بقلم : هاني صبري
انتقدت الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي بسبب الأشتباكات الدموية العرقية والدينية التي شهدتها العاصمة أديس ابابا ومنطقة أوروميا والتي خلفت نحو ستة وثمانون قتيلاً معظم من العرقين الأمهري وأورومو، بخلاف الجرحي.
حيث أن الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية قد نددت الأيام الماضية بفشل الحكومة الإثيوبية في واجبها في حماية مواطنيها، وقال متحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أن عدد أثنين وخمسون من المسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين قتلوا من بينهم أثنين من الأساقفة، في ذات السياق قالت موظفة لدى منظمة العفو الدولية، إن متظاهرين هاجموا ثلاث كنائس أرثوذكسية.
وأننا نشعر ببالغ الحزن الآسي الشديد بسبب العنف الذي يتعرّض له مسيحي الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية والشعب الإثيوبي، وهذه الصراعات القبلية قد يعصف ب آبي أحمد وحكومته.
والجدير بالذكر أن الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية كانت جزء من كنيستنا القبطية المصرية وكان تخضع لرئاستها وانفصلت عنها، وهناك علاقات تاريخية بين الكنيستين.
لذلك نطالب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن تدين ما تتعرض له الكنائس الإثيوبية من هجوم وعنف وقتل للإثيوبيين، كما نعلن عن تضامنا مع الكنيسة الإثيوبية التي يجب أن تتمتع بجميع الحقوق وأشكال الحماية المعترف بها بمقتضي المعايير الدولية.
وهنا نود أن نشير بوجود خلاف وصراعات داخلية في إثيوبيا بين جوهر محمد، آبي أحمد من إتنية أورومو، الأكبر في إثيوبيا، ويعكس الخلاف بينهما الانقسامات في قاعدة آبي أحمد من المؤيدين من الأورومو والتي يمكن أن تعرقل محاولته للحصول على ولاية جديدة من خمس سنوات في الأنتخابات المقرر أن تجري في مايو ٢٠٢٠م.
لذلك يجب علي الحكومة الإثيوبية أن تتحمل مسئولياتها في حماية مواطنيها وتحل أزماتها الداخلية، بدل مَن أساليب التآمر علي مصر والتصعيد والتعنت في مشروع سد النهضة للإضرار بالشعب المصري لصالح قوة خارجية، وتترك بلادها في الفوضي والصراعات الداخلية وتعرض حياة مواطنيها للقتل والمخاطر، ونتمني للشعب الإثيوبي الشقيق الذي تجمعنا معهما مصالح مشتركة وعلاقات وطيدة عبر التاريخ تحقيق ما يصبوا إليه من الاستقرار والرخاء والسلام.