الأقباط متحدون - مصر لا تساوي شيئًا بدون أقباطها
أخر تحديث ٠٢:١٥ | الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٢ | ٢٢ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٥٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

"مصر" لا تساوي شيئًا بدون أقباطها

بقلم: عساسي عبدالحميد 
"مصر" لا تساوي شيئًا بدون أقباطها؛ فأقباطها هم ملح الأرض، هم التاريخ، هم الذاكرة. وهل بمستطاع شعب أن يحيا بدون ذاكرة؟؟؟ طبعًا لا، وإلا سيكون شعبًا معوقًا مفلوجًا.. سيكون شعبًا غير قادر على الإنتاج، بل وحتى على تدبير قنوات الصرف الصحي بمدينة ما، أو جمع وإعادة تأهيل القمامة بحي ما.. الأقباط هم قاطرة الاقتصاد الوطني، ودافعو الضرائب، والأرقام شاهدة، وحتى مؤسسة الأزهر نفسها، فجزء كبير من ماليتها هي في الأصل ضرائب يؤديها أقباط "مصر".. أقباطنا هم حملة لواء التنمية والحداثة، ورواد الديمقراطية والانفتاح.. 
 
خلقتكم خرافًا وسط ذئاب خاطفة
نحن لا نخاف من الاستشهاد.. نعم، تلك كانت كلمة والد أحد الشهداء بـ"نجع حمادي" على إثر مقتل ابنه برصاصة إرهابي من خلفية وهابية، وكانت بالفعل كلمة صائبة في غاية الروعة والتعبير.. فإلى متى يبقى الرأي العام الدولي في موقع المتفرِّج على كل هذه المظالم التي تطال أقباط "مصر"، من قتل وخطف بنات وحرق محلات وحرمان من المناصب السيادية وكل صنوف التضييق التي تطال مصريين ذنبهم الوحيد أنهم مسيحيون ذميون وفق عهدة عمرية مازالت تلهم حملة لواء "عمرو ابن العاص" منذ دخوله أرض "مصر" إلى يومنا هذا؟ وإلى متى نظل صامتين أمام مشروع وهابي عنصري استئصالي تم له التخطيط بـ"السعودية" بهدف محو الوجود القبطي؟ ومازال هذا المشروع النازي ساري التطبيق بـ"مصر" برعاية وتمويل النظام السعودي وتنفيذ كتائب بني وهاب التي منحت صوتها مؤخرًا للسلفيين والإخوان وعصابة النظام السابق من مرتزقة داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية، والتي توفر الحماية لمن يريد ذبح وإيذاء الأقباط!... فكل هؤلاء ذئاب خاطفة.
 
مرة أخرى، وعبر هذا المنبر الحر، نناشد الرأي العام الدولي للوقوف في وجه المخطط الوهابي النجس الذي لا يستهدف أقباط "مصر" فقط بل يستهدف كل القيم الإنسانية النبيلة، فأشهر الانتحاريين القتلة هم خريجو مدرسة بني وهاب السعودية، وفي 11 سبتمبر 2001 لآية لقوم يتذكرون..
 
النظام السعودي يستمد شرعيته من المؤسسة الدينية الوهابية، نسبة لمؤسسها "محمد بن عبدالوهاب" الذي استقى أفكاره من مرجعية "ابن تيمية" التكفيرية التي تستبيح قتل غير المسلمين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ونكاح زوجاتهم وبناتهم، وهذه المرجعية مازالت قائمة إلى الآن، ويحملها رجال الدين السعودي المحيطين بملك "السعودية"، وعلى رأسهم مفتي النظام "عبدالعزيز آل الشيخ"، كما حملها من قبله التكفيري "عبدالعزيز بن باز" الذي حملها بدوره لشرذمة من أصحاب النفوس الخبيثة. وأمام تغلغل الوهابية الفاشية بتمويل النظام الحاكم والنشاط الدعوي الذي يؤطره وتسهر عليه المؤسسة الدينية، فإن المكونات الأخرى للشعوب الأصلية تتلقى الضربات، وستتراجع بتزايد أنشطة الوهابية. فأقباط "مصر"، ومندائية "العراق" وآشوره وكلدانه، وشيعة "البحرين" والقطيف والاحساء، وكل الأقليات الدينية الأخرى- في خطر حقيقي ما لم يتم اجتثاث الوهابية من عروقها وأصولها.. فعلينا حماية كل مكوناتنا الأصيلة من خطر الوهابية عبر نشر ثقافة حداثية تنويرية وحذف سموم بني وهاب من مناهجنا الدراسية، والأهم من هذا هو تحسيس الرأي العام الدولي بخطورة الوهابية على البشرية باعتبارها حركة عنصرية أكثر خطورة من الفاشية والنازية...  
 
وأخيرًا، كلمة أوجّهها للرئيس الأمريكي "بارك أوباما" الذي انحنى وقبَّل يد ملك "السعودية" في مشهد مخيف، ويا ليتك لو تسمعني يا أوباما بتمعن ولو مرة واحدة في حياتك.. يا فخامة الرئيس، هل أتاك حديث الوهابية؟؟ إنها حركة عنصرية تريد خراب العالم، وهذه الحركة تحظى بحماية وتمويل النظام السعودي من ريع الحج والنفط. نعم، هذا النظام الذي تصفه أنت وبعظمة لسانك في كثير من المناسبات بالنظام الصديق والمعتدل، الوهابية شيطان يكفِّرك أنت ويجرمك ويتمنى هلاك أمتك وهلاك كل الأمم.. 
 
يا أحرار العالم، أنقذوا أقباط "مصر" من الذئاب الخاطفة. ويا قبطي، لا تعطي خدك الأيسر لعكرمة الأعور إن لطمك على خدك الأيمن. السن بالسن والعين بالعين، فزمن الجزية والذمة والشد بالزنار قد ولَّى "مش حنخاف مش حنطاطي احنا كرهنا الصوت الواطي".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع