فيينا ... أسامة نصحي
في واحد من المؤتمرات الدينية الهامة في مجال الحوار وتقارب الأديان بدأت صباح اليوم أعمال المؤتمر الدولي " دور الدين والإعلام والسياسة في محاربة خطاب الكراهية والذي ينظمه مركز الملك عبد الله للحوار بين إتباع الديانات والثقافات " كايسيد " في فيينا ويستمر يومين .
شهد الافتتاح فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ونيافة الأنبا مرقص مطران شبرا و190 قيادة دينية وسياسية حول العالم يتقدمها الدكتور هاينز فيشر الرئيس النمساوي السابق والأمين العام للمركز فيصل بن معمر .
بدأ المؤتمر بعرض فيلم تسجيلي عن خطاب الكراهية وتأثيراته المدمرة على السلام في العالم وعلى علاقات التعاون والتسامح بين إتباع الديانات .
وقال بن معمر في كلمته الافتتاحية أن خطاب الكراهية انتشر بسبب الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وهو ما شجع على التطرف والأعمال الانتحارية وغيرها من أشكال لغة الكراهية الخطيرة على استقرار وسلام المجتمع .
وأضاف بن معمر أننا نجتمع اليوم لنناقش تحديات ثورة المعلومات وأثرها على نشر خطاب الكراهية مطالبا القادة الدينيين بجهود أكبر لنشر التسامح وقبول الأخر .
وشدد على ضرورة إن تكون حرية التعبير مسئولة وأن تنأى عن نشر الكراهية وان نسلط الضوء على النماذج الايجابية خاصة بين إتباع الديانات السماوية في منطقة الشرق الأوسط .
ونوه إلى الحاجة إلى بناء الثقة بين إتباع الديانات والتوحد في مواجهة أخطار سياسية واجتماعية كبيرة وتحديات دولية واسعة مشيرا إلى دور مركز الملك عبد الله فى حل نزاعات دينية في نيجيريا وميانمار وتعزيز ونشر رسالة السلام وبخاصة فى منطقة الشرق الأوسط .
ومن جانبه قال الرئيس النمساوي السابق الدكتور هاينز فيشر أنه يشكر المركز على أخذ المبادرة في مناقشة هذه القضية الهامة وهي خطاب الكراهية الذي يقود إلى عزلة دولية والى تنامي الصراعات لافتا إلى أن حقوق الإنسان مرتبطة بمحاربة خطاب الكراهية .
وقال يجب أن نستخدم الإعلام بكل مسئولية ونأخذ في الاعتبار تعزيز الحوار السلمي مشيرا إلى أن خطاب الكراهية هو لغة الديكتاتورية وساعدت التكنولوجيا على انتشاره مشددا على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتعزيز الحوار بين الأديان وهو الدور الذي يلعبه مركز الملك عبد الله باقتدار .
وأشاد بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش للتصدي بقوة لخطاب الكراهية مشيرا إلى أهمية دور الأمم المتحدة في تعزيز أفكار رفض التمييز ونشر المساواة وتعميق الحوار بين الأديان .
ونوه إلى دور المؤسسات الدينية في حماية كرامة الإنسان مشيرا إلى نفوذ الإعلام يزداد ويجب تدارس الوضع المتغير لوسائل الإعلام خاصة النفوذ المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي من أجمل حماية الخصوصية .
وذكر الدكتور فيشر إن فيينا تتشرف باستضافة هذا المؤتمر لموقعها في وسط أوروبا واهتمامها الكبير بنشر السلام والحوار البناء بين الديانات والثقافات المختلفة .