الأقباط متحدون | السيطرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٠ | الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢ | ٣٠ كيهك ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٣٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

السيطرة

الاثنين ٩ يناير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر


تابعت في أحد الإعلانات عن أحد المنتجات التي لا داعي لأن أقول اسمها، تعريفًا يقدّمه المُعلن للسيطرة، بسرده مواقف بشكل لطيف جدًا. وكانت المواقف التي قدّمها المعلن كالآتي: إن السيطرة هي أن تقنع أصدقائك بأن السفر لـ"شرم" بالعجل أسرع من بالطائرة، وأن تجعل حبيبتك تقدّم لك هدية في عيد ميلادها وكمان ما تعجبكشي. وبصراحة أنا متفق معه إن فعلًا إنْ فعلتَ هذا فأنت مسيطر. لكنني أستطيع- وخدمةً مني ولا أريد أجرًا على تلك الأفكار التي سأزوّد المعلن بها، صدقوني لا أريد شيئًا، فقط أتمنى أن أخدمه وأخدمكم أحبائي القراء- أن أقدّم لكم الآن بعض الأفكار والمواقف المعبّرة عن السيطرة من وحي ما يحدث في البلد.

 

السيطرة هي أن تقنع الثوار أنهم نجحوا لمجرد أن رئيس النظام رحل والنظام باقٍ كما هو. وأن يسقط مئات الشهداء في عام واحد والقاتل في معظم الأحيان مجهول. وأن تقنع الشعب بأن هناك مؤامرة خارجية على البلد رغم أنك نفسك من تتآمر عليها وعلى ثورتها. السيطرة أن تخرج كل الثعابين من جحورهم ليحكموا البلد لتعاقب الثوار أنهم ثاروا على صديقك ومن أتى بك لمنصبك القديم ومن وضعك على سدة الحكم.


السيطرة أيها السادة هي أن تركب الثورة في لحظاتها الأخيرة وأن تتفاوض مع نظام سقطت شرعيته، ورغم ذلك تدَّعي أنك من الثوار!. السيطرة سيادتكم أن تنكر ماضيك من الصفقات السرية مع النظام الساقط وتكتفي بأدلتك من مساجينك الذين سُجِنوا على يد النظام السابق لتقنعني بأنك ثوري. السيطرة أن تترك المصابين ينزفون دمًا والشهداء يسقطون بالعشرات وأنت تمهّد وتحمي الانتخابات. السيطرة أن تستخدم الدين في الانتخابات وأنت لا تعرف أن الله يحب الصادقين غير المنافقين وأنت منهم. السيطرة أن تأخذ السلطة من أيادٍ ملطخة بالدماء، فتلطخ يدك وأنت تظهرها أمام الكل مقنعًا إياهم بأنك "بتاع ربنا"!.

 

السيطرة بأن يرى الكل الدبابات والمدرعات تدهس المتظاهرين السلميين وتقنعهم بأن هناك "طرف ثالث". السيطرة أن تحرق المجمع العلمي وتقنع الكل أن المتظاهرين هم من حرقوه. والسيطرة أن يعري الجندي.. ليتبوّل على المتظاهرين فيما يعد فعل فاضح من رجل عسكري وتقنع الكل أن المتظاهرين المعتصمين السلميين هم من يمارسون الجنس في علاقات كاملة. والسيطرة هي أن تقنع الكل أن الفتاة التي عريتها وضربتها ليست شريفة مع أنكم من انتهكتم كرامتها. السيطرة أن تقنع الشعب أن الثوار الحقيقيين لم يعودوا بالميدان مع أننا نرى نفس الوجوه طوال العام، ولكنك أنت الوحيد الذي تعرف الثوار الحقيقيين. السيطرة أن تمنع البلطجية عن الانتخابات وتؤمنها لتوصل حبايبك للحكم وتتركهم في "التحرير" يهاجمون الثوار.

المختصر المفيد، السيطرة أن تكذب وتجد من يصدّقك، لكن الثورة أن يسقطك الثوار لأنك كذاب..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :