلطة السياسية) أياً كان نوعها من حيث كونها ديكتاتورة أو غير ذلك.. ليس لجبنٍ فيه بالتأكيد فهو يواجه عدواً أشرس بكثير.. وبمنتهى الدأب والشجاعة.. إنما لأنه (أدرك) أين مكمن البلاء في مصر..
وحتى حين واجه السلطة (السياسية) وقت وجود أوغاد البنا في قصر الحكم.. كان يواجهها لأنها خصمه الثقافي الدائم الوحيد وليس خصمه السياسي أو الحزبي..
خالد منتصر فهم مبكراً جداً أنه لا طائل من (مخاصمة الدولة / النظام / الحكم/ السلطة) باستثناء سلطة أوغاد البنا....
بل ظل يواجه الخصم الحقيقي لمصر .. العدو اللدود لمصر .. المسؤول الأول عن تدهورها وانسحاق شعبها.. المسبب الرئيسي لتماهي شعبه مع فكر البلاعات الذي أملاه عليه هذا العدو..
إنه يعادي الخزعبلات الدينية
يقاوم الهلاوس الدينية
يشاكس العمائم التي تجرجر شعبه كما لو كان قطيعاً من أغنام
إنه يعرف من هو العدو الحقيقي لشعب بلده.. مصر
خالد منتصر والدولة المصرية
لكن خالد منتصر حارب وحده.. ويحارب وحده لازال..
لم تسانده الدولة المصرية أبداً..
وفي حديث خاص مع أحد الأصدقاء قال هذا الصديق: (يحمد ربنا إن الدولة ما منعته من العمل في التليفزيون أو من الكتابة.. يحمد ربنا إن الدولة لم تسجنه.. حتى الآن)!
عدم سجنه مشكورة.. هذه هي مساندة الدولة!
(للتوضيح فقط: الدولة المصرية مصطلح أقصد به السلطة السياسية الرسمية في مصر أياً كانت وأياً كان من يمثلها)
كيف ندعمه؟
كيف إذن نقوم (نحن) مؤيدوه ومناصروه بتقديم الدعم له في تلك المواجهة؟
ليس فقط بتقديم باقات الورد والحب..
بل يجب أن يكون دعمنا له هو مطالبة الدولة بشكل صريح ومباشر بدعم د. خالد ودعم كل المستنيرين في تلك المواجهة الطويلة الحالية والقادمة..
ليكن السيسي متديناً كما يشاء (لكن لنفسه)..
أما من حيث كونه على رأس الدولة المصرية فنحن نطالبه (الآن وفوراً) بدعم كل مستنير يحاول أن يتصدى لهجمة الجراد الوحشية على مصر،
الدولة المصرية مطالبة – الآن وفوراً – بالدفاع عن د. خالد منتصر
نحن نطالب الدولة بالدفاع عنه
نطالب النظام والحكومة بمساندته ضد مشايخ الانحطاط والخراب والجهالة والغباء القروسطي
بمساندته ضد الهاموش الذي يخرج من بين صفوف القطيع ليحقق شهرة رخيصة على حساب د. خالد أو من هم مثله..
د. خالد منتصر الذي ما دعا في مشواره الثري إلا إلى تحرير شعبه من الهلوسة الدينية الرسمية والباطنية يستحق الآن دعم الدولة المصرية
نحن في انتظار إجابة الدولة الدولة المصرية وليس فرع قريش في وادي النيل، أسوق إلى الدولة المصرية قول #المتنبي لعلها تفيق:
لا يصح في الأفهام شيئٌ... إذا احتاج النهارُ إلى دليل
#متضامن_مع_خالد_منتصر