الأقباط متحدون | هابي نيو داي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٥١ | الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢ | ٣ طوبة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٧ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هابي نيو داي

الخميس ١٢ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : ماجدة سيدهم
مر العام، بكل الأحوال مر، عبر على مضاجعنا يضطهد فينا النعاس، وعلى وسائد الهزيمة أشعل أهازيج اليقظة وما سرق منا الأحلام ، تفاصيله محفورة بإتقان على جدران الروح بينما أيقونات النزف عبر أرصفة الميدان معلقة على هيكل النهار، لن تتحول إلى ذكرى، رياح الغضب كفيلة لإزالة غبار التنهد عن بريق نزف الحقول وغناء القمح ،عام مر ممتلئ بخليط من الروائح المميزة ، الخبز الطازج وخمير لدخان متفجر ،غبار يتصاعد عن العجلات الشرسة، تهليل الورد الغارب والتهام العيون الجميلة ، تسبحة الخاشعين ووضُوء النوايا ، نعصر المُر خلاصة الشفاء لجـُرح الماء الجاف ووهم المسافة ،و نركض من جديد خلف الحنين المضني للعناق " دا جنب دا جنب دا جنب دا .."


مر العام ..وطاولات العائلة خالية من الاكتمال ، تمر الأعياد ومازلنا للحرية جائعين لكن ما انكفأ فينا أبدا الإنسان ، مسيرات الجمال تحدث فرقا في أرجاء الاحتفال والتأبين وفي كل مرة نلتف دا جنب دا جنب دا جنب دا فـتؤذن الترانيم في مئذنة الميدان "عمانوئيل عازف البسمات" ، كيف لا يترنح الطغيان اذا بفحوى الكذب والقذر والادعاء ومن صوت الغناء كيف لا يرتاع ،فيراوغنا بالمزيد من التآفع اللعين ، فيما تستمرئ الشهوة الدميمة بالغرف المعزولة متعة النيل من حلم الفتيان بالكرامة ،وكيف لا يكشر مهرجو المدينة المساكين عن صبارات البغضة فيلوثون الشاشات بجهالة الإدعاءات الصدئة
مر العام ..واليوم تتسع ساحة التصفيق تصبح بحجم وطن شاهق في حدقة كل الحالمين ، والميدان الذي دون التاريخ بلون الصلابة سيشهد ارتفاع عراجين الكرامة


شكرا لك أيها العام الفائت ، دون مرورك الموجع بسطورنا وطعامنا وطبولنا ما تذوقنا طعم المواجهة وحلاوة الرفض ، دون سردك المحيي لحكايا الإنسان في دهاليز ليالينا الموحشة ما تقلدنا صد البداوة اللعينة ، لولا وخزك الساحق في خاصرة الاحتمال ما بصقنا هول الفساد ،وما مزقنا مساحيق التراكم العطنة وما تلاحمنا بشرفاء الوطن المصلوبين على كف الفهم دا جنب دا جنب دا جنب دا ، لولا انقضاء مهمتك النبيلة ما أهديتنا عاما جديدا مشرعا أماله صوب أفاق المضي جمالا ورقيا ونضالا لا تراجع فيه لاسترداد الحياة ..


شكرا لانصرافك متكورا لفرط الركلات ، محملا بإرث ثقيل من الخوف وسيل مريع من اللعنات والسخرية دونما إيماءة منك بالعتاب أو الغضب بينما تشهد أن لا إنسان الاّ الإنسان ، موصيا أن نعيش اليوم وكل يوم " happy new day " لذا لن ألعنك ولن أمقتك ولن أكسر خلفك آنية الفخار والمزهريات الزجاجية –بل أودعك بهيبة العظماء فقد صنعت معنا كل الفرق ..


ولن ينته بعد

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :