هاني لبيب
جميعنا ضد تعريض حياة أى مواطن مصرى للخطر، وفى الوقت نفسه، نحن ضد انتهاك القوانين، ولذا فإن وفاة أحد الباعة الجائلين فى حادث القطار، مؤخراً، يحتاج إلى الرصد الهادئ والتحليل الدقيق.
وحسب ما وصل إلينا حتى الآن، فى انتظار ما ستُسفر عنه تحقيقات النيابة، أن اثنين من الباعة الجائلين كانا يتحرّكان، كما يحدث فى جميع القطارات، ذهاباً وإياباً بين عربات القطار، فى حركات بهلوانية، وأوقفهما الكمسارى، وسألهما عن تذكرتيهما، واحتد النقاش بين الطرفين، لينتهى الأمر بقفزهما من القطار، ليموت أحدهما تحت عجلات القطار، بينما يصاب الآخر.
الباعة الجائلون موجودون فى غالبية المحطات، وبعضهم يملك أكشاكاً غير قانونية، يعملون متحركين بين القطارات، بشكل عشوائى وفوضوى، وغوغائيتهم هائلة، وتصل فى بعض حدودها إلى ممارسة البلطجة والسب والقذف، خاصة لو اختلفت معهم فى السعر أو فى جودة ما يروّجون له.
ولا يوجد أحد لم يرفع صوته بالشكوى منهم، حتى ركّاب الدرجات الفاخرة يعانون منهم ومن حركتهم وتصرفاتهم وأصواتهم وفرض بضاعتهم للبيع بشكل شبه إجبارى، وهم بهذا الشكل ينتقصون من مستوى خدمات الدرجات الفاخرة مرتفعة القيمة، فأنت تدفع ثمناً لتحصل على راحة أكبر ثم لا تجدها.
وطبقاً للقانون وللائحة الداخلية لهيئة السكك الحديدية ممنوع ركوب الباعة الجائلين، والكمسارى هنا هو موظف حكومى يقوم بمقتضيات عمله، وفى مقدمتها مواجهة الهروب من دفع قيمة التذكرة، إذ أنه سيتعرض للمساءلة من المشرفين عليه فى حالة مرورهم للتأكد من امتلاك كل مسافر لتذكرته.
نقطة ومن أول السطر..
الخطأ الأساسى هو ترك الباعة الجائلين والمتسولين يتحركون بحرية تامة فى القطارات منتهكين جميع اللوائح والقوانين التى تخص إدارة السكك الحديدية فضلاً عن تحدّيهم المباشر لراحة المواطنين.
نقلا عن مبتدأ