يتصور البعض أن المصريين يحملون جينات مختلفة تجعلهم أكثر تحضرا بالنسبة لعلاقة الرجل بالمرأة

و يقدمون لنا صورا لموديلات خواجات يلبسن ملابس المصريات القديمات .. و يضعن ميك آب يجعل من هن (قمرات ) .. أو ينشرون صورا لفتايات في الصعيد بالشورت و هن يلعبن باسكيت بول .. أو تنس .. و أخرى لسيدات يسرن علي كورنيش الأسكندرية أو أروقة الجامعات أو يلتففن حول عبد الناصر أو لطاقم التمريض في المستشفي الإيطالي متناسقات نظيفات .. مبتسمات . و كلهن حاسرات الرأس و جميلات

نعم .. كل هذا كان صحيحا .. نصف مجمع الأرباب المصرى القديم كان ربات .. و منهن (نترات)مؤثرات .. مثل إيزيس و ماعت .. و نفتيس .. وتفنوت .. لقد ملكت علي مصر ما لا يقل عن عشر سيدات خلال عصور مختلفة .. و لكن كل هذا ضاع مع الوباء .. فعندما تتكلم عن الشموخ فإنك تركز علي بقعه زمنية دامت لفترة محدودة من تاريخ كميت .. منذ أن وحد مينا القطرين حتي إحتل قمبيز البلاد عام 525 ق. م

لا أريد أن أصدمك بأن المصرى عموما .. و المصريات خصوصا .. تخلفواخلال 2000 سنة إحتلال إلي درجة لا يمكن تصورها .. الجهل .. بجوار المرض .. و الفقر .. و الأوبئة .. و تلاعب النهر بين الفيضان المدمر و الإنخفاض الذى يؤدى للقحط .. ثم عسكر و جباة المستعمر .. و ضمور الصناعات .. و أصبح المصرى بدائيا لا يهتم بفن أو علم أو دين و لم يبق له إلا تراث يتناقلة شفاهة أبا عن جد .. لا يجدد فية .. بحيث تقولب السيدة إبنتها لتخرجها شبيهه بها و بأمها و جدتها دون أى تطوير .

الأمثال الشعبية و الأغنيات و إسلوب الطبخ و.. علاج الأمراض .. فضلا عن الملابس و الزينة .. كلها ثقافة .. شفهية تم تناقلها .. و تعديلها .. حتي أصبحت إسلوب حياة لقوم .. مطحونين قد يكون مستمر حتي اليوم في بعض قرى الصعيد و في المناطق النائية مثل سيناء و البحر الأحمر و أماكن بالدلتا.

فالمصرية مع الإستعمار الذى طال لقرون ..تحولت تدريجيا من سيدة حرة و ملكة ..لقن و جارية .. و إنكمش دورها .. و لم تعد تغادر مكانها .. تهتم بأن تشقي من الفجر حتي العشاء كي توفر سبل الحياة لزوجها .. و أطفالها و الحيوانات التي يربونها .. و لم تعد تلك الغندورة .. الجميلة الراقصة ..المضيفة .. المحبة للحياة ... التي نرى صورها علي جدران المعابد و في أوبرا عايدة أو فيلم كليوباترا .

في زمن الإحتلال الإغريقي ثم الروماني .. زاد الأمر سوءا .. لقد فقدت مصر لغتها .. و دينها .. وتحضرها بحيث عندما جاء الإحتلال العربي .. كانت المصرية كائنا خائفا مذعورا .. لا يمت بأى صلة لبنات حتحور و ماعت ..إيزيس .(هذا حق .. هذا واقع .. ) فما إمتلكة المصرى إسلوب حياة شفاهي مبني علي الخضوع و الإستسلام للطغاة .. و قهرهم .

في زمن المماليك إختلطت أجناس عن طريق إستيراد العبيد.. فتدهور الأمر حتي أن نابليون عندما كتب عن مصر في نهاية القرن الثامن عشر قال
((إن القاهرة التي يسكنها أكثر من 300000 شخص تضم أقبح ما تضم مدينة من الغوغاء )) ..

(( أكثر الناس تعددا في الالوان من النوبيين السود إلي الجراكسة ناصعي البياض ))....

(( شوارع ضيقة غير مرصوفة بيوتا مظلمة متداعية ،أبنية عامة تبدو كالسجون و حوانيت أشبه بمرابط الخيل و جو عبق بعطر التراب و القمامة و عميانا و عورا و أشخاصا يرتدون أسمالا و نساء قليلات منكرات الصورة مقززات يخفين وجوههن العجفاء وراء خرق نتنة ..و يبدين صدورهن المتهدلة من أرديتهن الممزقة ... )) .

من يمتلك كتاب وصف مصر سيرى رسومات لموديلات من النساء اللائي كن يعشن أقرب للسائمة .. بسبب إستعمار دام 1850 سنة

المصرية التي عاصرها نابليون في نهاية القرن الثامن عشر .. كانت تنقسم لطبقتين .. ولا يوجد بينهما وسط....قلة من زوجات المماليك و المحتلين العثمانيين و كبار التجار يعشن في حرملك واسع.. (غراء فرعاء مصقول عوارضها .. تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل ).. و أغلبية من الجوارى .. و الفلاحات المنكوبات بالجهل و التخلف و سوء الحياة .

المصرية في كل الأحوال( في الطبقة العليا أو الأدني ) كانت مكسورة الجناح.. شقيانة .. مهزومة .. مواطن ذو درجتة متدنية عن الرجال ..و عندما كانت تتمرد علي حالها تتحول إلي ما يطلقون علية اليوم ( شمال ) ..عالمة أو راقصة أو من اللائي يقدمن المتعة للأغراب لقاء عائد مادى .. و هو أمر كان ساريا .. طول فترة حكم المماليك و العثمانيين بل كانوا يحصلون منهن ضرائب .. و مكوس .

المصرية الشامخة .. المعتزة الأنيقة الجميلة .. كانت في بداية القرن التاسع عشر ذكرى ..قد إنقرضت منذ زمن طويل .. و بقي هؤلاء المنكسرات .. المرهقات بالعمل الخائفات من العبودية .. و البيع في سوق النخاسة .

و هكذا عاشت المرأة المصرية.. فإذا ما تزوج عليها رجلها مثني و ثلاث و رباع .. فهو أمر طبيعي يكفي أنه لن يلق بها للشارع مع أطفالها ..أو يضربها و يؤدبها ..

و إذا ما ملأ البيت بملك اليمين.. فلا إعتراض .. الرجل لا يخطيء .. حتي لو كان من أفقر فقراء الكفر .

والسيدة لا تصيب حتي لو كانت شجر الدر إنها ناقصة العقل و الدين .. و جاهلة لا تعرف حتي قراءة القرآن .. و منكسرة بقلة الحيلة .. و عدم الإختلاط .. و لا تعرف إلا ما يريدونها أن تعرفة .

المصرية حتي نهاية القرن الثامن عشر .. لم تكن أبدا حفيدة حتشبسوت و كليوباترا .. بقدر ما كانت جارية منسحقة أو خادمة للمستعمرين أو فلاحة شقيانة .. منكسرة . لا صلة لها بالقرون الأولي لمجد كميت ( مصر )

و لكن هل حدث تغير مع محمد علي .. و أسرته (( هذا حديثنا باكر )) .