سليمان شفيق
أبى يطلب الامن الشخصي والقبلي اكثر من سد النهضة
بعد حالة الاغتيالات التي شهدتها اثيوبيا من عام ؟ والتي توقفنا امامها في تقرير سابق شرحنا فية :اثيوبيا بين التنوع العرقي والتهديد بالانقسام والحروب الاهلية، وعددنا القوميات والعرقيات الاثيوبية وتاريخ الصراع بينها ، ولفتنا النظر الي أن رئيس الوزراء ابي احمد اول رئيس وزراء مسام من عرقية اورومو، وكيف تعرض الي محاولة اغتيال في 26 يونيو 2018 ، نشير في هذا التقرير الي الاحتجاجات التي حدثت اول أمس الاربعاء 25 سبتمبر من عدد من ابناء العرقية الامهرية في وسط العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مطالبين بسرعة التحقيق في حادث اغتيال مهندس سد النهضة سيمجناو بيكلي ، مثلما انتهت التحقيقات في محاولة اغتيال رئيس الوزراء ابي احمد . لم يربط احد بين توقيت محاولة اغتيال رئيس الوزراء ابي احمد المسلم من عرقية أورومو 23 يونيو 2018 ، واغتيال مهندس السد الاثيوبي "سد النهضة" ، سيمجناو بيكلي في 26 يونيو 2018، المسيحي من العرقية الامهرية والذي تم العثور عليه مقتولا بالرصاص داخل سيارته، ثلاثة ايام تفصل بين الحادثين تؤكد بما لايدعوا مجالا للشك في الربط بين الحاديثين ؟!! ".
وبيكلي كان شخصية ذات شعبية كبيرة وأصبح مرادفاً لمشروع السد الطموح للأمة، وهو مصدر للفخر الوطني بالنسبة وتجمع عشرات الآلاف من الإثيوبيين في جنازة بيكلي في ساحة ميسكيل - وهو المكان نفسه الذي عُثر فيه على جثته قبل بعد اغتيالة ، كما تجمع في أنحاء العاصمة، متظاهرون دعوا إلى إجراء تحقيق سليم للوقوف على أسباب مقتل بيكلي. كما تجدر الاشارة الي أن هناك دلالة اخري لمكان دفن المهندس بيكلي حيث تم دفنة في مقابر كنيسة الثالوث المقدس، بجوار الإمبراطور هيلا سيلاسي الأول، ورئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي، وهم من كبار قادة القومية الأمهرية المسيحية الارثوزكسية .. وكانت جنازتة قد اتسمت حينذاك بطابع عرقي ـ ديني ، وشهدت جنازتة حينذاك ، قيام الشرطة الإثيوبية بإطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في أديس ابابا، حيث اجتمع عشرات الآلاف لتشييع جثمان.
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حينذاك، تفاصيل جديدة حول عملية قتل مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي الذي وجد مقتولا داخل سيارته ، وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل المهندس سيمجنيو بيكيلي ميتا تسبب في ردود فعل غاضبة في إثيوبيا سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، وقالت الشرطة الإثيوبية إنها وجدت مسدسًا بجوار جثة بيكيلي داخل سيارته من طراز تويوتا لاند كروزر، وسط تكهنات حول مقتله بسبب طبيعة عمله، وذكرت الصحيفة أن بيكيلي كان في العاصمة أديس أبابا قبل ساعات قليلة من مقتله ، ولفتت النظر نيويورك تايمز من ان المؤتمر الصحفي كان سيشرح فية قلقة من التأجيل غير المسبب لاستكمال السد ، وكان سيمجناو بيكلي تحدث في مايو الماضي أمام الجميع مبدياً تفاؤله بمسار سد النهضة، موضحًا أن ثلث المشروع هو المتبقي فقط.
يشار إلى أن بيكيليله الفضل في بناء سدود كهرومائية في إثيوبيا، ويدير سد النهضة الذي يعد أكبر مشروع إثيوبي، وترى الدولة الأفريقية أنه ضروري للتنمية، حيث لا يحصل 60 مليون مواطن بها على الكهرباء. وجاء اغتيال بيكيلي ليصبح العملية الدموية الثانية التي يتم تنفيذها في ميدان ميسكيل بأديس أبابا خلال شهر، وذلك بعد مقتل شخص خلال استهداف موكب لرئيس الوزراء آبي أحمد، كل ذلك يشير الي ان هناك انقسام في الاورومو بين الاقلية المسلمة والاقلية الامهرية ، وما تصريحات ابي احمد الاخيرة الا ان تكون دعوة داخلية لجمع ولاء اقلية قبلية دينية ضد اقلية اخري مستخدما عملية بناء السد تكئة في ذلك ، ولا يفوتني ذهاب ابي الي اسرائيل (بدلا من مصر طلبا للامن اكثر من السد).