حمدي رزق
روى الإخوانجى الفلوطة، صبحى صالح، ما تيسر من يوميات العبور، قال لا فض فوه: «يوم ٦ أكتوبر الظهر، الساعة اتنين وخمسة، كنت باتغدى أنا وصاحبى، وقبل أول لقمة، سمعنا البيان، عبرت قواتنا المسلحة القنال، مصدقتش حتى سمعت الخبر فى مونت كارلو...»!!!.
لا نحتاج البتة إلى أن نكمل القصة التى تشيع على «يوتيوب»، ويتندر بها «الفيسبوكيون» فى موعد معلوم كل عام، نسى الأخ المجاهد صبحى صالح، كرم الله وجهه، وحشره فى زمرة الفلاليط «جمع فلوطة»، أن يوم ٦ أكتوبر الساعة اتنين الظهر كان يوافق العاشر من رمضان الساعة اتنين الظهر، ومفروض أن الأستاذ صبحى كان «صايم» مثل بقية المسلمين، أو على الأقل، زى الإخوان الفلاليط، وكان قد جاوز الحلم وبلغ مبلغ الرجال ووجب عليه الصيام تكليفاً، كان فى عام 1972 فى أولى جامعة!
ما علينا، المهم أن هذا الشهر الفضيل صيام صيام، وقيام قيام، يعنى لا فطار ولا غدا، ولا صاحبى ولا صاحبك، صاحبى وصاحبك على القهوة مش على شط القنال، إذا أردت أن تكون كذوبًا فكن ذكورًا، شوف يا أخ صبحى، ويعلم الله أننى أحبك لأسباب ليست لها علاقة بغرامى بفيلم «إسماعيل ياسين فى الأسطول»، فقط لأنك مثل بقية الظرفاء الكذابين، تكذب وتحلف كذبا وتصدق نفسك، يعنى إنت راجل فلوطة، فهلاو، وفى الأخير كذاب.
كدب مساوى ولا صدق منعكش، لكن كذب بواح ومنعكش، لم تجد سوى حرب أكتوبر تنخع فيها، حبكت يوم العبور، حبكت كنت بتتغدى، وفى نهار رمضان، وسعت منك قوى يا حضرة الصول، ومثلها ما قيل إن المرحوم مرسى العياط كان قائد النصر العظيم فى إعلانات منشورة، والله زى ما بقولك كده!!!
يا صبحى إنت مالك وإخوانك بحرب أكتوبر، حكاية كنت باتغدى أنا وصاحبى صعبة البلع والهضم، أعتقد أن لديك مشكلة فى التوفيق بين التواريخ الميلادية والهجرية، يسمونها فى علم الكلام عدم التطابق، تبقى بتفكر فى شبرا وإنت راكب مترو حلوان، على طريقة اللمبى.
السؤال: كيف ضبط صبحى صالح موعد غدائه على توقيت الضربة الجوية، وهنا الخبراء الاستراتيجيون يحارون بين تفسيرين: الأول أن غداء صبحى صالح وصديقه الساعة اتنين وخمسة كان ضمن خطة الخداع الاستراتيجى، والرئيس السادات، الله يرحمه، قال لكبار القادة فى غرفة العمليات، خلوا الصول صبحى يتغدى، فلما جواسيس العدو الإسرائيلى تبص من خرم الباب تلاقى الصول صبحى بيتغدى، يعنى فاطر فى نهار رمضان، يعنى مفيش حرب.
التفسير الثانى أن فطار الأخ صبحى كان اتباعاً لفتوى إباحة الإفطار فى نهار العاشر من رمضان ليقوى الرجال على الحرب، رمال وصحراء ونيران ودبابات وطيارات وكابوريا وجمبرى، كلها مشقات تبيح الإفطار، الإفطار فى نهار رمضان جهاداً من المثوبات الإخوانية.
(بتصرف منشور فى يوليو 2012 وينشر كل عام)
نقلا عن المصرى اليوم