عماد جاد
المؤكد أن خبر القضاء على أبو بكر البغدادي زعيم داعش، خبر جيد، لكن علينا إدارك أنه وجماعته صنيعة إدارة أوباما، مثلما كان بن لادن صنيعة ادارة جيمي كارتر وبمساعدة من مصر السادات وباكستان ضياء الحق والسعودية، الملك فيصل ورئيس مخابراته كمال أدهم، ودفعت المنطقة ثمن تشكيل هذه الجماعات بعد انتهاء صلاحيتهم امريكيا، وجرى توظيف هذه التنظيمات حتى في قنص قادتها، فأوباما قتل بن لادن قبيل انتخاباته الثانية وترامب فعل ذلك مع البغدادي، حققوا اهدافهم وتركوا لنا الحصاد المر فنظل نعاني من العائدون من مناطق قتالهم من افغانستان الى سوريا والعرق مرورا بالشيشان والبوسنة. فقد عانينا من العائدون من هذه الدول.
والأيام القادمة سنعاني من العائدون من الدواعش من سوريا والعراق وربما ليبيا واليمن بعد ذلك.
اذا كانت مواجهة هذه المخاطر مسئولية رجال الامن من جيش وشرطة، فان مسئولية تفكيك مفارخ الانتاج مسئولية القيادة السياسية التي عليها القبول ببناء دولة مدنية حديثة، وفصل الدين ( اي دين) عن السياسة، والوقوف على مسافة واحدة من كل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهنم الاولية اي الموروثة من دين، طائفة، عرق ولغة او المكتسبة مثل الموقع الاجتماعي/ الاقتصادي والانتماء السياسي.
نحن دولة حالها ملتبس فلا هي دينية ولا هي مدنية ولذلك نحتل موقعا متقدما في انتاج الدواعش وأشباههم.
مصر تستحق مكانة افضل ومن حق شعبها ان يأمل في بناء نموذج مدني حديث، من خلال تعاون الجميع بما فيها مؤسسات الدولة السيادية وعلى رأسها مؤسسة الجيش التي هي محل احترام وتقدير المصريين جميعا عدا ابناء البنا واحفاده وفروعهم على مختلف مسمياتها.