سليمان شفيق
تتجة الأوضاع في العراق نحو مزيد من التوتر خاصة وأن حصيلة الضحايا الذين وقعوا في المظاهرات ارتفعت إلى نحو ثلاثين قتيلا، حيث استخدمت قوات الأمن ، وسائل غير تقليدية لتفريق المحتجين من بينها استخدام الطائرات المروحية لرش الغاز واستخدام السيارات العسكرية لدهس المحتجين. ، بالتزامن مع حملات اعتقالات عشوائية في العاصمة بغداد وفي محافظات الجنوب.
وتشهد العراق منذ الثلاثاء مظاهرات في العاصمة بغداد ومدن أخرى، ولاسيما في منطقة الجنوب. ويحتج المتظاهرون ضد "البطالة والخدمات المتردية وفساد المسؤولين".
علي اثر ذلك اول امس الأربعاء فرضت الحكومة العراقية حظرا للتجول في بغداد ابتداء من صباح أمس الخميس، كما أعادت إغلاق المنطقة الخضراء وسط العاصمة، والتي تضم مقار حكومية والسفارة الأمريكية، بعدما أعيد فتحها في يونيو الماضي.
وبلغ التوتر كما افادت فرانس 24 ووكالات اخري ، أن عشائر عراقية تطالب بالثأر لذويها الذين قتلوا في هذه المظاهرات سواء في بغداد أو في محافظات جنوب البلاد خاصة مع اقتراب حصيلة الضحايا من 30 قتيلا، وفق مصادر محلية و1500 إصابة.
وتوسعت الاحتجاجات منذ الثلاثاء الماضي لتشمل مدن جنوب البلاد، المنددة بالفساد والبطالة وتردي الخدمات. ويبدو هذا الحراك حتى الساعة عفويا، إذ لم يعلن أي حزب أو زعيم سياسي أو ديني عن دعمه له، في ما يعتبر سابقة في العراق.
لكن ليل الأربعاء، قرر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وضع ثقله في ميزان الاحتجاجات، داعيا أنصاره الذين سبق أن شلوا مفاصل البلاد في العام 2016 باحتجاجات في العاصمة، إلى تنظيم "اعتصامات سلمية" و"إضراب عام"، ما أثار مخاوف من تضاعف التعبئة في الشارع.
ولم تمتد التحركات إلى المحافظات الغربية والشمالية، خصوصا المناطق السنية التي دمرتها الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي.
إصرار المحتجين:
لكن يبدو أن المتظاهرين عازمون على مواصلة تحركهم. ففي الزعفرانية في جنوب بغداد، قال عبدالله وليد (27 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية إنه خرج للتظاهر "لدعم إخواننا في ساحة التحرير"، وأضاف "نطالب بفرص عمل وتعيين الخريجين وتحسين الخدمات. مضت علينا سنوات نطالب، ولا جواب من الحكومة".
أما في حي الشعب بشمال العاصمة، قال محمد الجبوري الذي يحمل شهادة في الهندسة لكنه اليوم يقوم بأعمال هامشية: "نطالب بكل شيء، نطالب بوطن، نشعر بأننا غرباء في بلدنا، لا دولة تعتدي على شعبها كما فعلت هذه الحكومة. نحن نتعامل بسلمية، ولكنهم أطلقوا النار".
وقال أحد المتظاهرين لوكالة الأنباء الفرنسية إنه قضى الليل في الساحة: "حتى لا تسيطر الشرطة على المكان"، قبل أن تصد القوات الأمنية المحتجين إلى الشوارع الفرعية المجاورة
وفي أماكن أخرى من العاصمة وفي مدن عدة، يواصل المحتجون إغلاق الطرقات أو إشعال الإطارات أمام المباني الرسمية في النجف أو الناصرية جنوبا
وأعلن مجلس محافظة بغداد أنّه قرّر تعطيل العمل أمس الخميس في كل الدوائر التابعة له، الأمر الذي سيسمح لقوات الأمن بتعزيز نفسها وتشديد قبضتها في مواجهة المتظاهرين.
ويبدو أن الحكومة العراقية، التي اتهمت "معتدين" و"مندسين" بالتسبب "عمدا بسقوط ضحايا بين المتظاهرين"، قد اتخذت خيار الحزم. ويعد هذا اليوم الجديد اختبارا حقيقيا لحكومة عادل عبد المهدي، التي تكمل في نهاية الشهر الحالي عامها الأول في السلطة.
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقى عادل عبد المهدى، إن أولويات حكومته كانت وستبقى على تحقيق تطلعات الشعب المشروعة والاستجابة لكل مطلب عادل.
وقال رئيس الوزراء العراقى فى بيان صحفى مساء الثلاثاء الماضي، إن حكومته حرصت على وضع حلول حقيقية جذرية لكثير من المشاكل المتراكمة منذ عقود، متوعدا المعتدين غير السلميين الذين رفعوا شعارات يعاقب عليها القانون تهدد النظام العام والسلم الأهلى وتسببوا عمدا بسقوط ضحايا من المتظاهرين الأبرياء ومن القوات الأمنية العراقية التى تعرّض أفرادها للاعتداء طعنا بالسكاكين أو حرقا بالقنابل اليدوية.
وطالب رئيس وزراء العراق، بفتح تحقيق مهنى على الفور من أجل الوقوف على الأسباب التي أدت لوقوع الحوادث، مشيرا لتشكيله لجانا لاستلام جميع المطالب الشعبية والعمل على تلبيتها وفق القانون.
ودعا رئيس وزراء العراق، الجميع إلى التهدئة وتفويت الفرصة على المتربصين بالعراق وشعبه وأن يكون الهم الأول حفظ الأمن والاستقرار الذى تحقق بتضحيات الشعب العراقى ودفاعه المشهود عن أرضه ومقدساته.
وأفادت قناة العربية فى نبأ عاجل لها اليوم الجمعة ، أن الخارجية الأمريكية تراقب عن كثب تطور المظاهرات فى العراق.
وأضافت، أن الخارجية الأمريكية تدعو كافة الأطراف فى العراق لوقف التوتر، وترفض استخدام العنف ضد المتظاهرين فى العراق.
ولازالت المظاهرات تجوب المدن والاحياء المختلفة وسط مخاوف من نزول "الحشد الشعبي" الشيعي الامر الذي قد يؤدي الي حرب أهلية .