سليمان شفيق
الإسلاميون يتقدمون في الانتخابات التشريعية ويراهنون علي قيس سعيد رئاسيا
صوت التونسيون الأحد لاختيار ممثليهم في البرلمان. ورغم تعدد القوائم الانتخابية واختلاف البرامج، يسود شعور في أوساط الشباب بأن هذا الاقتراع لن يغير كثيرا من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة. وما يزيد المشهد السياسي تعقيدا، هو إلقاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي انطلقت حملتها الخميس بضلالها على التشريعيات. فهل ستخرج تونس إلى بر الأمان؟ الامر الذي ادي الي عدم تصويت الشباب والفقراء .
الحديث بينهم يدور غالبا حول أوضاعهم الاجتماعية وعائلاتهم التي بقيت في البيوت ، تنتظر منهم أن يرسلوا لها بعض الأموال من أجل العيش. لكن في الأيام الأخيرة، كما يقول المواطنون كفرنا بالاحزاب والسياسة ، مستقبلنا مبني على المجهول ولم نعد نثق في السياسيين.
وراي المواطنون كما يقول مراسل " فرانس 24" في حوارة مع مواطن يدعي صبري ويعمل حمالا قال :" النظام لم يتغير. لا يوجد أي حزب يحفزك على الذهاب لتنتخب. كلهم يبحثون عن مصالحهم. السياسيون تراهم قبل شهرين أو ثلاثة من الانتخابات وعندما يفوزون ينسون جميع الذين صوتوا لصالحهم ولا يبالون بهم.
مستقبل صبري، كما يقول، "مبني على المجهول لأنني فقدت الثقة في جميع المسؤولين السياسيين. ولا يوجد مسؤول سياسي قادر أن يعيد الأمل إلى قلبي وإلى قلوب التونسيين في اعتقادي". ويتابع "لا أدري إلى أين تذهب حياتي. أنا متأكد أن وضعي الاجتماعي لن يتغير ولن يتحسن في السنوات الخمس المقبلة. سوف أعيش على نفس الطريقة: أنام في الليل وأقضي نهاري في المقاهي. وإذا وجدت عملا سأعمل، وإن لم أجد فسأظل في المقاهي كالعادة. لن يتغير أي شيء في حياتي".
"هل الحرية هي التي توفر لنا الأكل والشرب؟"
وتدخل صديقه ماجد، الذي يعمل فني كهرباء، ليقول إنه لم يصوت هو أيضا الأحد لأنه لا يهتم بالسياسة. "لم أصوت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية ولم أصوت الأحد في التشريعيات. عوض أن أفكر في السياسة، أفضل أن أفكر كيف أجد عملا وأربح لقمة عيشي. الأحزاب السياسية لا تهمني ولا أهمها".
يملك ماجد خبرة طويلة في مجال الكهرباء تجاوزت 11 سنة، لكن رغم ذلك لا يملك عقدا دائما. فلا يزال يعمل بشكل يومي مقابل راتب لا يتجاوز 25 دينار (نحو 8 يورو). ويؤكد "هذا الراتب لا يكفيني. تخيل : سعر "ساندويش" على الأقل 5 دنانير (نحو 1.5 يورو). أضف إلى ذلك تكاليف النقل لأنني أسكن بعيدا عن مقر عملي وتكاليف الإيجار. في نهاية الشهر، لا يبقى لي سوى بضعة دنانير يجب أن أرسلها لعائلتي في سليانة لكي تشتري بعض المواد الاستهلاكية الضرورية".
ويتساءل بغضب شديد "هل هذا هو العيش الكريم التي وعدنا به السياسيون التونسيون والنواب؟ حياتي غير مستقرة. في بعض الأحيان أذهب إلى سليانة، مسقط رأسي، وفي أحيان أخرى أعود إلى العاصمة تونس بحثا عن العمل. كنت أتمنى أن أبقى في بلدتي بالقرب من عائلتي وأمي وأعمل هناك، لكن الشركة الألمانية الوحيدة التي فتحت مصنعا للكابلات رفضت أن تشغلني بالرغم من أنني قابلت أربعة مرات مسؤولي الشركة التي توظف حوالي 4000 شخص. في الحقيقة يجب أن أدفع الرشوة أو أستفيد من دعم شخصية سياسية أو محلية، لكنني لا أملك كل هذا".
"لو فتحوا الحدود لهاجرت الشمسيات البلاد"
وتدخل صبري من جديد فقال "أقسم بالله أن الحرية لا تهمني. ما قيمة الحرية والكلام في الشوارع والمظاهرات عندما لا نستطيع أن نشبع جوعنا؟ على كل حال يمكن أن ننظم مظاهرات كل يوم ونصرخ وننتقد، لكن الوضع لن يتغير. لا زال الشباب ينتحرون ويموتون في البحار ويتناولون حبوب الهلوسة. نحن لا نريد أن نفعل مثلهم. ولا نريد أيضا أن نسرق أو نقتل. نريد فقط أن نجد عملا ونعيش بكرامتنا".
وانتهت الانتخابات التشريعية في وقت يعيش فيه الشارع التونسي جدلا كبيرا بشأن الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 13 أكتوبر ، لا سيما مع استمرار توقيف أحد المرشحين الاثنين وهو نبيل القروي المتهم بغسيل الأموال والتهرب الضريبي
من جهته، يخشى الرئيس التونسي بالنيابة محمد الناصر أن تتعمق الأزمة السياسية في تونس في حال بقي الوضع على حاله، لكنه أكد في كلمة ألقاها مساء الجمعة أن هناك "سعي لوجود حل مشرف لتجاوز هذا الوضع الذي قد يمس من مصداقية الانتخابات.
تري هل نتعلم الدرس ؟