في الوقت الذي تتوالى فيه قرارات استدعاء شخصيات عامة محسوبة على الثورة للتحقيقات النيابية والمثول أمام المحاكم العسكرية، وصدور قرارات بمنعهم من السفر على خلفية بلاغات مختلفة، والحكم بحبس عدد من الثوار ومصابي الثورة، وتلفيق قضايا للمتظاهرين السلميين المطالبين بإنهاء الحكم العسكري في مصر، ومعاقبة الكثيرين في قضايا الرأي، نجد أن المتهم الهارب الدكتور يوسف بطرس غالي- وزير المالية الأسبق في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، يشارك في ندوة عن الثورة المصرية بجامعة لندن!!

 

 

أوضحت دينا مكرم عبيد- طالبة الدكتوراه في جامعة لندن للاقتصاد، أن جامعة لندن نظمت ندوة عن الثورة المصرية، تحدث فيها أستاذ التاريخ روجر أون، والذي كان يقارنها بثورة 1952 وثورة 1919، وكان هناك طلاب مصريين وغير مصريين حاضرين للندوة حيث أن الدعوة كانت عامة.

 

 

وقالت دينا مكرم عبيد في مداخلة هاتفية مع الإعلامية ريم ماجد، في برنامج "بلدنا بالمصري" على قناة "أون تي في" الفضائية: "فوجئنا بوجود الدكتور يوسف بطرس غالي من بين الحضور، وأكد لنا المركز المنظم للندوة أنه لم يوجه إليه دعوة للحضور، وانتظرنا إلى أن أنهى الدكتور روجر حديثه، ومن ثم علقت بقولي أنا مستغربة لوجود الدكتور يوسف بطرس غالي بيننا الآن وهو مطلوب للتحقيق في مصر ومطلوب من الإنتربول الدولي أيضًا، غير أنه لم يرد على كلامي ولم يعلق على أي شيء"، مضيفة: أنه "بعد أن لاقت التعليقات والانتقادات التي وجهتها للقائمين على الندوة استحسان الحضور، قام أفراد الأمن على الفور بتأمين خروج بطرس غالي من باب جانبي تحسبًا لوقوع أي ردة فعل تجاهه، وقولت لأفراد الأمن (إننا لن نتعرض له أبدًا فهذا ليس من أخلاقنا)، لكن يجب أن يكون بطرس غالي الآن أمام جهات التحقيق للرد على التهم الموجهة له وليس هنا لحضور ندوة عن الثورة المصرية"، وأكدت طالبة الدكتوراه بجامعة لندن للاقتصاد، أنهم يقومون الآن بحشد أنفسهم لاتخاذ موقف ضد تصرف إدارة الجامعة في طريقة تعاملها الاستثنائية مع يوسف بطرس غالي.

 

 

جدير بالذكر، أن وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي، صدر بحقه مذكرة توقيف حمراء من الإنتربول الدولي، ومحكوم عليه غيابيًا بالسجن لمدة 30 عامًا في مصر، ومع كل ذلك فهو يعيش حرًا طليقًا في لندن.