حمدي رزق
لا يخلو موقع إلكترونى إلا فيما ندر، وهذا من قبيل التحوط، لا يخلو من فتوى جنسية أو أكثر يوميًا يقول بها أحد العلماء المعتمدين فتويا، يقال وهم أعلم إن هذه الفتاوى تشكل أخبارًا جاذبة للمشاهدات الإلكترونية، ويحدث أحيانًا تضرب وتصبح فى غمضة عين «تريند»، وهذا من قبيل الثراء الإلكترونى.
لا أهضم مثل هذا الحكى، كما لا أهضم نشر أسرار العلاقات الزوجية، التى تفيض بها قضايا الخلع من سجلات محاكم الأسرة، تثير الاشمئزاز لدرجة الغثيان، خاصة أسرار غرف النوم، هذا عن المواقع وتنقل عنها الحوائط الفيسبوكية والحسابات التويترية، وأخواتها فى العائلة الإلكترونية الفضائحية.
ماذا عن المستهلكين لهذه الفتاوى الجنسية، هناك طلب عارم على الفتاوى الجنسية، تشوق وإلحاح وجوع غريزى للحكى الجنسى ملفوفًا بسوليفان فقهى، من قبيل الفتاوى الجنسية الشائعة فتوى فضائية لمفتى حلف الناتو يوسف القرضاوى عن حكم العازل الطبى شرعياً!.
الطب حاضر على الفتاوى الجنسية، والبضاعة حاضرة، والفتاوى جاهزة.. وديلفرى، وإذا تعذر الطلب البوابات الفقهية، تحديدا السلفية، لم تغادر هاجسًا جنسيًا إلا وأجابت عليه بدل المرة ألف مرة وعلى المذاهب الأربعة، ورجحت فى الجماع إجماع الشارع السلفى، تحار فى تفسير هوس السلفيين بالجنس ما ظهر منه وما بطن.
خلاصته الهسس الجنسى، الذى يطارد كثيرا من المصريين بلغ حد الوسواس القهرى، استولى على عقول الكثير، وينتظرون بتشوق المثير من الفتاوى التى يشذ بعضها شذوذا يحولها إلى مزحة سخيفة تشير تشييرا للتشويش على الصورة العامة عن العقل المصرى، الذى بات منشغلا بالغيبيات عن الحقائق المجردة، وبالجنس والجن، والعجز والربط نتاج المس.
البعض صار ملموسًا أو ممسوسًا يعالج ضعفه الجنسى بفتاوى تقويه على الممارسة الجنسية بلا كوابح دينية.. عجيب الانتشار الوبائى للفتاوى الجنسية، وكأن الدنيا خلت إلا من الجنس، شفاهة يتداولون الفتاوى الجنسية، وفعليا يتعاطون الوصفات الجنسية، ويمزحون بالنكات الجنسية، وما الحياة إلا موقع جنسى فسيح!.
الهوس الجنسى، الذى استولى على الكثير لا يؤرق حتى أطباء علم النفس، الجرائم الجنسية أصبحت هاجسا، والعلاقات الجنسية باتت همًا مستدامًا، وتجار الجنس، أعشابًا وحبوبًا، يجنون أرباحًا هائلة، تجارة الجنس تفوق تجارة المخدرات ربحًا، وبعض تجارة المخدرات يخدم على الهوس الجنسى.
متى دخل العقل المصرى غرفة الجنس وحبس فيها، البعض لا يفكر إلا فى الجنس، ولا يحيا إلا بالجنس، وإذا عجز عن الممارسة الفعلية يعوض بنكتة جنسية مشفوعة بفتوى جنسية مثيرة غالبًا!.
نقلا عن المصرى اليوم