هل تخيلت يومًا بأن أغلى قهوة في العالم تستخرج حبوب البن الخاصة بها من براز القطط؟.. يتكلف الكوب الواحد منها 80 جنيهًا استرلينيًا، وبسبب تهافت وجشع تجار البن يتم حجز قطط الزباد المستخدمة في إنتاجها، داخل أقفاص مظلمة، وينتج عنه مشهد مروع لمعاملة تلك المخلوقات كآلة تدر الذهب.
وتتم تلك العملية عندما يقوم حيوان يسمى "قط الزباد" بأكل حبوب البن قبل تحميصها ثم يخرجها في البراز ليأخذها الزارعون ويبيعونها بأغلى سعر، حيث تعيش تلك القطط البرية في غابات استوائية بجميع أنحاء جنوب شرق آسيا.
ويُفترض أنها تختار أجمل ثمار نبات القهوة، التي تسمى "كرز القهوة" كوجبة أساسية، ولكن لأنها لا تستطيع هضم الحصى (حبوب القهوة) تخرجها كما هي البراز، وهو ما يتوق إليه المزارعون لالتقاطه وتحميصه في المشروب "الفاخرة".
ووفقًا للصور التي نشرتها صحيفة مترو، فقد كشف النشطاء «آمي جونز» و«بول هيلي»، في فيلمهما Moving Animals عن ظروفًا مروعة داخل مزرعة في دالات بفيتنام، حيث وجدوا العشرات من قطط الزباد المسجونة في أقفاص قاتمة ومظلمة.
فوظيفتهم الوحيدة هي تناول الطعام وإخراجه، وبما أن هذه القطط البرية غير قادرة على التعامل مع الأسر، تتجه إلى تشويه نفسها، من حيث مضغ ذيولها وصولا إلى العظام من شدة القلق والملل، ويقول الباحثون " تُحرم الحيوانات التي تعيش في الأسر من حريتها ويظهر الكثير منها سلوكًا غير طبيعي للتعامل مع التوتر والقلق" مثل ما يحدث مع تلك القطط التي تنهش في جسدها.
على الرغم من الظروف القاسية في مثل هذه المزارع الموثقة جيدًا، لا تزال صناعة "قهوة براز القط" مزدهرة، وتعتقد مجموعات رعاية الحيوانات أن عشرات الآلاف من الزباد يتم احتجازهم في المزارع في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا وإندونيسيا، حيث لا يعلم السياح عن المعاناة وراء القهوة باهظة الثمن.