حمدي رزق
احترت واحتار دليلى، نفر من إخوتنا يستهدفون البابا تواضروس'> البابا تواضروس الثانى استهدافًا مستدامًا، وهذا حديث يتَتَرَّى فيسبوكيًا على حوائط ملطخة بسباب البابا، والسبب زيارته للبرلمان الأوروبى ولقاءاته مع عدد من الشخصيات العامة، وفى مقدمتهم رئيس البرلمان الأوروبى «ديفيد ساسولى».
البابا- فخورًا بمصريته- جاوب بمسؤولية وطنية خالصة عن الأسئلة المثارة أوروبيًا حول أوضاع الأقباط فى مصر، وصحَّح المفاهيم المغلوطة، وقال قولًا سديدًا: «فيه مشكلات بتحصل، بس المشكلات دى بنحاول نحلها فى إطار الأسرة الواحدة، وإحنا بلد كبيرة 100 مليون مواطن، ومن المتوقع أن تحدث مشكلات كأى دولة فى العالم، والمهم كيف نعالج المشكلات ونتقدم خطوات للمستقبل».
خلاصته خطاب بابوى ينضح وطنية، الهجمة الشرسة المتجددة من نفر من المسيحيين على قداسة البابا بمناسبة حديثه فى البرلمان الأوروبى جد هجمة ظالمة لا ترعوى لدين، ولا لتعاليم، وكأن البابا تنقصه إساءات نفر من المسيحيين وهو يعانى ويلات الإخوان والسلفيين والتابعين.
عجبًا أن يتفرغ نفر من المسيحيين للتهجم على البابا، والرجل يلملم الأشلاء، ويمسح الأحزان، ويربت على الرؤوس، البابا فى التحليل الأخير رجل دين، يصلى بالناس، يمسك صليبًا، وادع مسالم يمشى بين الناس بالمحبة ويطلبها للوطن، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.
ما المطلوب بالضبط، هل يقول فى وطنه ما يقوله الإخوان فى منافيهم البعيدة، هل يدس الملح فى الجرح المصرى، هل يبيع شعبه ووطنه خارج الحدود، متى كان لسان البابا معوجًا، ومتى كان خطاب البابا ملتبسًا؟ البابا يتكلم بلسان مصرى مبين.
لن يرضى عنه الغاضبون إلا إذا اتَّبع طريقهم، الذى ينتهى إلى ما يخشاه البابا على شعبه، البابا ليس بمعزل عن الناس، ولا يعيش فى الوطن فحسب بل يعيش الوطن فيه، وتعلم على آبائه معنى حب الوطن، والفداء والتضحية، البابا لا يمارس السياسة بمفهوم الكيد والخديعة، البابا يقف على ثغر من ثغور الوطن منافحًا ومدافعًا، الكنيسة ثغر من ثغور الوطن وعمود من أعمدته الراسخة فى أرضه الطيبة.
البابا تواضروس لم يفرط فى شىء، بل يحافظ على سلام كنيسته فى وطنه، الغاضبون يطلبون من البابا ما لا يستبطنه، يستبطن حبًا لوطنه، وحبًا لشعبه فى وطنه، ويوازن ويوائم ويطبطب ويربت ويمسح الأحزان، ويصلى بالشعب ويدعو لسلامة الوطن، لا يملك مثقالًا مما يتبضعه السياسيون، وما يملكه هو ذخر رجل دين، صلاة وتسبيحة، واتباع تعاليم المسيح فى «عظة الجبل».
هل انحرف البابا تواضروس'> البابا تواضروس عن بوصلة بابا العرب المتنيح، شنودة الثالث، صاحب المقولة الفريدة: «مصر وطن يعيش فينا وليست وطنًا نعيش فيه»، وصاحب المقولة الأهم فى مواجهة الأمريكان والمتأمركين: «إذا كانت أمريكا ستحمى الكنائس فى مصر.. فلْيَمُت الأقباط وتحيا مصر»؟.. رفقًا ببابا المصريين، فالرجل يمشى على الصراط الوطنى المستقيم.
نقلا عن المصرى اليوم