يوم 14 أكتوبر 1973.. أكبر معركة دبابات في التاريخ مواجهة مباشرة بين الجيش المصري والإسرائيلي
الولايات المتحدة دعمت إسرائيل بشكل كبير جدا وكان هناك خط مباشر لإنزال الدبابات بمطار العريش
بعد العبور قفزت من الدبابة وركعت لله شكرا على استعادة أرضنا
إعداد وتقديم - د. مينا ملاك عازر
استعاد لواء أركان حرب محمود العيوطي، أحد أبطال حرب أكتوبر، ذكريات انتصارات حرب أكتوبر المجيدة واستعادة أرض سيناء الغالية خلال لقائه ببرنامج "لسعات" المذاع كل سبت فى السابعة مساء على موقع الأقباط متحدون.
قال "العيوطي" تعرضت القوات المسلحة لمأساة كبيرة جدا عام 67، الظروف حكمت علينا فى هذا التوقيت أن يتفوق علينا العدو وينتصر ويحتل سيناء بالكامل، وفى هذا التوقيت كنت فى أخر سنة فى الكلية الحربية وحضرت النكسة وأنا طالب، ورغم أننا كنا لازلنا طلبة وكان الضغط شديد على الدولة والقوات المسلحة التى تعرضت لخسائر جسيمة وتم الاستعانة بنا كطلبة فى تأمين حدود القاهرة وكنا نقاتل فى الخنادق تحسبنا لوصول العدو للقاهرة.
وأضاف: بالطبع كان شيئ محزن وكنا ننتظر اليوم الذي نثأر من هذا العدو ونحقق النصر عليه، كانت الهزيمة واحتلال سيناء محزنة للغاية.. إلى أن تخرجت من الكلية الحربية عام 67 فى نفس سنة النكسة وتوجهت للتشكيلات المقاتلة وتم تعيني قائد فصيلة فى كتيبة 205 دبابات من النوع الأول مدرع والفرقة 21 مدرعة.
وأوضح "العيوطي" ما بين حرب 67 و73 كان شغلنا الشاغل التدريب على القتال وتأهيل الكوادر من الضباط والجنود لإدارة معركة ناجحة لاستعادة الأرض، وكنا نتدرب بما يعرف "نقطة العرق في السلم توفر قطرة الدم وقت الحرب" وكانت دائما الأعمال التى تتم خلف خطوط العدو تتم عن طريق قوات الصاعقة والمشاة.
كنا نعيش فى ملاجئ تحت الأرض فى ظروف صعبة للغاية بسبب أن العدو كان متفوق علينا جويًا، ونتذكر قبل انشاء قوات الدفاع الجوي ضربت وحدات فى عمق مصر مثل مدرسة بحر البقر التى قتل فيها 30 تلميذ وتلميذة ومصنع أبو زعبل، إلى أن تم فى عام 1970 استكمال حائط الصواريخ واستكمال هيكل الدفاع الجوي.
وقبل حرب أكتوبر 73 كان هناك تأمين كامل للقوات العابرة لقناة السويس ضد طيران العدو فى مراحل إنشاء كباري وأعمال المهندسين العسكريين وأعمال فتح الثغرات لكي تتيح لنا عبور الساتر الترابي (ارتفاعه 20 متر) كان هناك تجهيزات رائعة باستخدام خراطيم المياه وكانت فكرة فتح الثغرات باستخدام خراطيم المياه فكرة المهندس القبطي اللواء باقي زكي يوسف وستظل يحمل اسمه وعائلته مدي الحياة لانها كانت فكرة رائعة وحديثة بعد أن فشلت كل المحاولات بضرب الساتر الترابي بالطيران والمدفعية ولم يأتي بنتيجة بجميع الوسائل، مؤكدا أن خراطيم المياه دخلت مصر ليس كمعدات عسكرية ولكن كماكينات ري زراعي من ألمانيا.
وأكد أن القوات المسلحة قامت بتطوير كبير ما بين 67 و73 فى منظومة الدبابات، وزاد عددها أضعاف ما كانت عليه فى 67 وتم تطويرها بشكل كبير جدا.
واسترجع اللواء محمود العيوطي ذكريات رؤية العلم الإسرائيلي على الضفة الآخري من قناة السويس، كنا فى حالة غضب شديد وكنا نقول فيما بيننا متي ننتقم ونسترجع أرضنا كنا فى شوق كبير جدا للحرب، والقيادة العسكرية المحترمة التى كانت تدير الحرب قامت بإجراءات بحيث تكون الخطة محكمة بدرجة لا يتخيلها عقل، مثل اختيار يوم العبور نفسه وهو يوافق يوم "كيبور" ويوافق يوم سبت، هذا اليوم اليهود لا يعملون، أيضا توقيت الحرب لا أحد يتوقع أن نحارب الساعة 2.05 جهارا نهارا، شيئ أخر وهو السرية فى توقيت الحرب، انا لم أعرف ميعاد الحرب إلا قبلها بساعتين فقط.
وشدد على أن الجندي المصري خير أجناد الأرض والثأر كان يجري في دماءنا جميعًا وكان شعارًا أما النصر أو الشهادة اما تحقيق النصر أو نموت في الحرب، كيف لمصر أم التاريخ والحضارة تسيطر دويلة صغيرة على أرضها.