في مثل هذا اليوم 31 اكتوبر1956م..
فرنسا والمملكة المتحدة تبدأن حملة قصف على مصر لإرغامها على فتح قناة السويس، ومصر تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إنجلترا وفرنسا إثر العدوان الثلاثي، كما أعلنت إلغاء اتفاقية الجلاء الموقعة عام 1954.
في 25 أكتوبر 1956 صدر القرار النهائي بتنفيذ "الخطة موسكتير المعدلة النهائية"، فبدأت قوات العدوان التحرك من قواعدها بالجزائر وجنوب فرنسا '> فرنسا واستأنفت طائرات المستير الفرنسية رحلاتها المتجهة إلى إسرائيل، وأعلن أن تحركات الأسطول البريطاني الفرنسي ليست إلا مناورة تدريبية. قامت إسرائيل كذلك بتعبئة قواتها سراً على مراحل متتالية وأعدت ترتيباتها النهائية للحرب، وأخطرت شركائها أن "العملية قادش" سوف تبدأ يوم 29 أكتوبر كما هو محدد. وقطعت الدول الثلاث اتصالاتها مع واشنطن التي كانت ترفض مبدأ استخدام القوة ضد مصر، وأصبح موعد بدء التنفيذ يوم 7 أو 8 نوفمبر خاصة أنه يعقب الانتخابات الأمريكية المنعقدة في 6 نوفمبر بيوم واحد، وكان هناك اعتقاد أن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن الهجوم بعد انتهاء الانتخابات. وإمعاناً في تضليل الأجهزة المراقبة للتحركات الإسرائيلية، أثيرت بلابل سياسية في الأردن، وحشدت القوات الإسرائيلية بعض قواتها على الجبهة الأردنية لجذب الانتباه. كما أن نفس يوم الهجوم كان موعداً لاجتماع مقرر عقده في جنيف بين محمود فوزي وسلوين لويد وكريستيان بينو، بحضور همرشولد لإعطاء مصر الأمل في حل سياسي لن يحدث كما ظهر لاحقاً.
الموقف في سيناء:
كان الموقف العسكري في سيناء مكشوفاً، فتحسباً للتهديدات البريطانية الفرنسية بإنزال قوات في منطقة القناة، أصدرت القيادة المصرية الأوامر إلى قواتها في سيناء بالانسحاب في الفترة من أغسطس إلى منتصف أكتوبر 1956 عندما كانت أزمة السويس على أشدها، خشية من تبعثر قوات الجيش بين الصحراء ومنطقة القناة وإمكانية حصارها وعزلها في حالة هجوم بريطاني فرنسي. ولم يبق في سيناء سوى ست كتائب (اثنتان في أم قطف، واثنتان في الشيخ زويد، واثنتان في العريش).
تلخصت الخطة الإسرائيلية في إسقاط كتيبة مظلات من اللواء 202 مظلات فوق صدر الحيطان، ثم يزحف باقي اللواء على محور الكونتيلا - نخل - صدر الحيطان، لينضم إلى الكتيبة التي أسقطت شرق ممر متلا، وبعد تنفيذ الضربة الجوية الأنجلو-فرنسية تتقدم المجموعة 38 عمليات المكونة من (اللواء 7 مدرع، اللواء 4 مشاة، اللواء 10 مشاة، اللواء 37 ميكانيكي) للاستيلاء على "أم قطف"، بينما تتقدم المجموعة 77 عمليات المكونة من (اللواء 27 مدرع، اللواء 1 مشاة، اللواء 11 مشاة) لاحتلال رفح والعريش، ووضع تحت قيادة تلك المجموعة أيضا اللواء 12 مشاة المكلف بالهجوم على قطاع غزة، ثم تواصل المجموعتان الزحف حتى يصلا إلى 16 كيلو متر شرق القناة، حيث يتوقفا هناك، وفي الجنوب تتقدم مجموعة اللواء 9 ميكانيكي من إيلات إلى شرم الشيخ. وخصص اللواء 10 مشاة كاحتياطي قريب للمجموعة 38 عمليات، واللواءات 8، 16، 17 مشاة كاحتياطي عام للقيادة الجنوبية.
بدء العمليات:
بدأ الهجوم الإسرائيلي في الساعة الخامسة ظهراً يوم 29 أكتوبر 1956، بعد أربع أيام من توقيع بروتوكول سيفرز. وأعلنت إسرائيل أن هذا التحرك العسكري جاء رداً على اعتداء الجيش المصري على خطوط المواصلات الإسرائيلية في البر والبحر بهدف تدميرها وحرمان المواطنين الإسرائيليين من الحياة الآمنة، وفوجئت القيادة المصرية بالهجوم حيث كانت تحت تصور أن مشكلة القناة في طريقها إلى حل سياسي.
الإنذار الأنجلو-فرنسي:
حتى صباح يوم 30 أكتوبر 1956 كانت القيادة المصرية تستبعد نظرية التواطؤ الثلاثي، وذلك حتى ظهرت طائرات بريطانية في الأجواء المصرية، وتأكدت الشكوك حينما دُعي السفيران المصريان في لندن وباريس في ذات اليوم إلى وزارتي الخارجية في العاصمتين ليتسلم كل منهما إنذاراً بريطانياً فرنسياً يطالب كلاً من مصر وإسرائيل بالابتعاد بقواتها عشرة أميال غرب قناة السويس حتى لا يتعرض المرفق الدولي للخطر، وبناءً على ذلك فإنهما يطلبان من حكومة مصر أن:
توقف فوراً كل الأعمال الحربية في البر والبحر والجو.
تسحب كل القوات المصرية إلى مسافة عشرة أميال غرب القناة.
تحتل قوات بريطانية وفرنسية مواقع رئيسية في بورسعيد والإسماعيلية والسويس لضمان حرية الملاحة في القناة وحتى يمكن فصل القوات المتحاربة.
وإذا لم يتم الرد على هذه المكاتبة خلال اثني عشر ساعة بالتعهد بالتنفيذ من قبل إحدى الحكومتين (المصرية أو الإسرائيلية) أو كلتاهما فإن بريطانيا وفرنسا ستتدخل بأي قوات تراها ضرورية لضمان التنفيذ.
ردت إسرائيل بالإيجاب على الإنذار الثنائي شريطة أن يصل رد إيجابي من مصر، وهو ما لم يحدث حيث ردت مصر برفضها قبول الإنذار. في نفس الوقت أرسلت الولايات المتحدة برقية إلى إسرائيل تطلب فيها سحب القوات الإسرائيلية وعندما لم تتلقى رد من إسرائيل طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن قُدم فيه مشروع قرار بأن تسحب إسرائيل قواتها، وأن تمنع الدول الأخرى عن استخدام القوة أو التهديد بها، واستخدمت بريطانيا وفرنسا حق الفيتو ضد هذا القرار.
استكمال المعارك:
القوات الإسرائيلية في سيناء:
خاضت القوات الإسرائيلية معارك عنيفة أمام القوات المصرية، انتهت باستيلائها على أبو عجيلة وبير حسنة وجبل لفني وبير حما، واستغلت الفرصة كذلك لإحكام الخناق حول القوات المصرية في أم قطف وأم شيهان بالاستيلاء على منطقة "روفادام" ولكن بعد معارك خسرت فيها كثيراً، انتهت بتراجع القوات المصرية إلى العريش لتسيطر القوات الإسرائيلية بذلك على الطرق الثلاث التي تتحكم في جنوب سيناء. وفي ممر متلا ظلت قوات المظلات الإسرائيلية تقاتل لمدة سبع ساعات، وحاولت احتلال الممر بإرسال كتيبة مدرعة ولكن حاصرتها القوات المصرية وكبدتها خسائر فادحة، وبعد قتال عنيف استولت القوات الإسرائيلية على الممر في معركة وصفها موشيه ديان بأنها لم تخض مثلها وحدة مقاتلة من قبل.
أصدرت رئاسة الأركان الإسرائيلية تعليماتها بتأجيل الهجوم على "أم قطف" انتظاراً للضربة الجوية الأنجلو-فرنسية المخطط لها حتى لا تتعرض القوات الإسرائيلية لخسائر يمكن تفاديها بعد الضربة، فضلاً عن إضفاء صورة العملية الانتقامية على تحركاتها قبل تلك الضربة، وإبعاد شبهة الحرب، ولكن خلافاً لتلك التعليمات قامت القيادة الجنوبية الإسرائيلية منتصف ليلة 29/30 أكتوبر بإصدار أوامرها إلى اللواء 10 مشاة بالاستيلاء على موقع "أم قطف" الذي كان يشكل بجانب موقع "أم شيهان" عائقاً أمام تقدم القوات الإسرائيلية نحو القطاع الأوسط من سيناء، استغلالاً لعنصر المفاجأة.
ولكن فشل الهجوم الإسرائيلي على أم قطف، ونجح قائد اللواء 6 مشاة المصري الذي كلف بالدفاع عن تلك المنطقة بكتائبه غير المكتملة العدد أو العتاد في صد الهجمات المتتالية للقوات الإسرائيلية، بل ونجحت قواته في تنفيذ هجوم مضاد، وحتى مع التفاف القوات الإسرائيلية حولها (من الشرق باللواء 10 مشاة، من الغرب باللواء 7 مدرع، من الجنوب الشرقي باللواء 37 ميكانيكي، من الجنوب الغربي باللواء 4 مشاة) لم تنجح في اختراق الدفاعات المصرية، وقُتل خلال المعارك قائد اللواء 37 ميكانيكي، وعلى إثر ذلك الفشل قام قائد القيادة الجنوبية بتغيير قائد اللواء 10 مشاة، وظلت القوات المصرية صامدة بأم قطف دون إمدادات تُمني القوات الإسرائيلية بخسائر فادحة حتى وصلت إليها أوامر القائد العام بالانسحاب شأنها شأن جميع القوات المصرية في سيناء، ونجحت قوات اللواء 6 مشاة المصري في إخلاء أغلب أفرادها وتعطيل معداتها الثقيلة دون أن تشعر بها القوات الإسرائيلية، وعندما عاودت القوات الإسرائيلية ظهر يوم 2 نوفمبر الهجوم من الشرق والغرب بسريتي دبابات بعد تمهيد مدفعي وجوي، اشتبكت القوات الإسرائيلية مع بعضها بالمواقع الخالية وتحطمت 8 دبابات إسرائيلية. وذكر موشى ديان تعليق قي مذكراته عن "معركة أم قطف" بقوله «إنها المكان الذي قاتل فيه المصريون على أفضل وجه، بينما قاتل الإسرائيليون على أسوأ صورة.»
خلال ليلة 31 أكتوبر ويوم 1 نوفمبر كان القتال في القطاع الشمالي عند رفح والعريش جارياً، وانقسمت القوات الإسرائيلية إلى مجموعات صغيرة تحارب معارك مستقلة لتفادي الأسلاك الشائكة وحقول الألغام. وفي صباح يوم 2 نوفمبر بدأ اللواء 9 مشاة الإسرائيلي سيره نحو شرم الشيخ، وبدأ اللواء 11 مشاة الإسرائيلي عملياته في قطاع غزة واستولى عليه، ودخلت القوات الإسرائيلية العريش دون مقاومة بعد انسحاب القوات المصرية طبقاً لأوامر القيادة العامة، واتجهت وحدات إسرائيلية غرباً نحو القنطرة، فيما اتجهت وحدات أخرى نحو مطار العريش لتأمينه وضمان طريق أبو عجيلة، لتنهي القوات الإسرائيلية بذلك تقريباً معاركها على المحور الشمالي في سيناء. أتم كذلك اللواء 27 مدرع الاستيلاء على محور القسيمة - جبل لفنى - الإسماعيلية. وفي 5 نوفمبر سقطت شرم الشيخ آخر المواقع المصرية في سيناء والتي كان يعني احتلالها التحكم في مضيق تيران وفك الحصار عن الملاحة الإسرائيلية.
الغزو الأنجلو-فرنسي:
مع قبول إسرائيل الإنذار الأنجلو-فرنسي ووقوفها بالقرب من القناة دون أن تجد قوات مصرية أمامها، هددت شريكتيها بأنه إذا لم يتدخلا كما اتفق عليه مسبقاً فإنها ستقبل قرار الجمعية العامة بوقف إطلاق النار، وحينئذ لن يبقى هناك مبرراً لهجوم بريطاني فرنسي، ترافق ذلك مع تسارع الأحداث والإجراءات داخل الأمم المتحدة، وتضائل احتمالات قيام ثورة داخلية في مصر تطيح بعبد الناصر - كما توقعت الخطة الأنجلو-فرنسية -، بالإضافة إلى الضغوط الفرنسية المؤيدة للحرب، فصدرت الأوامر بالشروع في تنفيذ الخطة البريطانية الفرنسية المشتركة.
إقرار الخطة المشتركة:
قبل منتصف ليلة 3/4 نوفمبر 1956 عقد الجنرال تشارلز كيتلي مجلس الحرب في مركز قيادة العمليات المشتركة في ابسكوبي، بمشاركة الأدميرال بيير بارجو، الجنرال أندريه بوفر، الجنرال جان جايلز، الجنرال جاك ماسو، البريجادير بتلر. وتبلورت نتائج الاجتماع في تنفيذ الخطة تلسكوب وهي خطة تعرضية مزدوجة، في جوهرها هي مزيج من الخطة سمبلكس أو أومليت 2 والخطة موسكتير المعدلة النهائية، على أن تنفذ الخطة تلسكوب خلال أيام 6،5،4 نوفمبر على الوجه التالي:
في صباح يوم 4 نوفمبر تتم القوات الجوية الأنجلو-فرنسية تدمير المدفعية الساحلية وأجهزة الرادار والمدفعية المضادة للطائرات ومراكز المقاومة في رأس الشاطئ ببورسعيد.
في صباح يوم 5 نوفمبر تنفذ العملية سمبلكس "أومليت 2"، فيهبط جنود المظلات البريطانيون فوق مطار الجميل غرب بورسعيد، بينما يهبط جنود المظلات الفرنسيون جنوب بورسعيد وفي بورفؤاد، لتأمين المحيط الخارجي لمنطقة رأس الشاطئ.
في صباح يوم 6 نوفمبر يبدأ الغزو البحري من خلال تنفيذ العملية موسكتير المعدلة النهائية.
انعقد المجلس مرة أخرى فجر يوم 4 نوفمبر بوصول السير أنتوني هيد، الجنرال جيرالد تمبلر، الجنرال كيتلي، هوبس، موري، وحضر عن الجانب الفرنسي الأدميرال بارجو، الجنرال جازان، بابان، وذلك بغرض رأب أي صدع بين القيادات.
الإنزال البري للقوات البريطانية:
بدء العمليات:
مع فجر يوم 4 نوفمبر وزعت خطط العمليات على المسئولين وبدأ تحميل السفن بصفة نهائية في ميناء ليماسول، ومساءً صدر الأمر بالإبحار، في اليوم التالي 5 نوفمبر التقت السفن الفرنسية مع السفن البريطانية التي أبحرت من مالطة، وسارت العمارتان البحريتان في خمسة أرتال - ثلاث بريطانية واثنتان فرنسيتان - خلف ستار من سفن الكراكات. وفي صباح نفس اليوم هبط المظليون البريطانيون فوق منطقة الجميل، ولحقهم المظليين الفرنسيين فوق منطقة جنوب قناة الوصل التي تربط قناة السويس ببحيرة المنزلة، ثم أعقبها عملية إبرار فوق منطقتي الرسوة وبورفؤاد، وأعقب ذلك عملية اقتحام جوي رأسي بالحوامات من حاملات الطائرات على منطقة رأس الشاطئ.
الإجراءات المصرية:
خلال ليلة 30 أكتوبر ويوم 31 أكتوبر سارعت القيادة المصرية بإرسال تعزيزاتها إلى سيناء وشرم الشيخ، وشرع سلاحها البحري في مهاجمة الشواطئ الإسرائيلية. ولكن عندما تأكدت من التواطؤ بين الدول الثلاث بعد القصف الجوي الأنجلو-فرنسي مساء يوم 31 أكتوبر، صدرت الأوامر خلال ليلة 31 أكتوبر ويوم 1 نوفمبر بانسحاب القوات من سيناء وعودة الفرقة الرابعة المدرعة التي عبرت في الليلة السابقة إلى سيناء، ووقف تقدم أي تشكيلات أخرى، مع استمرار تمسك كتائب المشاة الست بمواقعها في سيناء لمدة 48 ساعة لحين إتمام الفرقة الرابعة المدرعة انسحابها إلى غرب القناة.
كما صدرت الأوامر بإرسال قاذفات القنابل من طراز إليوشن إلى الصعيد والسعودية. ووضعت خطت حرب العصابات موضع التنفيذ، وأسند إلى زكريا محيي الدين مسئولية قيادة المقاومة الشعبية، بينما أسند إلى كمال الدين حسين قيادة الفدائيين بمنطقة القناة. وأخفيت الأسلحة والمعدات في أماكن اختيرت في كل مدن الوجه البحري، ووزعت الأسلحة على المتطوعين في المقاومة الشعبية، وجابت عربات الجيش الشوارع حاملة مكبرات صوت تدعو الناس إلى الجهاد ومقاومة الغزاة. قطعت مصر أيضاً علاقاتها الدبلوماسية مع بريطانيا وفرنسا، واستولت على ممتلكاتهما في مصر، وعطلت الملاحة في قناة السويس بتنفيذ خطة كانت معدة مسبقاً بإغراق باخرة محملة بالإسمنت في عرض المجرى الملاحي.
صمدت الجبهة الداخلية المصرية وتكاتفت خلف زعيمها عبد الناصر، ولم تصدق توقعات قوى العدوان التي كانت واثقة من سقوط النظام بمجرد قصف الأهداف العسكرية، وقطع وسيلة اتصال عبد الناصر بشعبه من خلال تدمير محطات الإرسال المصرية. ولكن بادرت إذاعة دمشق مواصلة رسالة الإذاعة المصرية مستهلة إذاعتها بعبارة «هنا القاهرة». ونادى جمال عبد الناصر من فوق منبر الجامع الأزهر «سنقاتل .. سنقاتل».
توقف القتال بين مصر وإسرائيل يوم 6 نوفمبر. فيما التحمت قوات الجيش المصري والمقاومة الشعبية في بورسعيد أمام تحقيق هدف واحد وهو دحر العدوان. ونال صمود ونشاط شعب بورسعيد في مقاومة العدوان إعجاب العالم، فرغم استمرار قصف المدينة من الجو والبحر طوال يوم 5 نوفمبر إلا أنها نجحت في تثبيت قوات الإبرار الجوي الأنجلو-فرنسي طوال يوم 5 نوفمبر، وأنزلت بها كذلك خلال يوم 6 نوفمبر خسائر كبيرة، وتمكنت من تثبيت العدو داخل منطقة رأس الشاطئ ومنعته من تأمينها وعرقلة انطلاقه صوب الإسماعيلية. ودارت معارك عنيفة بين قوات الاحتلال وقوات المقاومة ظهرت خلالها أمثلة عديدة للفداء سواء من المدنيين من أبناء بورسعيد أمثال السيد عسران ومحمد مهران، أو العسكريين أمثال المقدم بحري جلال الدسوقي والملازم بحري جول جمال اللذان استشهدا في معركة البرلس البحرية. . ومن أشهر العمليات التي أسفرت عنها عمليات المقاومة، أسر الضابط أنتوني مورهاوس واغتيال الميجور جون وليامز..!!