الأقباط متحدون - المُذيع المُعجزة!!
أخر تحديث ١٢:٢٣ | السبت ١٤ يناير ٢٠١٢ | ٥ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

المُذيع المُعجزة!!

بقلم: سحر غريب
يجلس على مصطبته الخصوصي، فقد اشترى قناة ليفتح من خلالها مكلمته الخاصة، فعلى ما يبدو أنه سئم من أن يتحدث مع نفسه أمام المرآة بعد أن شعرت نفسه بالملل منه، فقرَّر أخيرًا أن يتحفنا بآرائه الجهنمية عن السياسة تارة وعن الاقتصاد تارة أخرى وعن أعراض البنات تارة مختلفة.

 

مذيع يتحدى الجميع.. دائمًا يبحث عن مقعد قريب من مقاعد السُلطة لعلها تنفعه.. لا يجد غضاضة في تقبيل الأيادي ليحصل على الرضا السامي.. يقول عن قبلات الأيادي بأنها قبلات من ابن لأبيه.. لا يخجل من توزيعها على الآباء الكبار، بل أنه يراها قبلات ترفع منزلته لا تضرها.. مريض نفساني على درجة صاحب قناة.
 

 

يعطيك معلوماته القيمة عن عدد الحزم في الجرجير!! ففراغه العاطفي جعله يجلس كل يوم خميس ليعد الحزم بنفسه ليتحدى الجميع بمعلوماته القيمة. كما يعطيك بعضًا من خبراته العظيمة في "تظغيط" البط، ويتحدَّث أحيانًا عن جماله وجده التركي ذو العيون البرسيمي.. حتى تشبيهاته زرايبي.. من الزريبة رأسًا إليك.

 

يتفاخر بشهادة الدكتوراة التي حصل عليها.. لا نعلم من أين أو متى أو كيف حصل عليها، ولكن المؤكَّد أنه حصل على شهادة معاملة أطفال، أو شهادة محو أمية، وبالتزوير أيضًا. أما عن المكالمات التليفونية التي يتلقاها أخينا في برنامجه اليومي الذي يطل علينا من خلاله، فهي لأشخاص مُستنسخين منه شخصيًا، يتكلمون عن عائلته الشهيرة في موطنه الأصلي لتتأكد أنهم أقارب مُقرَّبين منه. يرددون كالأسطوانات البلهاء نظرياته العبقرية التي لا مثيل لها، والتي لا يتبعها إلا هذا المذيع والقلة القليلة من مريديه.
 

 

أما مذيعو ومذيعات قناته فهم جميعًا يمتلكون عقولًا تشبه عقول البط الذي يربيه المذيع "الفلتة" في عششه البحري التي يمتلكها، لتتأكَّد أنه يختارهم على الفرازة ثم يوزِّع عليهم ملازم في تعليم الغباء كما ينصح بها الآباء.

 

ومع ذلك، فإنني لا أرى مانعًا من وجود هذه النوعية من المذيعين في بلدنا، فهذا هو المؤشِّر الحقيقي على أن التعليم في "مصر" تعليم "على ما يُفرج".. إن وجود هذا المذيع أمر لابد منه في بلد نسبة الأمية والجهل فيه وصلت إلى مراحل غير مسبوقة في عصر وصل فيه العلم إلى آفاق السحاب. وحتى نصل إلى تعليم جيد، علينا أن نتحمَّل قنوات المُغفلين إلى أن يأتي اليوم الذي نستيقظ فيه من كابوس الجهل الذي نعيشه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter