كتب – نعيم يوسف
من الأباء المؤسسين
قال الكاتب والناقد إيهاب الملاح، إن أعمال الرائد الروائي والمسرحي توفيق الحكيم في ذكرى ميلاده، لم تكن منشورة لفترة طويلة رغم أنه يعتبر واحدا من بين أربع شخصيات يعتبروا هم الأباء المؤسسين في الأدب العربي، وهم: توفيق الحكيم، يحي حقي، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، وقد انفرد توفيق الحكيم بينهم بأنه كان "الكاتب النجم"، رغم ما أشيع عنه من أنه كان بخيلا وضد المرأة، ولكن البعض نفى ذلك مثل نجيب محفوظ الذي نفى عنه صفة البخل.
ضربة كاسرة
وأضاف "الملاح"، في لقاء مع برنامج "لدي أقوال أخرى"، الذي أذيع عبر أثير إذاعة "نجوم إف إم"، أن انتحار ابنه "إسماعيل الحكيم" كانت ضربة كاسرة له في نهاية حياته.
أهم خصائصه
وتابع الكاتب والناقد، أنه من أعظم خصائص توفيق الحكيم أنه كاتب متجدد، بمعنى أنه إذا قام الشخص بقراءة عمل من أعمال الحكيم أكثر من مرة فإنه يرى فيها أمور وتأملات لم يلحظها في قراءته الأولى لنفس العمل.
كاتب الشباب الأول
وأشار إلى أن لحكيم كان كاتب الشباب الأول، وكتبه كانت الأكثر مبيعا، وكان يكتب في الرواية والقصة والمسرح، والمقالات، وله إسهامات متعددة في كل مجالات الأدب، وأبرزها رصاصة في القلب، والأيدي الناعمة، وعودة الروح، ونائب في الأرياف، لافتا إلى أنه أعماله الأدبية من أفضل الأعمال التي يمكن أن يتم تمثيلها على المسرح.
نشأة صارمة
وأوضح أن "الحكيم"، نشأ في أسرة مصرية تقليدية ووالده كان قاضي، وولد في عام 1898، وكانت والدته سيدة مصرية قوية، ونشأ نشأة صارمة، وكانوا يرغبون منه أن يدرس في كلية الحقوق، ولكنه كان متمردا على هذه التنشأة، وعندما سافر إلى باريس لدراسة القانون، أهمل الدراسة وأصبح مثل النحلة التي تنتقل من زهرة إلى أخرى، وعاش مركزا على الفن والأدب والثقافة، وتحرر من كل قيد يمنعه من ذلك، وقام بتسجيل سيرته في كتابين وهما "زهرة العمر"، والكتاب الثاني وهو "سجن العمر"، وهو الأخطر حيث أنه يعتبر من أهم كتب السير الذاتية التي تمت في ذلك الوقت.
في كل أدب بصمة
وأوضح أن كل نوع أدبي يمكن القول أن هناك عمل لتوفيق الحكيم يعتبر تأريخ للعمل الأدبي، مثل "أهل الكهف"، ونستطيع القول بأن العمل المسرحي قبل "أهل الكهف" شيء، وبعدها شيء آخر، لافتا إلى أنه رغم تمثيلها لم يتم تسجيلها، لافتا إلى أنه قبل هذه المسرحية كانوا يقومون بترجمة وتمصير الروايات المسرحية الأجنبية، ولكن "الحكيم" أثبت إمكانية استخدام اللغة العربية في التأليف المسرحي، كما أنه يمكن استلهام الموروث الديني واللغة العربية الفصحى بمعالجة خاصة في مناقشة قضايا عصرية مناسبة لوقتها، وقدم للمسرحية وقتها الشيخ مصطفى عبد الرازق، شيخ الأزهر، لافتا إلى أنه قدم هو الموروث الديني الإسلامي والمسيحي واليهودي.
سجن العمر
وشدد على أنه في كتاب "سجن العمر"، تحدث عن سيرته الذاتية منذ الميلاد وحتى الرحيل، واعتبر أن حياته عبارة عن "سجن" حيث يكون الإنسان أسير لطباعه وهو كان يعتقد أن كل إنسان هو نتاج للتنشأة التي تلقاها في صغره.