كتب - محرر الأقباط متحدون أ. م
ناقش الكاتب والباحث إسلام بحيري، كيف يتم زرع الكراهية والتحريض بين أبناء الوطن الواحد؟ وكيف يتم تسويق الخلافة والجهاد؟ قائلاً: أن فكرة المؤامرة على الإسلام هي مرض نفسي جماعي، عصاب جماعي ولم يكن المقصود من أي استعمار مؤامرة على الدين بل على الدول العربية التي يتم استعمارها.
وأضاف بحيري في برنامجه "البوصلة" المقدم عبر شاشة TEN، أي حد يقولك في مؤامرة على الإسلام قل له لا، مؤكد هناك مؤامرة على الدول العربية لهدم استقرارها ونهب خيراتها، لكن ليس هناك مؤامرة على الدين، موضحًا أن داعش هي أحد أهم أسباب وجود ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأن داعش تشكل خطر حقيقي على العالم والدين أيضًا.
وأردف، هناك تحريض وكراهية ضد الآخر، يصل بنا إلى العنف الذي نراه، وأتمنى أن يتم الانتهاء من مناقشة مشروع مناهضة العنف، المطروح أمام البرلمان في أسرع وقت، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل قوانين تناهض العنف ولا ينقصها سوى التطبيق فقط.
فعلى سبيل المثال هناك أشخاص وشيوخ معروفين يقولون على شركاء الوطن بأنهم كفار، فهنا يجب رفع دعاوى قضائية ضد هؤلاء الشخوص بتهمة التحريض على العنف والكراهية ضد الآخر الديني، مشددًا: إياكم تفتكروا أن أي حرب قامت بين أبناء الديانات المختلفة كانت بأمر من الله، بل من صناعة البشر، وفكرة أني لازم أفني كل العالم المغايرين لديني ليس من الدين أو العقل في شيء.
مضيفًا، إذا قال أحد المشايخ على شركاء الوطن بأنه كفار وتم رفع دعوى قضائية ضده ستنتهي الجلسة في دقائق، إذ أنه سيدخل للقاضي قائلاً: "يا أفندم أنا قلت أنه كافر وهذا من تمام وصلاح ديني لأنه موجود بالكتب التراثية"، وقال بحيري هذا الكلام مخالف للدين والقرآن الكريم، وأن القرآن يصف الأٌقباط بأنهم أهل الكتاب بمنتهى الود والسماحة.
وتابع، وصف الأئمة الأربعة وكتب الفقه للأقباط بالكفار هو خطأ تاريخي، وهناك وعي عام مصدق بأن القرآن تم تفسيره من قبل هؤلاء الأئمة بشكل لا يقبل أي تأويل، متساءلاً: هل تدرك أن الفقه يمكن أن ينتصر على كتاب الله الذي نزل من السماء؟
وشدد بأن مثل هذه التفسيرات تحفظ بقاء هذا المناخ العام واستمراره دون محاسبة من يقول بالكفر وما إلى ذلك، ولو سرنا بمنطق أن القديم هو الأفضل دائمًا في كل مناحي الحياة لما وصلنا إلى أي تقدم في العلوم الطبية أو العلوم الإنسانية، فعلى سبيل المثال نيوتن ليس أفضل من أينشتاين، بل أن قوانين نيوتن الآن في علم الفيزياء تكاد تكون هزلية، نحترمها لكونه من بدأ القصة في القرن السابع عشر، لكن العلوم تسير في اتجاه اينشتاين، فالعلوم غير الفنون، القديم جيد في الفنون وليس العلوم.
وأكد بأن العلوم لا تسير بمنطق القديم هو الذهبي، وإلا لتوقفت الحياة الإنسانية، ولكي نحاسب على نشر الكراهية لا بد من تغيير الوعي العام، مش عشان جاب لي كتاب قديم يبقى كله تمام، القديم به خطأ وشر وخير أيضًا، لكن ليس من المنطق أن نقدس كل الماضي، نقدرهم ونجلهم ولكن دون توقف عند هذا التاريخ، مشددًا، أي واحد في المحكمة في موضوع التكفير هيقول أن دة مش كلامي يا سيادة القاضي دة الإسلام بيقول كدة ، معلقًا: "لا دة مش الإسلام دة كتبك اللي أنت معتقد أنها الإسلام"، الإسلام اللي أعرفه القرآن والأحاديث الصحيحة.
ومن ثم ليس من حقك دينيًا أن تقول بكفر أهل الكتاب، ومجتمعيًا وقانونيًا أيضًا لا يجوز، لا أعرف من أين أتوا بهذا الكلام والقرآن الكريم لم يصفهم مرة واحدة بالكفر، متساءلاً: كيف سنحاسب من ينشر الكراهية وهي لها مبرر ديني في كتب التراث؟!