ماجد سوس
خرج علينا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بتصريح قوي إبان منتدي الاقتصاد العربي ووسط بوادر الاحتقان الشديد في لبنان ليقول للشعب اللبناني اختاروا بين الفشل والتباكي وبين تجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر وقال أنه منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم ومصر تشهد تغييرا وتطويرا وعلينا أن نعمل على الاستفادة من تجربتها .
وأضاف أن طموحات لبنان في التطوير هي نفسها طموحات مصر في التنمية والتطوير، موضحا أنه يجب تحديث كل القوانين في لبنان مثلما نهضت مصر منذ 4 سنوات وأن نستفيد من التجربة المصرية في التطوير في مختلف القطاعات الكهرباء والغاز والبترول.وأشار أن مصر عانت اقتصاديًا أكثر من لبنان ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن ينهض بها وأن يغيرها للأف .لبنان يسعى إلى نقل التجربة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي، والتي جعلتنا فخورين بها.
بالطبع هذه التصريحات لم تعجب محور الشر في المنطقة وانقلبوا على الرجل فكيف له ان يتغزل في مصر ورئيسها وهم يعملون على تشويه صورته بشتى الطرق وكافة الصور ولكن الأمر يحتاج هنا إلى تحليل فقناة الجزيرة وقنوات الإخوان لهم دور رئيسي في التوجه العام ضد رئيس مصر ولهم تأثير ملموس على بعض الجماهير في الشعوب العربية بل وبكل أسف لهم تأثر داخل مصر نفسها نتيجة لتعود البعض أن يستقي معلوماته من تلك القنوات المشبوه في ظل إعلام عربي ضعيف موجه.
المعارض اللبناني الشهير وليد جنبلاط كتب تويته حديثة بعد زيارته لمصر منذ عدة شهور قائلاً: "في مصر تشعر بهيبة الدولة وترى حركة العمران في كل مكان وإذا كان المرء يستشعر ذكريات الماضي لكن يرى في القيادة المتمثلة بالرئيس السيسي توجهاً استراتيجياً لمصر وللمنطقة العربية دون إهمال دور مصر في إفريقيا. والأهم أن العروبة متأصلة وتبقى الأساس لإخراج المشرق العربي من عصبياته المتخلفة".
أما ما فعله الرئيس السيسي في الأيام القليلة الأخيرة حين عقد أول مؤتمر بين روسيا وكل دول الأفريقية حيث ترأس مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي فقد كان الرئيس السيسي هو نجم المؤتمر حتى ان الرئيس بوتين قال انه لولا المجهود الضخم الذي قام به الرئيس المصري ما خرج اللقاء بهذا الشكل وقال
مداعبا السيسي سأتقاسم مرتبي معك هذا الشهر لأن كنت مساعدي في كل شيء
على الجانب الآخر الشيطان وجماعته لا يهدئون فكلما سنحت لهم الفرصة الهجوم على الرئيس السيسي في أي دولة يفعلون فقد قام مؤخرا في تونس أنصار الرئيس المنتخب قيس سعيد بالهجوم على الرئيس السيسي بلا مبرر وقد قيل أن الرجل هاجم الرئيس السيسي في أحد أحاديثه مؤخرا وللحق لم نسمعه لكن سمعنا عنه وإن صح هذا فهو أمر غريب فمن المفترض أن الرجل وهو أستاذ للقانون الدستوري محسوب على التيار المستقل والذي رفض أن يحسب على أي تيار فكري أو سياسي إلا أننا وجدناه يتراقص على السلم، يرفض أن يكون له توجه أيديولوجي، كالليبرالية أو العلمانية أو السلفية وغيرها لكنه يغازل الإخوان والتيارات الإسلامية .
إما أنه يرغب في اللعب على جميع الأطراف، أو أنه يعيد مشهد تمثيلي قام ببطولته عبد المنعم أبو الفتوح في مصر الذي يوم أن ادعى ظاهرياً أنه ترك الإخوان ولا ينتمي إليهم وهذا يخالف الحقيقة والذي قد يؤكد هذا الأمر مع الرئيس التونسي هو التفاف الإخوان حوله وتأييدهم الدائم لما يقول ولاسيما مع تصريحاته وتلميحاته حول مرجعية الشريعة الإسلامية للقوانين وإسراعه بالتصريح برفضه للقوانين التي تخالف النصوص القرآنية وخاصة في المساواة بين الرجل والمرأة والذي وضعته من اليوم الأول في معسكر اليمين المتطرف ويكون الهجوم على الرئيس السيسي الذي بدد مشوراتهم ، أمراً منطقياً .
انظروا كيف وقف الوفد الأمريكي الذي زار العاصمة الإدارية الجديدة في مصر مذهولا مما رآه وصرح أعضاءه قائلين أننا لا نستغرب بناء المدينة الجميلة الحديثة في وقت قياسي والمصريون هم أحفاد الفراعنة العظام وقالوا أننا شاهدنا التطور الحادث في مصر في كل مكان.
ستبقى الظاهرة السيساوية ظاهرة تتمناها الشعوب العربية غير المنتمية للإرهاب الديني وستبقى ظاهرة يتحدث عنها العالم فمصر التي بنت نفق واحد تحت قناة السويس من السبعينيات حتى أيامنا هذه تختلف عن مصر التي بنت ستة أنفاق في عامين إنها فعلا ظاهرة.