سعيد شعيب يكتب
انزعجت لأن السيدة ربيعة خضر مديرة مجلس مسلمي بيل، تتحدث باسمي في صحيفة ناشيونال بوست الكندية ، فتقول ان احدى مرشحات حزب المحافظين للإنتخابات الفيدرالية القادمة “تستخف بالمسلمين” لأنها انتقدت الحجاب والإسلاميين. مع كامل الإحترام لها، انا مسلم ولا اوافق على أن تتحدث هي أو غيرها باسمي.
انا وغيري من المسلمين لمننتخبها.
وانا مسلم واؤمن أن من حق كل البشر أن ينتقدوا الإسلام، مثلما من حقي ان انتقد كل الأديان، فالإسلام لا يجب ان يكون له افضلية عن المسيحية، وهي ديانة اغلبية الشعب الكندي، ولا عن باقي الأديان.
كما انني لا اوافق على أن يكون للمسلمين وضع متميز عن باقي الكنديين. لقد اخترت الحياة في كندا، لأنها بلد المساواة بين كل المواطنين ولأنها بلد الحرية، حيث يمكن لزوجتي غير المحجبة أن تسير في الشارع دون ان تتعرض للتمييز العنيف، كما كان يحدث لها في بلدي الأصلي مصر.
فأنا واسرتي لا نؤمن بأن الحجاب من الإسلام، ولا اؤمن بضرب المرأة ولا قتل الذي يخرج من الإسلام ولا فرض ديني بالقوة على احد … الخ.هذا ينقلنا الى النقطة الثانية وهي أنه لا احد في كندا ولا في الدنيا يملك الحديث باسم الإسلام، فالله لم يعطي توكيلات لأحد، حتى يقول هذا مسيئ للإسلام أم لا. يمكن القبول بأن يقول أي مسلم، أنه يعتقد ان هذا مسيئ للإسلام أو للمسلمين، لكن لا يحق له ان يقول “هذا مسيئ للإسلام” أو “للمسلمين”.
ثم أن الإسلام وغيره من الأديان في النهاية افكار يحق لأي انسان أن ينتقدها كما يشاء ومن حقه حتى أن يكرهها.
فالأديان، كل الأديان لا تنطق ولا تتحدث عن نفسها، نحن نقرأها أو نؤمن بها بناء على فهمنا لها، فعندما انتقد أي دين، فنحن ننتقد فهم بعض الناس له.وعندما انتقد المسيحية فانا لا اكره المسيحيين وعندما انتقد البوذية فانا لا اكره البوذيين، فالأفكار والأديان والفلسفات لا يملكها احد.
المحظور الوحيد هو التحريض على العنف والكراهية، كأن يطالب احد مثلاً بضربهم أو قتلهم أو حرمانهم من وظائف في الدولة الكندية أو تهجير بعضهم من مدنهم وقراهم أو منهم من الصلاة وبناء المساجد … الخ.بالتأكيد من حق أي انسان انتقاد الإسلاميين ، فهم لا يمثلون الإسلام أو المسلمين ، بل يمثلون أنفسهم فقط. قالت مديرة المجلس الوطني للمسلمين الكنديين نادية حسن انها تدافع عن حقوق المثليين، بل وتطالب بازاحة مرشحة حزب المحافظين من الإنتخابات الفيدرالية القادمة لأنها كما تدعي طالبت بعلاج للمثليين ( وهذا غير صحيح)، لابد أن نتشكك في صدق ما قالته مع كامل الإحترام لها.
ولابد ان نسألها هي والمسئولين في منظمتها ما هو موقفكم من الآيات القرآنية التي تتحدث عن قوم لوط (المثلين) مثل:( وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ .
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) الأعراف/80- 84 .والحديث المنسوب إلى سيدنا النبي ، الذي يقول: ( مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وعندما ترد السيدة نادية حسن ومنظمتها يمكننا أن نعرف ما إذا كانوا صادقين في الدفاع عن المثليين؟بالتأكيد انتقاد الإسلاميين حق، وأنا مع الرأي الذي يقول انهم يجلبون الخراب حيثما وجدوا. فهم اصحاب مشروع سياسي ( دولة الإسلام ثم الخلافة الإسلامية).
لقد نجحوا للأسف في ان يخيفوا الكنديين ويبتزوهم حتى لا يتم انتقاد ايديولوجيتهم التي تستند الى وجهة نظرهم في الإسلام.انهم يدمرون الحرية، يريدونها لهم وحدهم وليس لكل الكنديين. يستخدمون خرافة اخترعوها اسمها “الإسلاموفوبيا” حتى يدمروا الحرية في كندا.
انا اعيش في كندا منذ سنوات ولم اتعرض لأي تمييز لأنني مسلم، بل احظى بحرية غير موجودة في بلدى الأصلي ولا في أي بلد “اسلامي”.مصطلح “الإسلاموفوبيا” يعني ان من يخاف من الإرهاب الإسلامي أو من الإسلاميين الذين يسعون الى تغيير طبيعة كندا، بأنهم مرضى يحتاجون الى علاج! الإسلاميون لا يردون على نقد وجهة نظرهم في الإسلام بالرأي، ولكن بممارسة الإبتزاز، بل ويطاردون من ينتقد، بهدف نفيه من الحياة العامة. وفي احيان اخرى تهديده بالطرد من عمله، مثل المدرسة التي مارست حقها الطبيعي في انتقاد الإرهاب الإسلامي في تورنتو.
فضحايا الإرهاب الإسلامي والضحايا المحتملون الخائفون، متهمون ومدانون، القتيل هو المجرم وليس القاتل.كالأمر يبدو للأسف كالتالي:– لو سمحت من فضلك، هناك بعض افراد من عائلتك قتلوا ويهددون بقتل المزيد من الناس .. هل ممكن من فضلك ان توقفهم؟– هؤلاء لا ينتمون الى العائلة؟– لكنهم يخرجون من بيتكم.– قلت هؤلاء ليسوا من العائلة.– لكنهم يحملون لقب العائلة ويستندون الى افكارها.– ألا تفهم، هؤلاء ليسوا من العائلة، انت تقول اكاذيب، انت تكره العائلة، انت لديك فوبيا العائلة .
– لديك اخرون في العائلة يريدون فرض ايديولوجيتهم الدينية السياسية علينا، يريدون تغيير نمط حياتنا.– هذا ليس ديننا، انت تكره العائلة، انت تكره ديننا، انت تحرض ضد العائلة، انت عندك اسلاموفوبيا.هذا ما يفعله الإسلاميون في كندا. ادعوهم بدلاً من مطاردة الخائفين والضحايا المحتملين ان يبحثوا عن حلول للأساس الديني والتاريخي للإرهاب، ومنه على سبيل المثال:* يتم لعن المسيحيين واليهود 17 مرة في الصلوات الخمس يومياً، في سورة الفاتحة. تقول الآية: ( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (الفاتحة – 7). طبقاً للتفسير المنتشر، ف”المغضوب عليهم” هم اليهود و”الضالين” هم النصارى أي المسيحيين ( موقع اسلام ويب ).كا يقولون في صلواتهم آيات مثل:-لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ – المائدة : 17– أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً – النساء 151-قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ التوبة – 29– فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ – البقرة 89– لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِين آل عمران– وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ – آل عمران131ومن الأحاديث المنسوبة الي سيدنا النبي:-أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم بحق الإسلام وحسابهم على الله؟ متفق عليه– أخرجوا المشركين من جزيرة العرب رواه البخاري ومسلم.– من بدل دينه فاقتلوه.كما اتمنى ان يقولوا لنا رأيهم في:* علي سبيل المثال مذكو في السيرة المنسوبة لسيدنا النبي أنه بقتل أسرى قبيلة بني قريزة من الرجال ، وأخذ النساء والأطفال عبيدًا والإستيلاء على اموالهم وممتلكاتهم. .* الإمبراطورية الإستعمارية “الإسلامية” التي اجتاحت العالم بالسلاح ويحلم الإرهابيون المسلحون وغير المسلحون باستعادتها.الرد على ما سبق واجب الإسلاميين وواجب كل مسلم، فكل من لا يشارك في محاربة الكراهية والعنف والإرهاب اظن أنه شريك فيه ومسئول عن الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون ضد الإنسانية.