في الحلقة الثانية من تحليل رصيد إنجازات لجنة تقنين أوضاع الكنائس والمباني الخدمية التابعة لها, أشرت الأسبوع الماضي إلي أن هناك حالات ليست قليلة شملتها قرارات اللجنة يقع عليها عبء استكمال مستندات أو استيفاء اشتراطات قبل تقنين أوضاعها نهائيا, وأن تلك الحالات يتوجب متابعتها للتحقق من وفائها للمطلوب منها وبالتالي عبورها مسار إجراءات تقنين الأوضاع وانضمامها إلي الحالات التي تم تقنين أوضاعها, أو وجود عراقيل حالت دون ذلك… وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلي أن إجمالي عدد الحالات التي تم تقنين أوضاعها نهائيا طبقا للجدول التفصيلي المنشور في هذا المكان الأسبوع الماضي وشملتها القرارات التسعة الصادرة عن رئيس الوزراء في العامين المنصرمين من عمر عمل لجنة تقنين الأوضاع هو 796 حالة من أصل 1109 حالات قامت اللجنة بدراستها, أي أن هناك 313 حالة موزعة علي المراتب المختلفة من دواعي استكمال الأوراق والاشتراطات… أي أن 72% من الحالات المنظورة نجحت بينما 28% منها لها ملحق أو دور ثان!!
كما أشرت الأسبوع الماضي إلي أنه في ظل التشريع الأخير المتمثل في قانون بناء وترميم الكنائس الصادر في 2016/9/28 باتت الحقوق الدستورية مكفولة في حرية إقامة دور العبادة شريطة اتباع مسارات الإجراءات واستيفاء الاشتراطات التي نص عليها القانون… إذا لم يعد هناك مبرر لعودة ظهور كنائس زمن الأزمة أي الكنائس التي يتم بناؤها دون أوراق رسمية أو تراخيص, فالمناخ المريض الذي سبق ذلك القانون والذي غلبته ممارسات الرفض والتسويف والمماطلة من جانب السلطات المحلية والأمنية إزاء إجازة طلبات بناء الكنائس ولي بغير رجعة وبالتالي يتوجب علي الشعب القبطي في أي محافظة أو مدينة أو مركز أو قرية يرغب في بناء كنيسة جديدة أو تدعيم أو توسعة أو هدم وإعادة بناء كنيسة قائمة مرخصة أن يتقدم بالأوراق إلي السلطات المختصة ويتبع الإجراءات التي ينص عليها القانون وينتظر صدور الموافقات والتراخيص اللازمة في مواعيدها المحددة… وإذا تأخرت تلك الموافقات والتراخيص عن المواعيد المحددة يمكن سلوك مسارات الاعتراض والاحتجاج والشكوي التي تشمل أيضا اختصام السلطات أمام القانون… فلا استهانة بأوراق سلكت في النور ولا ضياع لحق وراؤه مطالب.
ولمن يتساءل عن أسباب تأكيدي علي هذا الواقع الجديد أقول: لاتزال حتي اليوم ترد لي التماسات من ممثلين عن كنائس جديدة تطلب العون في أعباء الإنشاءات والتجهيزات باعتبارها كنائس تفتقر إلي الموارد وتخدم شرائح من الأقباط غير المتيسرين -وذلك أمر محمود ويدعو للتكاتف والتضامن علي كافة الأصعدة- لكن عندما أتبين من فحص بعض الحالات أنها تفتقر إلي الأوراق وتتجاوز اتباع المسار القانوني وكأننا مازلنا في زمن الأزمة أجدني مدفوعا لمراجعة ممثليها وحثهم علي المضي قدما في استيفاء متطلبات القانون والحصول علي التقنين والشرعية التي تحق لهم… وأقول: من يلتزم بذلك ويؤدي ما عليه تجاه القانون والدولة ثم يجد أي تعثر أو تأخير أو تسويف غير مبررين في مسار الأوراق عليه أن يتقدم بشكواه رسميا ويوافيني بصورة منها للمعاونة في فك أسرها… فإذا كنا نطالب بحقوق المواطنة علينا أن نؤدي واجبات المواطنة.