كتب - نعيم يوسف
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلمة أثناء تكريمه من جامعة حلوان، معربا عن سعادته بالتواجد معهم "في بداية عام دراسي جديد وفي شهر أكتوبر الذي يحمل ذكريات غالية جداً تحية لكم وسلام وفرحاً وتقدماً في كل شئ يترقي أن أكون بينكم بين اساتذه يعلمون اجيال وينهضون بالوطن ويسعون من اجل تحقيق المعرفة ليتقدموا من اجل وطننا".
ولفت البابا إلى أن هناك عدة أشياء تحرك الناس في حياتهم، وهي المعرفة، والبحث عن النفس، والجمال، والمحبة.
وعن جانب "المعرفة"، قال البابا: "ربما تكون هي التي تحركنا في الحياة و المقصود بها العلم و البحث عنه وهي التي تقود حياة الانسان ففي الجامعة تتحركون للبحث عن الجامعة بكل فروعها تحديداً العلوم الطبيعية ومنذ بداية تاريخ البشرية بحث الانسان عن العلم وشيد الحضارات وصنع المنتجات وكان محرك العلم سبباً لجعل حياة الانسان أكثر راحة وأمتلئت البشرية بالاختراعات النافعة وغير النافعة واقول أن بعض الاختراعات كانت ضارة سبباً في صنع ألات الحرب وهدمت حياة البشر و علي مر العصور وجدنا العلم وقد صرنا أكثر كسلاً بسبب كثرة المخترعات التي اعتدنا علي الراحة ومع الاختراعات الكثيرة صار الانسان أكثر كسلاً وتسبب ذلك في امراض كثيرة فيجب أن ينتبه الانسان لهذا الثروة الوحيدة لنا هو الوقت وندقق في البحث عن المعرفة و العلم بالحكمة لا الجهل... الحكمة التي تبني وننبه لهذا المحرك الذي يرفع من قدر الشعوب".
أما عن البحث عن النفس، فقال البابا: "من اشهر اقوال السيد المسيح ماذا ينتفع الانسان اذا ربح العالم كله وخسر نفسه وهذا السؤال وجودي لكل انسان يحمل اهمية البحث للانسان ومنذ فجر التاريخ تحرك الانسان بحثا عن الوجود وخالقه وعن نفسه وعن من خلقه وبحث في عقله وقلبه وانشئت الافكار وصنع فن الحوار وحاور الخالق وكما ذهب البعض لاكتشاف الذات ذهب الاخرون لاكتشافات سلبية وصارت هناك موجات إلحاد تسود العالم وقام أخرون بالتحقير من الذات البشرية وجعلوا حياة الانسان بلا معني فقاد ذلك النفوس إلي اللامبالاة و الأذي الجسدي مثل الادمان و الشذوذ وأنت يجب أن تبني ذاتك بناءاً صحيحاً و الانسان يجب أن يحيا لأنه خلق لأجل هذه ودراستك في الجامعة مع الاساتذه الأفاضل لكي تتعرف علي الهدف الذي خلقت لأجله و الله لم يخلق انسان دون فائدة فأبحث عن معني وقصد الله في وجودك".
أما بالنسبة للجمال، فقد قال البابا: "محرك البحث عن الجمال في كل الفنون وكل تعبير جمالي فني وقد بحث الانسان القديم عن الجمال وكان القدماء المصريين من رواد فنون الجمال و الفن يحول الفراغ لما هو جميل ومقدس الفنانون و الادباء حركتهم المشاعر كما قال الحكيم أيضاً صنع الكل حسناً في وقته ...و الجمال خلق حولنا علينا أن نسعي لإكتشافه الموسيقي تؤثر علي الانسان و الشباب وصارت انواع معينة تسبب حالات ادمان ولذلك احترس وانت تبحث عن الجمال ابحث عن الجمال الحقيقي في الارض و الطبيعة و الحياة التي تحياها البحث عن الجمال في كل العلوم و الفنون و الاداب التي تقدم وتبحث عنها في دراستك".
وبالنسبة للمحبة، قال البابا: "لقد خلق الله الكون بالمحبة وكانت إرادة الله أن نعيش بالمحبة ولكن بحث الانسان عن القوة و الغلبة و المشاعر السلبية التي جعلت الأخ يقتل أخيه وبدلاً من أن يحرك البشر للحب حركة للكره و القتل و المحبة ...محرك يمكن أن يوجهك خاصة في اتجاه البشر أي الانسان الذي عندما تتعامل معه كأنك تتعامل مع الله وكأن الله قدمه إليك فأسعي أن تبتعد عن كل المشاعر السلبية وساعد الأخر".
وتابع: "يمكن أن تكتب صفحة جديدة في حياتكم وفي تاريخ الوطن عنما تعلي من شأن المحبة لكل أحد عندما يمتلك الانسان المحبة يسعد ويفرح ويقدم كل شئ للأخر و الله سيسألنا عن مقدار المحبة التي قدمناها فهي الرصيد الوحيد لنا في السماء
في نهاية كلمتي احيكم جميعا داعياً من الله أن يمنحكم حياة مثمره مليئة بالمحبة نحو كل البشر و الطبيعة نحو الوطن و الاسرة وشبابنا اصحاب الارادة و محبة الوطن". واختم بهذا الجزء من القصيدة
إذا الشّباب يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
بهذه المحركات (المعرفة،الذات،الجمال،المحبة) تتمتع حياتك وسوف تكتشف الخطة التي وضعها الله لحياتك.