كتبت - أماني موسى
تناول الإستشاري النفسي د. محمد طه، اتساع ظاهرة العنف بالمجتمع المصري وغياب الرفق والرحمة، قائلاً: كل المجتمعات بالدنيا بها جرائم، لكننا مؤخرًا بدأنا نسمع عن ابتكار أنواع جديدة من العنف بالمجتمع المصري، بدأ نسمع عن نوعية جرائم لم نكن نسمع بها من قبل ومختلفة، وتستدعي الملاحظة والانتباه والدراسة.
وأضاف في لقاءه وع الإعلامي عمرو عبد الحميد ببرنامج "رأي عام" المقدم عبر شاشة TEN، أصبح هناك عنف آخر داخل المجتمع نجدها بقوة على السوشيال ميديا من سخرية وشتيمة وتنمر،وهي أشكال عنف باتت ظاهرة، وكذا العنف في المسلسلات والأفلام ومن ثم ترسخ هذا لدى المشاهد،
العنف غريزة
وأوضح د. طه، أن العنف غريزة أساسية في الإنسانية، والعنف من الغرائز التي حيرت العلماء هل يتم وضعها ضمن غرائز الحياة أم غرائز الموت، إذ أنه يمكن استخدامها للدفاع عن النفس والحياة أو استخدامها لإيذاء الآخرين دون داع لذلك أو سبب.
المجتمع والبيئة هو من يوجه خروج العنف في صورة إيجابية أم سلبية
وأن عالم النفس الشهير فرويد، وضع العنف كغريزة لوحده، وتبدأ مع الإنسان منذ مرحلة الطفولة، لكن المجتمع والبيئة المحيطة هم من يوجهون هذا العنف بشكل سلبي أو إيجابي، موضحًا أن الصورة الإيجابية هي خروج هذا العنف كطاقة في رياضة، إبداع، عمل، والصورة السلبية أيضًا تكون من قبل دعم المجتمع للعنف وخروجه في صورة تدمير وعصبية وغضب وإيذاء.
مشددًا أن للمجتمع والإعلام والأسرة والمدرسة دور هام جدًا في تقليل ظاهرة العنف بالمجتمع، وتوجيه هذا العنف في طريق البناء وليس الهدم.
وأردف بأنه لا يمكن وصف شعب بأكمله بأنه شعب عنيف أو أن هذا المجتمع عنيف لأجل عدة حوادث، وكثيرًا مما يراه الأطفال في بيوتهم أو على شاشات التلفاز يجعلهم أشخاص يميلون للعنف والدموية والسادية بالمستقبل.
وأضاف بأن هناك عنف نفسي لا يقل سوءًا وتأثيرًا عن العنف الجسدي، وهو الشتيمة والإهانة والتقليل من شأن الآخر وإهانة كرامته، ومؤخرًا بدأنا نسمع عن العديد من حوادث الانتحار ولم نصل إلى المستويات العالمية، لكن هذه الحوادث بات فيها الكثير من العنف كأن يقوم أحدهم بالانتحار من خلال إلقاء نفسه أمام المترو، دة شكل في منتهى العنف، أو آخر يشنق نفسه لايف على الفيسبوك، وهذه الأشكال تدعونا للوقوف والانتباه، لأن هذه الحوادث باتت غريبة عن المجتمع المصري.
الرجال تشعر بالذنب بعد استخدام العنف بينما النساء يشعرن بالانتصار
وحول من الأكثر عنفًا الرجال أم النساء، يتبين بالدراسات أن الرجال أكثر في العنف الجسدي من النساء، وتساوى الرجال والنساء في العنف اللفظي، وبرر السيدات عنفهم اللفظي بأنه رد فعل على عنف تعرضن له، وبرر الرجال استخدامهم للعنف بأنه تم وضعهم في تحدي ولا بد أن يكونوا على ذات القدر للرد، والرجال يشعرون بالذنب بعد استخدام العنف بينما النساء يشعرن بالانتصار.
أكثر من نصف الرجال المصريين معرضين للضرب من زوجاتهم
وأوضح أن هناك عنف جنسي، وعنف معتقدي حيث يكون هناك عنف موجه من صاحب معتقد إلى صاحب معتقد آخر، مؤكدًا أن ظاهرة عنف الزوجات باتت منتشرة مؤخرًا بالعالم كله، حيث قالت دراسة أن أكثر من نصف الرجال في مصر معرضين للضرب من زوجاتهم،
لافتًا إلى أن البعض لا يملك نزعة التحكم في غرائزه، كالعنف مثلا، وأنه من أشهر العلامات التي تنبأ بالشخص العنيف هو نشأته ببيت عنيف.
وفي دراسة أجريت حديثًا تبين أن الأفارقة هم أقل ميلاً إلى العنف، على عكس ما يشاع عن الأفارقة، بينما وجد أن أكثر شعوب استعدادًا وممارسة للعنف الدول بنطاق البحر الكاريبي مثل كوبا كولومبيا والمكسيك.