الأقباط متحدون - دعونا نحتفل في صمت
أخر تحديث ٠١:٥٩ | السبت ٢١ يناير ٢٠١٢ | ١٢ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٤٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

دعونا نحتفل في صمت

بقلم: سحر غريب
نعم سنحتفل. ولكنه احتفال أقرب منه للتأبين والسنويات الحزينة منه إلى الاحتفال. فبعد مرور سنة على ثورة لم ينجح منها إلا الثورة المضادة، علينا جديًا أن نقف دقيقة حداد على شعب اتسكع على قفاه، وبالهناء والشفاء.. سنحتفل لأن ثورتنا سُرقت منا مرتين، مرة تحت لواء المجلس العسكري الذي سلَّمها بدوره للمتأسلمين على طبق من ذهب ليكملوا لنا مسلسل الجريمة الكاملة ويتعلم العالم منهم كيفية سرقة الثورات باسم الاستقرار ثم باسم الدين.. أسلوب مصري وقح سيتعلمه العالم على يدينا لنعيد لـ"مصر" أمجادها الغابرة ليس في البناء والتعمير ولكن في السرقة والعناد وخيبة الأمل والإحباط والبلطجة.. سنحتفل لأن الأوضاع تأزمت، والبلد أصبحت خراب، وأزماتنا أصبحت مفبركة كوسيلة للإلهاء والتكتيف.


سأحتفل معكم لأن عدوى نظافة "البرادعي" لم تصبنا والحمد لله، بل بقينا كما نحن مالناش في الطيب نصيب، بل أننا لا نتورَّع على أن نهلل للقاذورات التي تطفو على السطح ونعطي للقطط المسعورة مفاتيح الكرار.
 

هلِّلوا معي كثيرًا؛ لأن أموال شعب "مصر" المنهوبة لم ولن تعود، وسيخرج منها المخلوع كما الشعرة من العجينة، بل أنه سيأخذ هو منا التعويض الكبير عن قتله للثوار، والدليل حملات المجلس العسكري التشهيرية ضد الثوار واتهامه لهم دون أدلة بالعمالة والبلطجة!!. نعم، الثوار متَّهمون: فكل تهمتهم أنهم وقفوا أمام "مبارك" وقالوا له كفاية بقى استوينا.. سنحتفل لأن أهالي شهداء الثورة يُهانون كل يوم ولم يحصلوا بعد على عدالتهم التي يستحقها أبنائهم.. سأحتفل وحدي مع أنبوبة البوتاجاز ذات الثلاثين جنيهًا التي تجلس وحيدة في مطبخي تتعالى على جيب المواطن الفقير الذي جعله الفشل السياسي والاقتصادي الذين اُبتلينا بهما يكره الثورة وسيرة الثورة، وهو المطلوب إثباته، وتم إثباته بنجاح ساحق بفضل جهود المجلس العسكري.
 

لقد أثبت المجلس العسكري بما لا يدع لنا أي مجال للشك أنه جاء ليحمي "مبارك" لا ليحمي الثورة.. جاء ليركبها لا ليقودها إلى بر الأمان.. أرجو ألا يكون قد نسي دعاء ركوب الثورات حتى لا يسقط سقطة شنيعة تتكسَّر بها رقبته.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter