يعتقد كثيرون أن البطولة والشهادة والشجاعة مميزات من صنع خيال الكُتّاب والرسّامين، لكن السمات الشخصية والملامح والأسماء في الغالب يستلهمها مبتكر الشخصية من قصص حقيقية، ودائما يسرد الكاتب قصته من حادث وقع بالفعل، وسطر أحد شباب قرية كفر عمار بمحافظة الجيزة ويدعى أحمد فراج موقفا بطوليا، أثناء ذهابه لعمله يوميا في السادسة صباحا.

استيقظ "فراج" صباح الأربعاء الماضي كعادته للتوجه غلى عمله، واتبع خط سيره اليومي بالمرور أعلى قضبان السكك الحديدية، ثم شاهد طفلين بالسنة الثالثة والثانية بالمرحلة الابتدائي على شريط السكة الحديد، وشاهد قطارا سريعا فارتفع صوته "حاسب يابني أوع القطر جاي، أجري" واستخدم كل قوته وسرعته واستطاع أن ينقذ التلميذين قبل أن يدهسهما القطار، لكن شجاعته انتهت بتقديم حياته فداء لإنقاذ الطفلين، وانتشرت قصته كالنار في الهشيم على السوشيال ميديا.

وقالت مصادر أمنية وطبية، إن شابا لقي مصرعه في حادث أليم، حيث دهسه قطار سريع بمحيط منزله، أثناء محاولته إنقاذ حياة طفلين أثناء عبورهما شريط السكك الحديدية في مدينة العياط بمحافظة الجيزة.

وانتقل فريق من ضباط المباحث والأهالي وتمكنوا من جمع أشلاء الشهيد، وتم تشييع جنازته  التي حضرها المئات من أهالي القرى المجاورة، وقررت النيابة إغلاق القضية لعدم وجود شبهة جنائية فى الحادث.

كان اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تلقى إخطارا من مستشفى العياط المركزي باستقبالها أشلاء جثة شخص دهسه قطار بالعياط، وعلى الفور توجه رجال الأمن إلى مكان الحادث.

تبين من التحريات التى أشرف عليها العميد علاء فتحي رئيس قطاع مباحث جنوب الجيزة، أن الشاب يدعى "أحمد فراج"، 29 سنة، يقيم بقرية كفر عمار، وأثناء مروره بجوار شريط السكك الحديدية شاهد طفلين خلال ذهابهما من المدرسة يحاولان عبور الطريق وقت قدوم القطار، فانطلق وتمكن من إنقاذهما قبل أن يدهسهما، إلا أن القطار دهسه وحول جثته إلى أشلاء، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.

وذكر الأهالي أن الضحية ترك طفلتين وأمهما، وكان هو العائل الوحيد لهما، وقال الأهالي إن المجني عليه يتسم بالطيبة السلوك الحسن بين أبناء قريته.