كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
قال الكاتب الدكتور جابر عصفور "الفائز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب ومدير المركز القومي للترجمة" تعليقًا على سؤال حول اختلاف المشهد الحالي بين الأقباط والمسلمين، أن ما نعيشه الآن في مصر بسبب ضياع فكرة المواطنة، وذكر عصفور أن المشهد قديمًا عندنا كان يدرس في مدرسة "الأقباط" بالمحلة الكبرى كانت مصر لا تزال تعيش في مناخ التسامح وتحت تأثير ثورة 1919 وشعارها "الدين لله والوطن للجميع".
وأضاف عصفور "للأسف مع مجيء السادات وتحالفه مع الإخوان المسلمين ضد من تصور أنهم أعداءه من الشيوعيين والبعثيين والقوميين، ظنًا منه أن هذا التحالف سيقويه، لكنهم انقلبوا عليه وقتلوه وما زلنا ندفع الثمن".
وانتقد عصفور في الحوار الذي أجراه معه طارق الطاهر في مجلة "الثقافة الجديدة" - عدد يوليو 2009، الثقافة السائدة عند الناس وإرجاعهم كل شيء إلى "الدين" والنظر إلى الأديان الأخرى -غير الإسلام- نظرة مريبة وشك وعداء، الأمر الذي أدى إلى احتقان طائفي بين المسلمين والمسيحيين، واعتداء عدد من المسلمين على عدد من الأقباط أو العكس، فكل فعل له رد فعل، فبقدر ما يظهر المسلمون التعصب يكون عند المسيحيين رد الفعل، وأشار عصفور إن هذا هو الفارق الأساسي بين فترة الخمسينات حينما كان يدرس في مدرسة الأقباط والزمن الذي نعيش فيه الآن، فلم يكن يسمع عن الفارق بين المسلم والقبطي، وكان القبطي يتعايش في سلام ووئام، ولم يكن أحد يسأل أو يعرف دين الآخر.
وذكر الدكتور جابر عصفور تجربة شخصية له عندما كانت أمه تتركه عند جارته القبطية، ولم يكن يستغرب شعور الأمومة التي كانت تغمره به جارته "دميانة" التي كانت أمه تتركه عندها وهو رضيع، وكيف عرف فيها بعد إن السيدة "دميانة" لم تتردد في أرضاعه حينما كان يبكي جوعًا، لذلك ظل عصفور يعاملها مثلما يعامل أمه، وظلت تعامله كإبنها إلى أن توفاها الله، وبكى عليها تمامًا كما بكى على أمه.
وحول دعمه لوزير الثقافة الدكتور فاروق حسني في ترشحه لمنصب مدير عام اليونسكو، عاب عصفور على أغلب المثقفين المصريين في موقفهم الرافض لعدم دعم فاروق حسنى لنيل هذا المنصب، وأكد على ضرورة أن نفرق بين فاروق حسنى الوزير الذي نختلف معه ومع سياساته وبين فاروق حسني مرشح مصر "الدولة" لهذا المنصب، فعندما يصل لليونسكو سيقول العالم أن مصر هي التي تولت المنصب. |