طارق الشناوي
لم يتراجع عن إعلان حبه للرئيس الأسبق حسنى مبارك، شاهدنا كيف أن القسط الوافر من النجوم تنكروا له، طلعت ظل على رأيه، مؤكدا أنه سيعتزل الفن، وسيقف على عربة كبدة، خطؤه التاريخى أنه استخدم أسلحة غير مشروعة، لتعزيز موقفه الرافض لثورة 25 يناير، إلا أن هذا لا ينفى حقه علينا في تأكيد مكانته باعتباره أحد أهم عناوين الضحك في الألفية الثالثة.
كان مؤهلا ليصبح نجما للشباك، وراهنوا عليه بعد مشاركته في بطولة فيلم (حاحا وتفاحة) 2005، وجاءت الخطوة الثانية في (طباخ الرئيس) 2008.
كان من المفترض أن نجد طلعت زكريا الآن بصدد تقديم فيلم «حاتى الرئيس»، الذي يعتبر بمثابة الجزء الثالث لسلسلة (طلعت والرئيس)، بعد (طباخ الرئيس)، كان بصدد- ومبارك في الحكم- تقديم الجزء الثانى (حارس الرئيس)، مبارك شاهد (طباخ الرئيس)، مثلما سبق له مشاهدة (زواج بقرار جمهورى)، أضعهما في قائمة سينما نفاق الرئيس، ينتقد الشريط السينمائى بضراوة الحاشية، ويؤكد أن الرئيس لو كان يعلم لأصدر أوامره المباشرة برفع الظلم عن كاهل المواطنين.
أتصور أن الرئيس الأسبق كان يضحك وهو يشاهد (طباخ الرئيس)، الذي كان بمثابة القفزة التي ترقبها طلعت لكى يصعد لدائرة كبار نجوم الكوميديا، ولهذا وقع اختياره في البداية على عادل إمام، لأداء دور الرئيس، عادل بعد عدة لقاءات اعتذر، ثم جاء ترشيح محمود عبدالعزيز وأيضا بعد عدة جلسات اعتذر، الاتفاق كان واضحا وهو أن اسم عادل أو محمود سيسبق طلعت، إلا أن كلاً منهما وجد أن البطل هو الطباخ وليس الرئيس، وهكذا جاء خالد زكى لينقذ الموقف.
مبارك كسر الخط الوهمى بين الممثل والشاشة، وكثيرا ما شاهد الفيلم، ولهذا استدعى في الصباح الباكر، وقبل التنحى بأربعة أشهر فقط، طلعت زكريا إلى القصر، ويومها قرر طلعت أن يُطلعه على الجزء الثانى (حارس الرئيس)، وأعلن بعد اللقاء أن الرئيس تحمس لكل التفاصيل، وأنه يتحدى الرقابة التي لا يمكن أن تعترض بعد موافقة الرئيس، أكثر منذ ذلك قال إنه مكلف من قبل مبارك بوضع خطة لإعادة (عيد الفن)، وهو ما أثار قطعا تحفظ فاروق حسنى، وزير الثقافة، لأن المفروض أن يأتى تبليغ من الرئاسة بعودة عيد الفن، وليس من طلعت زكريا.
مؤسسة الرئاسة، وتحديدا الدائرة القريبة، انزعجت من اللقاء المفاجئ مع طلعت، وجاءت التعليمات النافذة بأن مكان الخبر هو صفحة داخلية وليس الأولى، كما هو معتاد، ولم يمض سوى أسبوع أو عشرة أيام والتقى مبارك عددا من كبار النجوم، حتى لا يبدو الأمر وكأن الرئيس لا يدرك أن هناك نجوما كبارا. بعد ثورة 25 يناير لم يستطع طلعت أن يعايش الواقع، ووضعوه في القائمة السوداء، ولم تحقق أعماله التي لعب بطولتها بداية من (الفيل في المنديل) الإيرادات التي تؤكد مكانته كنجم على الخريطة، انتظر المشاركة في بطولة مسلسل (العراف) أمام عادل إمام، ولكن عادل حذف بعض مشاهده فقال علنا: (لن أعمل معه ثانية)، بينما أغلب النجوم يؤثرون في مثل هذه الحالات الصمت.
وواصل مسيرته رغم تراجع جماهيرته وصحته، من حق الجميع انتقاد طلعت، ولكن لا يحق لأحد اعتبار موته فرصة لتصفية أي حساب سياسى.
نقلا عن المصرى اليوم