حالة من الغليان والاستياء الشديد تعيشها محافظة السويس على كافة المستويات سواء بين أسر الشهداء أو أهالي المحافظة الذين أصيبوا بحالة من الإحباط الشديد عقب قرار محكمة جنايات السويس بالإفراج عن رجل الأعمال ابراهيم فرج ونجله واثنين من أفراد الشرطة بكفالة على ذمة قضية قتل المتظاهرين المتهم فيها 17 متهما بينهم 14 من رجال الشرطة .

تظاهر العشرات من أسر الشهداء وأبناء محافظة السويس عقب صلاة الجمعة ومساء أمس الخميس داخل ميدان الأربعين احتجاجا على قرار المحكمة.

وتجمع العشرات من أسر الشهداء ونشطاء السويس داخل ميدان الأربعين مؤكدين أن قرار الافراج عن فرج بكفالة ومن قبله الضباط المتهمين في نفس القضية هو بدابة لسيناريو حصولهم على البراءة مثلما حدث مع ضباط بنى سويف.

و توجه أهالى شهداء ومصابي السويس صوب المنطقة التى يسكن بها ابراهيم فرج رجل الأعمال السويسي المتهم بقتل متظاهري السويس أيام ثورة 25 يناير حيث يسكن فى امتداد الشارع المواجه لقسم شرطة الأربعين الذى شهد الأحداث الدامية يوم 28 يناير وكتبوا بالخط العريض على أحد مخازن السيارات التى يمتلكها (مش هنسيبك مش هنسيبك دم ولادنا لسة فى ايدك) فى رسالة قوية من أهالى الشهداء أنهم لن يتركوا دماء أبنائهم وأخواتهم تذهب هدرا.

ولم يظهر أي تواجد لرجال الأمن سواء الجيش أو الشرطة في محيط المظاهرة ومنطقة ميدان الأربعين فيما تم تشديد الإجراءات الأمنية على مديرية أمن السويس قناة السويس والمنشآت الحيوية.

وقال أهالي السويس أن القرار كان صادما ، وأن الذكرى الأولى للثورة في الخامس والعشرين من يناير ستشهد انطلاق مظاهرات غاضبة داخل المحافظة .

وقالت أسر الشهداء أنه بعد هذا القرار لم يتبقى لهم سوى القصاص وأخذ الثار بأيديهم ، وان النظام الذي كان يحمي ابراهيم فراج في السابق هو الذي يحميه الآن.

ويؤكد أهالي السويس ان القبض على فرج كان مسرحية هزلية متفق عليها ، بينه وبين الشرطة يتم بموجبها الإفراج عنه بعد ذلك.

ولم تنجح تصريحات مديرية أمن السويس بأن فرج لم يطلق سراحه وانه لا زال في محبسه بسجن طره في تهدئة أهالي السويس ، مؤكدين انها محاولة للالتفاف على اسر الشهداء وتهدئتهم وأن فرج سيفرج عنه في النهاية ، وأن هذا السيناريو بكل تفاصيله حدث من قبل مع الضباط المتهمين في القضية والمفرج عنهم منذ اشهر.

وفي الإسماعيلية وتضامنا مع اسر شهداء السويس نظم المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة مسيرة ليلية احتجاجا على إطلاق سراح المتهمين في قضية قتل المتظاهرين بالسويس وانتقادا لسياسات المجلس العسكري وللتصدي لحملات التشويه ضد الثورة والثوار.

وشارك في المسيرة التي طافت شوارع الإسماعيلية وبدأت عقب لقاء جماهيري موسع عقد بأحد ميادين الإسماعيلية على هامش حملة كاذبون والذي تم خلاله عرض مكبر لللقطات ومشاهد حية تكشف الانتهاكات ضد المتظاهرين التي تعرضوا لها خلال الأحداث الماضية .

وعقب العرض انطلقت المسيرة التي هتف خلالها المشاركون من ممثلي الحركات الثورية والائتلافات بالإسماعيلية بهتافات تندد بسياسة المجلس العسكري مرددين " يسقط يسقط حكم العسكر .يسقط يسقط قتلة الشهدا .. يسقط يسقط الطغيان " .

وقررت محكمة جنايات السويس أمس تأجيل محاكمة عدد من ضباط الشرطة والأمناء في مديرية أمن السويس ورجل أعمال ونجله متهمين بقتل 21 متظاهراً خلال الثورة وإ صابة 300 آخرين إلى (مارس) المقبل، وذلك لسماع أقوال مدير قطاع الأمن المركزي في محافظة الإسماعيلية، ومأمور قسم شرطة الأربعين في السويس.

كما قررت المحكمة إخلاء سبيل أميني شرطة محبوسين على ذمة القضية بضمان مالي ورجل الأعمال إبراهيم فرج ونجله عادل بضمان مالي وسرعة ضبط وإحضار نجله الثاني الهارب.

وكان أهالي الشهداء قالوا إن فرج ونجليه أطلقا الرصاص من أسلحة آلية على المتظاهرين في جمعة الغضب (28 يناير)، لدى مرور حشود المتظاهرين أمام منزلهم ومحالهم التجارية، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وظل رجل الأعمال ونجلاه هاربين لشهور إلى أن تم القبض عليه وعلى ابنه فيما الثاني لا يزال فاراً.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها