🎬 في مثل هذا اليوم ١٦ نوفمبر ١٨٩١
"نشنت يا فالح" و اشتغل يا حبيبي اشتغل" و"في صحة المفاجآت" جمل ظلت عالقة بأذهاننا ، ترسم البسمة على وجوهنا كلما تذكرناها ، انها لفنان صاحب أداء متميز و حضور طاغي ، انه أحد العلامات الهامة في السينما المصرية ، الشرير الظريف الذي عشقه الجمهور فكان فريدا في جمعه بين الشر والكوميديا، فكان أكثر الأشرار حضورا خفة ومرحا، وهي البصمة الخاصة التي ظل يتفرد بها على شاشة السينما حتى اليوم .
ولد استيفان روستي يوم 16 نوفمبر عام 1891م في مصر لأم ايطاليه وأب دبلوماسي نمساوي يعمل سفيراً للنمسا بالقاهرة، انتقل استيفان للعيش مع والدته الإيطالية عقب انفصالها عن والده لرفضها العودة معه إلى بلاده بعد أن ترك العمل الدبلوماسي.قضى “استيفان” طفولته في مصر مع والدته التي قررت الهروب بطفلها إلى الإسكندرية خشية من محاولة والده لخطفه، وعاشا في منطقة رأس التين حيث التحق استيفان بمدرسة رأس التين الابتدائية، وفي عام 1936م تزوج من سيدة إيطالية تُدعي "ماري" وظل معها حتى وفاته .
تزوجت والدته من رجل إيطالي آخر ليترك المنزل شابا ويلتقي صدفة بعزيز عيد الذي أعجب به لطلاقته باللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في فرقته .
سافر استيفان إلى ايطاليا و فرنسا وعمل هناك بالسينما وبالمصادفة التقى بمحمد كريم الذي كان يدرس الإخراج السينمائي في ألمانيا وتعرف على سراج منير الذي هجر الطب ليتفرغ لدراسة الفن وقرر "استيفان" أن يلتحق بنفس المعهد ليدرس التمثيل دراسة أكاديمية، وعاد إلى القاهرة وتعرفت عليه المنتجة عزيزة أمير التي انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم "ليلى".
انضم الفنان “استيفان روستي” بعد ذلك إلى فرقة "نجيب الريحاني" ثم عمل في فرقة “يوسف وهبي” حيث قام بتعريب العديد من الروايات التي حققت نجاحاً كبيراً في ذلك الوقت. عمل استيفان ايضا بالإخراج فكان أول أفلامه التي اخرجها في مصر عام 1927م و هناك العديد من الأفلام الأخرى التي قام بإخراجها ، منها (عنتر أفندي ، ابن البلد ، أحلاهم ، جمال ودلال ) كما شارك في تأليف وتمثيل فيلم "قاطع طريق" مع زكى صالح عام 1958م ، ومن الأفلام الأخرى التي قام بتأليفها فيلم لن أعترف” و ابن ذوات و البحر بيضحك و صاحب السعادة كشكش بيه . قدم الفنان الراحل "استيفان روستى" طوال مشواره الفني الذي امتد إلى 40 عاماً حوالي 380 فيلماً سينمائياً من تمثيل وإخراج وتأليف ، استطاع من خلاله أن يقدم أدوار الشر الممزوج بالكوميديا وهي البصمة الخاصة التي ظل يتفرد بها على شاشة السينما .ومن أهم أعماله السينمائية : ( سى عمر و شهداء الغرام و أصحاب السعادة و قلبي دليلي و بلبل أفندي و عفريتة هانم و غزل البنات و عنبر و شاطئ الغرام و آخر كدبه و المليونير و حسن ومرقص وكوهين و الستات مايعرفوش يكذبوا و حلاق السيدات و ملك البترول و صراع الجبابرة ) .
من المواقف التي لا ينساها المصريون لاستيفان روستي انه بعد طرد ستيفان روستي مع الجالية الإيطالية التي ينتمي إليها من مصر و تم تجميد أرصدته و ممتلكاته ، أرسلت إليه سفارة الكيان الصهيوني في إيطاليا رسالة ، تدعوه فيها لحضور حفل تكريم في تل أبيب و تصوير عدة أفلام بمقابل مادي كبير ، فكان رد الفنان ستيفان روستي عليهم :" أن مصر وطنه و إسرائيل تعادي مصر إذا فهي بلد معادية و لا يتشرف بزيارتها " وبعد هذه الحادثة عاد ستيفان إلى مصر من جديد واستأنف أعماله الفنية بها مرة اخرى ، إلى ان توفاه الله على ارض مصر عام ١٩٦٤ .
في سنة 1964 انطلقت إشاعة وفاته بينما كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية وأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين بعد أن صدقت الإشاعة وفي منتصف الحفل جاء استيفان روستي إلى مقر النقابة ليسود الذعر الحاضرين وانطلقت ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين في إطلاق الزغاريد فرحًا بوجوده على قيد الحياة . ولكن بعد أسابيع قليلة في 12 مايو من نفس العام (1964)، توفى استيفان روستي بالفعل ولم يجدوا في جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى عشرة جنيهات فقط !! رحم الله الفنان الكبير .