الانبا مكاريوس : ضرورة الاهتمام والبحث في برية انسطا بالمنيا
سليمان شفيق
بدعوة كريمة من نيافة الانبا مكاريوس شرفت بحضور الملتقي العلمي الثاني عن التراث القبطي بعنوان :" التراث القبطي علي مر العصور" ، والذي نظمتة مطرانية المنيا وابو قرقاص بالتعاون مع جمعية مفتاح الحياة بالمنيا ، السبت الماضي بجمعية اولاد الملوك بالبرجاية ، شارك في المؤتمر نخبة من الاباء والاساتذة الباحثين المتخصصين في التراث القبطي تحت رعاية نيافة الانبا مكاريوس الاسقف العام للمنيا وابو قرقاص .
بدأ اللقاء بفاصل للكورال القبطي لكنيسة العذراء مريم بنزلة الفلاحين ، وافتتح اللقاء الانبا مكاريوس بكلمة شكر فيها الباحثين وتحدث عن اهمية دراسة التراث القبطي بشكل عام وتراث المنيا القبطي بشكل خاص وتوقف امام برية انسطا الممتدة من اقصي جنوب المنيا وحتي شمالها والتي كانت تحتوي علي عشرات الاديرة والمغارات التي عاش فيها رهبان وراهبات علي مر السنين ولازالت اثار تلك الحياة باقية في اثار وملامح تثبت ذلك ودعا الانبا مكاريوس الي تكوين مجموعة عمل تضم باحثين ومتخصصين ، واكد علي انه سوف يسعي للحصول علي موافقات وزارة الاثار والامن والجهات المختصة ، واشار الي ان هناك بقايا كنائس قديمة في اماكن مختلفة علي طول ذلك الطريق والجبل .
توزعت جلسات المؤتمر الي قاعتين ، وضمت عشرين جلسة علمية :
الجلسة الاولي بالقاعة الاولي ، كان مقررها د لوئ سعيد : وقدم فيها مهندس مدحت حلمي تادرس : سيرة الشهيد يوحنا النمرسي بصحراء البحر الاحمر 1521 م ، ثم كانت الورقة الثانية وقدمها الباحث زكريا عبد السيد : رواد مدارس الاحد ، ثم الورقة الرابعة قدمها القمص يسطس فانوس عن : العائلة المقدسة في ليونتوبولس تل اليودية بالقرب من شبين القناطر، ثم قدم د جمال ابو زيد ورقة حول : المقتنيات الفخارية القبطية بالمعبد الاسلامي بالقاهرة .
وفي القاعة الثانية كان مقرر الجلسة القس تكلا نجيب وقدم فيها الاوراق الاتية : الحركات التعبيرية في الفن القبطي وقدها د عزت صليب ، والوصف الكتابي والفني لطغمات الملائكة في الرسوم الجدارية بالاديرة القبطية وقدمها الباحث بيشوي بولس ثابت ، وتاريخ الايقونة وقدمها الدياكون انطونيوس وصفي ، واسبوع البصخة المقدسة التاريخ والتطور عبر الاجيال وقدمها الباحث مينا قصدي .
الجلسة الثانية في القاعة الاولي وكان مقررها د محمد مدكور ، وكانت الورقة الاولي عن القطع الاثرية ذات الهوية القبطية المعروضة بمتحف الفن الاسلامي بالقاهرة وقدمتها الباحثة مريم رجب احمد السماك ، والورقة الثانية حول التأثيرات المتبادلة بين العمارة القبطية والعمارة الاسلامية وقدمها المهندس مينا فارس يونان ، والورقة التالية كانت عن جبل الطير قيمة تراثية عالمية وقدمتها د شهد البياع ، وفي القاعة الثانية وكان المقرر مهندس امطون ابراهيم عياد قدم القمص بطرس البراموسي ورقة حول علاقة الايقونة بالعمارة القبطية ، كما قدمت د عبير علي صادق ورقة حول المكياج والزينة عند المرأة القبطية في العصر القبطي ، وورقة حول الادب القبطي من خلال كتاب تاريخ البطاركة .
وكانت الجلسة الثالثة والاخيرة مقررها في القاعة الاولي د جمال ابوزيد ، وكانت الورقة الاولي بعنوان : مجموعة من التحف المعمارية النادرة بكنيسة طحا الاعمدة ، ثم قدم القمص برسوم شاكر ورقة حول الاقباط في عصر المقوقس ، والدكتور انطونيوس رمسيس ورقة حول الاشارات الاسخا طو لوجية في المخطوطات القبطية دراسة مقارنة بالعادات الفلوكلورية المصرية في الاصل الكنسي ، وفي القاعة الثانية وكان مقرر الجلسة الدكتور عزت صليب ، قدم الباحث بيشوي سعيد ورقة حول العمارة القبطية في مصر عبر العصور وقدم القس اغسطينوس الفونس ورقو حول بعض خطابات ومراسلات الاباء مطارنة واساقفة كرسي المنيا والاشمونين ، وانتهت الجلسة والملتقي بورقة حول التكريس خلال كتاب تاريخ البطاركة قدمتها المكرسة تاسوني فيلومينا .
استعرضت معكم عناوين كل الابحاث ، واسماء الباحثين من اباء وعلماء ، وبالطبع موضوعات مهمة وجادة ما بين الفن والعمارة والتاريخ ، مما كان له ابلغ الاثر في اثراء افكار الحضور خاصة وان جمعية مفتاح الحياة تحت رعاية المنيا'> ايبارشية المنيا وابو قرقاص كان لها خمسة منتديات سابقة وهذا هو المنتدي السادس ، ولكن فصر الوقت من العاشرة صباحا وحتي الخامسة مساء سبعة ساعات بينهم ساعتين ما بين راحة وغذاء جعل المدة الزمنية لكل ورقة لم تزيد عن عشرين دقيقة مطلوب فيها طرح الورقة والحوار ، ولضيق الوقت تقلص وقت الحوار وتحول الامر الي سرد من الباحثين اغلب الاوراق ، وكان بالطبع للاكاديميين فقط المهارة والقدرة علي طرح المهم في الاوراق بمهنية واعطاء الحوار الوقت المتاح ، وحاولت بقدر الامكان حضور نصف الاوراق لتوزع الابحاث علي قاعتين ، واستطيع ان اؤكد استفادتي من اغلب الابحاث التي تحدثت عن الفن والعمارة والايقونة والمقتنيات الفخارية والحركات التعبيرية في الفن القبطي ، ولكن استفدت بشكل كبير من الابحاث الجديدة مثل الحركات التعبيرية في الفن القبطي للاستاذ الدكتور عزت صليب لانها ربطت الحركة بالادراك والفلكلور ، وكذلك المقتنيات الفخارية القبطية بالمعهد الاسلامي للاستاذ الدكتور والعالم دجمال ابو زيد ومدي اتساق ذلك في تطور الحضارة القبطية ، وبحث د شهد البياع عن جبل الطير لما فية من فهم ومعرفة لجدل العلاقة بين الاثر التاريخي والمعجزة مثل كف المسيح الطفل والصخرة لايقافها قبل ان تقع بما يثبت علميا الاثر ويؤكد ان العائلة المقدسة لم تترك اثر محسوس وواضح طوال رحلتها بالصعيد سوي في جبل الطير، اما بحث د عبير علي صادق عن المكياج والزينة في العصر القبطي فقد اثار جدلا كبيرا لانه اثبت ان المرأة القبطية ورثت الجمال الفرعوني واضافت الية الحشمة .
الا ان المنتدي كان يجب ان يختصر تعدد الاوراق في موضوع واحد مثل العمارة ، واما كان ان يستمر يومان او يتم الاختصار ، كما كان يجب ادراك الفرق بين الرؤية الايمانية والرؤية العلمية لدي بعض المشاركين ، لكنني شعرت بسماحة علمية كبيرة من الباحثين والدكاترة المصريين المسلمين في فهم وادراك وعلم عن التراث القبطي تكاد تكون فاقت علميا باقي الابحاث ، ولكن كل ذلك لايجعلني انسي شكر اللجنة المنظمة وهم : جرجس ابراهيم يوسف ومرفت فاروق مسعود وشنودة رزق الله فهيم والقس تكلا نجيب ووبيشوي بولس ثابت وعماد عادل وجرجس بشري الغليض ، وشكر خاص للاسقف المثقف والراعي الصالح نيافة الانبا مكاريوس ،الذي رغم كل معاناة المنيا فقد اهتم بالعلم وكان هذا المنتدي السادس ، وخالص المحبة لجمعية مفتاح الحياة التي رغم الامكانيات والظروف كانت قادرة علي الحفاظ علي التراث القبطي في علم وايمان ومحبة .