بالرغم من مضي عام كامل على "الذكرى الأولى لثورة 25 يناير 2011 م" أو "ثورة الشباب" أو "ثورة شباب التحرير"، وهي الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس الســابق "محمد حسني مبارك" (1981- فبراير 2011م)، إلا أن الأوضاع الأمنية لاتزال بالبلاد غير آمنة، ومع تشكيل حكومة الدكتور "الجنزوري" في 7 ديسمبر 2011 م، عادت بعض الأوضاع الأمنية إلى حد ما، وهو ما أعلنه رئيسها بالعمـل على إعادة الأمن والأمان للبلاد- وهذا ما نتمناه-، وربما أرى أن دعم الجيش لوزارة الداخلية، وتنفيذ القانون، واستخدام الشدة والـحزم، ومعاونة الشعب، والدعم المستمر من القوى الشعبية- سوف يكون الطريق الصحيح لإعادة الأمن والأمان.

 

ربما نرى أن الأمن الآن مشغول بعدة أمور، منها انتخابات مجلس الشعب، والتي انتهت بفوز الإسلاميين بأكبر عدد من أعضاء مجلس الشعب البالغ (508) عضو، بالإضافة إلى تولي رئاسة المجـلس، والأجهزة الإدارية الخاصة بالمجلس، والآن يتفرغون لانتخابات مجلس الشورى، كما أن الأمن يتولى تأمين محاكمة الرئيس السابق "مبارك" ونجليه وستة من الداخلية وعلى رأسهم "حبيب العادلي" وزير الداخلية في وزارة الثورة، وفي ذات اللحظة احتفالات الثوار بمرور عام على الثورة.

 

وفي ظل الانشغال العام من جانب الأمن بكل هذه الأحداث، يستغل أصحاب النفوس الضعيفة من بعض المسلمين المتشددين المواقف، ويقومون بالاعتداء على الأقباط في عدة أنماط، فنذكر ما حدث من قتل يوم الخميس 26 يناير 2012م، حيث قُتل "أسعد معوض أسعد" ووالده "معوض أسعد" من قرية "بهجورة" التابعة لمدينة "نجع حمادي" بمحافظة "قنا" (مدن الصعيد) على يد شخص يُدعى "أحمد صابر" وآخرون؛ بسبب رفضهم دفع إتاوة مالية (مقابل الحماية). وتم الصلاة على الشهيدين برئاسة الأنبا "كيرلس" أسقف ذات المدينة، وتم دفنهم بذات القرية.

 

كما اختفت منذ يوم 23 يناير 2012 م فتاة قبطية تُدعى "سوزان نبيل مخلوف"، البالغة من العمر ما يقرب من خمسة عشر عامًا، من مركز "سمسطا" محافظة "بني  سويف"، ويطالب أهلها الجهات الأمنية بسرعة إرجاعها إليهم.

 

وتعرَّضت بعض منازل ومحلات الأقباط بقرية "شربات" التابعة لمدينة "النهضة" بحي "العامرية" بمدينة "الإسكندرية" في يوم الجمعة الموافق 27 يناير 2012 م للحرائق،  بعد نهبها وسلبها أمام أصحابها، على يد بعض المتشددين من المسلمين، ولكن نجح رجال الأمن ورجال الدين المسيحي في إعادة الهدوء للقرية.

 

وأخيرًا، علينا جميعًا الصبر والتحلي بالأمانة ومساعدة رجال الجيش والشرطة من أجل عودة الأمن والأمان من أجل الاستقرار والعمل الجاد؛ لأنه بدون الأمن لن يحدث عمل أو استقرار.. أتمنى عودة الهدوء والسلام لكل ربوع مصرنا العزيزة.