حمدي رزق
المفرطون فى الحق المصرى الثابت بمياه النيل يخرسون، ويخجلون، ويلقون بأنفسهم من فوق كوبرى قصر النيل انتحارًا على طريقة «خذنى بعارى»، والمفرطون معروفون بالاسم، لا أستثنى منهم إخوانيًا خائنًا أو ناشطًا عابثًا بالأمن القومى المصرى.
فاكرين وفد الدبلوماسية الشعبية الهزلية من سعوا سعيًا حثيثًا إلى خطب ود إثيوبيا وتمكينها من رقاب المصريين بمجرد سقوط نظام مبارك انتقامًا، الصور تجمعهم مع ملس زيناوى بن امليص، رئيس وزراء إثيوبيا الراحل، الذى نيّمهم على ودانهم، والتف كالحية الرقطاء من حول خصر الدولة المصرية، التى كانت لتوها خارجة من ثورة أتت على منعة الدولة وسلمتها للميليشيات الإخوانية تهدر مصالحها الاستراتيجية.
رهط من الباحثين عن دور أو صفقة بقر، باعوا القضية المصيرية بثمن بخس، ووقفوا يتضاحكون وابن امليص يتمسخر ويسخر، وأسكرهم حتى الثمالة قوله: «لم تكن هناك مشكلة بيننا فى أى وقت من الأوقات، وإنما كانت المشكلة مفتعلة من جانب (الشيطان الأكبر) اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، و(الشيطان الأصغر) حسنى مبارك».. للأسف وقفوا يصفقون على الصفاقة السياسية، متنازلين عن كبرياء مصر، وصمة عار لا تغسلها مياه النهر.
وأكمل إخوان الشيطان مشوار التفريط، وترخص المرحوم رئيس الإخوان وذهب إلى إثيوبيا فاتحًا وسط تهليل وتكبير البهاليل، فبعثوا لاستقباله مساعدة محافظ العاصمة، فى إهانة دبلوماسية لا تغتفر، وتعمقت الإهانة بالاستهانة بوجوده أصلًا، وإعلان تغيير مجرى النيل الأزرق، وهو نائم على ودانه فى أديس أبابا، دون أى اعتبار لوجوده أصلًا!
الخيانة الإخوانية فى قضية مياه النيل مسجلة عليهم صوتًا وصورة، راجعوا «اجتماع باكينام» الشهير فى قصر الاتحادية، يوم وقف رئيس الإخوان فى ملئه يهذى فى قضية أمن قومى، الاجتماع الكارثى فى زمن الاحتلال الإخوانى أسس للكارثة التى يشمتون فيها كالنساء.
اجتماع كارثى، ضم دراويش وبهاليل الإخوان وتابعيهم من النشطاء، وحاضر فيهم كبير المخططين الاستراتيجيين، أيمن نور، وبخبرته العميقة بمحددات الأمن القومى اقترح عمل قلاقل والتآمر على إثيوبيا داخليًا، وإيهامهم بأن لدينا طائرات ورق قادرة على الوصول إلى موقع السد.
وتفتق ذهن ناشط جدا بإرسال أمير القلوب الإخوانية «أبوتريكة» إلى الحبشة يلاعبهم، وبث هذا «الهراء» على الهواء مباشرة ليتابعه العالم، ولتستغله إثيوبيا لإثبات تآمر مصر عليها، عبثيات ترقى لمستوى الخيانات لم يعتذروا عنها، ولا يخجلون منها، بل ويرمون الشرفاء بالباطل.
ويوم وقف العياط يهذى ويهدد بأن مياه النيل دونها الرقاب، فى تهديد غبى بنوبة غباء مستحكم حكم القضية، وخنق مصر فى ركن الحائط، ولاتزال القيادة المصرية المخلصة للتراب الوطنى تزيل آثار العدوان الإخوانى على حق مصر الثابت والأصيل فى مياه النيل، صحيح اللى اختشوا ماتوا غرقى فى قاع النيل.
نقلا عن المصرى اليوم