الأقباط متحدون - نحو اخفات واسكات والمزيد من تهميش الأقباط
أخر تحديث ٢٣:٣٥ | الاثنين ٢٣ يناير ٢٠١٢ | ١٤ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٨ السنة السابعة
إغلاق تصغير

نحو اخفات واسكات والمزيد من تهميش الأقباط

بقلم: د.نجيب جبرائيل

 فور صدور المرسوم الذى أصدره المشير "طنطاوى" أمس بتعيين عشرة اعضاء بمجلس الشعب الجديد من بينهم خمسة اقباط؛  انهارت على الاسئلة من كل حدب وصوب ومن كافة وكالات الانباء المحلية والعالمية والعشرات من الاقباط يتسائلون هل كان اختيار المشير للاقباط الخمسة المعينون فى المجلس كان اختيارا عشوائيا ام كان له مغزى معين وهل هذه الاختيارات قصد بها احداث توازن ما بين ما ظهر من نتائج فى انتخابات مجلس الشعب، وما يسمى بلغة الاقتصاد ندرة الاقباط النواب فى برلمان الثورة رغم ان الاقباط مشاركون فى هذه الثورة وهل هذا الاختيار فعلا كما يقول البعض ويؤكد ان اشخاصا فى السلطة قد تغيرت اسمائهم ولكن النظام المخلوع ما زال قابعا وجاثما على صدور الاقباط كل تلك الاسئلة كان لابد من الاجابة عليها ...
 

بداية كل الاحترام والتقدير بل كل التهنئة ايضا للشخصيات القبطية المعينة فى مجلس الشعب امس طالما نحن نتكلم عن الاقباط واتنمنى ان يكون لهم دورا واضحا فى حل مشاكل الاقباط وليس كمعظم سابقيهم الذين عينهم مبارك فى البرلمانات السابقة على مدى اكثر من ثلاثون عاما , وللخوض فى هذا الموضوع يمكن القول ان اختيار المشير لهؤلاء الخمسة لم يكن اختيارا عشوائيا كما يتصور البعض وانما كان اختيارا دقيقا بل فى منتهى الدقة حتى فى الاسماء التى اعلنت واذيعت امس وهذا يحمد لسيادته هذا التدقيق فى الاختيار واختيار الاسماء القبطية ذات الحروف الساطعة ولكن كما قلت يبدو ان المجلس العسكرى قد استطاب هذا الوضع الروتينى ليمثل فيه الاقباط اذ ان ما سوف يحصل عليه الاقباط لا يكون الا اقل من الفتات الساقط من موائد الارباب .
 

وقبل ان نبدأ فى الخوض ودلالته نؤكد ان نسبة الاقباط وهم خمسة اعضاء منتخبين بالاضافة الى عضو على قائمة حزب العدالة الاخوانى هم ذات النسبة تقريبا مما كانت تنجح على مدار اربعة عقود من الزمن فينما كان اعضاء مجلس الشعب 444 عضو كان عدد الاقباط الناجحين 3 او 4 بخلاف المعينين اى بنسبة 1او اقل % وعند نجاح خمسة اعضاء فى برلمان الثورة من عدد ما يقارب خمسمائة عضو اى ان النسبة ايضا ا % بل يمكن القول ان نجاح الاقباط كان افضل بكثير قبل الثورة اذ يكفيهم ان من نجح قد نجح على النظام الفردى اما نسبة الاقباط فى البرلمان الحالى فى ظل النظام الفردى صفر % فلو كان استمر هذا النظام لما نجح قبطيا واحدا .

ثم يجئ المرسوم العسكرى بتعيين خمسة اقباط لكى يحدث نوعا من التوازن ولو قليلا او يوارى خجلا سياسيا مفضوحا او كما يقول المثل ذرا للرماد فى العيون ولكن هذا الاختيار باجماع الاقباط ورأيهم لا يعبر عن واقع الاقباط وعن من اعترك الحياة و السياسية وحمل الملف القبطى والبادئ من اول نظرة نجد فى الخمسة المعيينين بروز اسماء قبطية مثل مسيحة وحنا وجريس وماريان وهذا حسنا جدا لهذه الدلالات التى تؤكد ان هؤلاء اقباط مسيحيون لا شك فيهم ولكن يبقى السوال مطروحا واتنمنى ان احدا يجيب عليه هل هذا يعبر عن الواقع الذى كان ينشده الاقباط فى ظل ما يصبون اليه من رموز اعتركت هذا الملف وحملته على اكتافها وفى ظل مناخ الاقصاء والذى عكس ما تعرض له الاقباط من احداث دامية على حياتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم . لقد ظل النظام السابق على نفس النهج لاكثر من ثلاثون عاما يأتى بمعينون اقباط لا يثمنون ولا يشبعون ولا يروون عطشا الا ما ندر حتى اصبح الكثير بل حتى اصبح الكثير بل معظمهم محسبوين علينا وليس محسبون لنا وهذا ما لا نتمناه للاخوة والاخوات المعيينين امس , كان النظام السابق يتشدق بهم حتى وصل الامر الى ان عاند بهذا الاختيار رأس الكنيسة نفسه باختيار اقباط يهاجمون الكنيسة وقيادتها وينفون ان للاقباط مشاكل ويقولون ان كل تلك ادعاءات فهل ايضا يقصد المجلس العسكرى بهذا القرار التعينى ما سبق ان قصده سلفه ام سوف يثبت المعينون وبحق انهم حاملون لامانة ثقيلة وحقيبة مثقلة بالهموم .


ولكن يبدو السؤال ايضا هل هذا الاختيار كما قلت جاء عشوائيا او انه يتسم بذكاء شديد وهل هذا يعكس عدم وجود ارادة حقيقية لحل مشاكل الاقباط وبمعنى اوضح هل هؤلاء المعينون والمنتخبون هل سوف يكونوا قادرون على تغير الخريطة السوداء الذى عاشها وما يزال يعيشها اقباط مصر فى ظل اقصاء واستقواء بعد تزايد نبرات التيارات الدينية المتشددة .


اننى اكتب وقد ملا الحزن قلبى والاحباط نفسى ليس بسبب اختيار هذه الاسماء المعينة وانما بسبب النهج الذى ينهجه المجلس العسكرى تجاه الاقباط والذى لم يتغير منذ عهد النظام السابق .


اننى اقول وبكل جسارة ولدينا الدلائل على ذلك ان الاقباط فى حالة اسوأ بكثير ولكن ليت تلك النظرة المتشائمة يبددها مجلس شعب جسور قادر على ان يحقق اذا وفق لتصريحات حزب العدالة والحرية الذى يمثل الغالبية ام ان نهج اسكات واخفات اصوات الاقباط سوف يستمر لو اريد الاقباط ذلك فانهم سوف يرفضون ويناضلون بكل الطرق مشروعة من اجل الحصول على مواطنة كاملة غير منقوصة .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع